أوابك : مصر باتت تلعب دورًا هامًا فى تصدير عدة شحنات من الغاز الطبيعى المسال إلى الأسواق الأوروبية
تمضى الدولة المصرية قدماً نحو تحقيق رؤيتها للتحول إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز، فى ضوء ما تمتلكه من ثروات ومقومات تؤهلها لتحقيق هذا الهدف، حيث نجحت فى تعزيز قدراتها الإنتاجية والتصديرية، فى ظل إبرامها المزيد من التعاقدات الدولية للبحث والاستكشاف، فضلاً عن تطوير شبكة الموانئ والبنية التحتية ومحطات الإسالة، بجانب إطلاق خطة قومية لترشيد استهلاك الكهرباء لتعزيز صادراتها من الغاز، بما يحقق الإدارة الجيدة لموارد البلاد الطبيعية والاستغلال الأمثل لها، علاوة على استشراف الآفاق المستقبلية، وهو الأمر الذى يجعل مصر عنصراً فاعلاً وقوة مؤثرة فى سوق الطاقة العالمى خاصة فى ظل الاضطرابات والتحديات والمتغيرات الدولية الراهنة وبحث العديد من الدول عن تأمين إمداداتها من الطاقة.
وفى هذا الصدد نشر المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تقريراً تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على اتجاه الجمهورية الجديدة إلى تعظيم الاستفادة من ثروات مصر من الغاز الطبيعى، فى ظل مواجهة دول العالم تحديات نقص الطاقة وترشيد الاستهلاك، والتى تشمل التوسع فى مشروعات التنقيب، وتطوير محطات الإسالة، ومضاعفة التصدير، والشراكات الاستراتيجية، وترشيد الاستهلاك.
ورصد التقرير الطفرة غير المسبوقة فى مؤشرات الغاز الطبيعى، حيث سجل معدل نمو قطاع الغاز 4% (مبدئي) عام 2021/2022، مقابل تراجع بمعدل 11% عام 2015/2016، بينما قفز إنتاج الغاز الطبيعى ليسجل 69.2 مليار م3 فى عام 2021/2022، مقابل 41.6 مليار م3 عام 2015/2016، بنسبة زيادة 66.3%.
وأظهر التقرير ارتفاع معدلات التصدير من الغاز الطبيعى والمسال، حيث زادت قيمة صادرات مصر منهما أكثر من 13 ضعف، لتبلغ 8 مليارات دولار عام 2021/2022، مقابل 0.6 مليار دولار عام 2013/2014، موضحاً أن الزيادة فى كمية صادرات الغاز الطبيعى والمسال بلغت نحو 4 أضعاف حيث سجلت 7.2 مليون طن عام 2021/2022، مقابل 1.9 ملايين طن عام 2013/2014.
وأوضح التقرير أن تلك الطفرات غير المسبوقة جاءت بعد أن احتلت مصر المركز التاسع عشر عالمياً فى إنتاج الغاز الطبيعى عام 2015 وفقاً لبريتش بتروليم، وتحولت إلى دولة مستوردة للغاز الطبيعى بين أعوام 2015- 2017، وذلك قبل بدء إنتاج حقل ظهر للغاز الطبيعى عام 2017.
وجاء فى التقرير أن مصر حققت الاكتفاء الذاتى للبلاد من الغاز الطبيعى واستأنفت التصدير فى سبتمبر 2018، بينما احتلت المركز الثالث عشر عالمياً فى إنتاج الغاز الطبيعى والمركز الثانى إفريقياً عام 2021، وفقاً لبريتش بتروليم.
وأشار التقرير إلى ما أورده الاتحاد الدولى للغاز بأن مصر تشهد ثانى أعلى زيادة فى حجم صادرات الغاز المسال على مستوى العالم بمقدار 5.2 مليون طن خلال عام2021 مقارنة بعام 2020، فيما زادت بنحو 5 أضعاف خلال عام واحد فقط لتحقق أعلى نسبة زيادة فى صادرات الغاز المسال على مستوى العالم عام 2021.
هذا وقد أبزر التقرير جهود التوسع فى مشروعات الغاز على مدار 8 سنوات مما دفع إلى زيادة الصادرات، فبالنسبة للاستثمارات الأجنبية لقطاعى الغاز والبترول، تم توقيع 108 اتفاقيات بترولية جديدة مع الشركات العالمية للبحث عن البترول والغاز بنحو 22 مليار دولار استثمارات بحد أدنى، فضلاً عن نحو 1.3 مليار دولار منح توقيع، لحفر 409 آبار استكشافية، إلى جانب ترسية 9 مزايدات عالمية للبحث عن البترول والغاز، بنحو 2.2 مليار دولار استثمارات بحد أدنى، ومنح توقيع بنحو 272.6 مليون دولار.
واستعرض التقرير أهم مشروعات إنتاج الغاز الطبيعى، والتى تشمل مشروع تنمية حقل ظهر حيث تبلغ التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروع 15.6 مليار دولار، ومعدل إنتاج 2.7 مليار قدم مكعب غاز يومياً، بالإضافة إلى مشروع تنمية حقل نورس بتكلفة استثمارية إجمالية 290 مليون دولار، وبقدرة إنتاجية 1.1 مليار قدم مكعب غاز يومياً.
وتتضمن المشروعات أيضاً مشروع تنمية حقول شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل، حيث تبلغ التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروع 9.3 مليار دولار، بينما تبلغ الاحتياطيات المكتشفة بالمياه العميقة من الغاز الطبيعى والمتكثفات من الحقول 5 تريليون قدم مكعب، وذلك من خمسة حقول هي(ليبرا-تورس-جيزة-فيوم-ريفين) حيث يعمل المشروع على تنميتها.
هذا وأظهر التقرير انتعاش صادرات الغاز الطبيعى المسال بفضل مشروعات تطوير محطات الإسالة، والتى تعد من أهم الركائز الرئيسية فى التسهيلات والبنية التحتية التى تمتلكها مصر لتجارة وتداول الغاز الطبيعى، فضلاً عن تمتع المحطتين بموقعهما بين منتجى الغاز بالبحر المتوسط وكبار المستهلكين فى القارة الأوروبية.
وفيما يخص محطة الإسالة بدمياط، فوفقاً للتقرير، تصل القدرة الإنتاجية 4.8 مليون طن سنوياً، فى حين تبلغ سعتها التصميمية 750 مليون قدم مكعب/ اليوم، مشيراً إلى أنه تم تشغيل المحطة عام 2005 قبل أن تتوقف عن العمل عام 2012، بينما تم إعادة تشغيلها فى يناير 2021، لافتاً فى الوقت نفسه إلى أن 2.3 مليون طن غاز تم تصديرها من خلال محطة دمياط عبر 35 شحنة فى عام 2021.
وبالنسبة لمحطة الإسالة بإدكو، فتصل القدرة الإنتاجية لوحدتى إسالة الغاز 7.2 مليون طن سنوياً، كما تشتمل المحطة كذلك على ميناء لتصدير الغاز المسال، إلى جانب بلوغ السعة التصميمية للمحطة 1200 مليون قدم مكعب/ اليوم، فى حين تم تصدير 3.8 مليون طن غاز مسال من خلال المحطة عبر 58 شحنة عام 2021.
وفى سياق متصل، تناول التقرير الحديث عن الشراكات الاستراتيجية فى مجال الطاقة وتصدير الغاز الطبيعى، مشيراً إلى توقيع مصر مذكرات تفاهم واتفاقيات إطارية من بينها عقد شراكة استراتيجية فى مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبى فى أبريل 2018، وكذلك إطلاق حوار استراتيجى للتعاون الثنائى فى مجال الطاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية فى يوليو 2019، فضلاً عن عقد مذكرة تفاهم للتعاون فى تطوير حقل غزة مارين للمساهمة فى توفير احتياجات فلسطين من الغاز مع الأطراف الشريكة فى الحقل وذلك فى فبراير 2021.
وتتضمن مذكرات التفاهم والاتفاقيات الإطارية أيضاً، وفقاً للتقرير، نقل الغاز إلى أوروبا باستخدام البنية التحتية والتسهيلات المصرية بالشراكة مع إسرائيل والاتحاد الأوروبى فى يونيو 2022، علاوة على التعاون مع شركة "شيفرون إى ميد ستريم ليمتد" العالمية فى أنشطة نقل واستيراد وإسالة وتصدير غاز شرق المتوسط عبر مصر فى يونيو 2022، فضلاً عن التعاون فى مجال الغاز الطبيعى بما يتيح تصدير الغاز المسال إلى إيطاليا وأوروبا مع شركة إينى الإيطالية فى أبريل 2022.
وبخصوص الاتفاقيات، أوضح التقرير أنها تتمثل فى الاتفاق على تصدير الغاز المصرى إلى لبنان لحل أزمة الطاقة بها وذلك فى يونيو 2022، فضلاً عن انضمام مصر كعضو منتسب فى الوكالة الدولية للطاقة وبدء التعاون معها فى فبراير 2022.
وتتضمن الاتفاقيات أيضاً، توقيع الدول المؤسسة لمنتدى غاز شرق المتوسط على الميثاق الخاص بالمنتدى والذى بمقتضاه يصبح منظمة دولية حكومية فى منطقة المتوسط فى سبتمبر 2020، بجانب الاتفاق الحكومى على إنشاء خط أنابيب بحرى لنقل الغاز من حقل أفروديت القبرصى لمصانع الإسالة بمصر وإعادة تصديره فى سبتمبر 2018.
وإلى جانب ما سبق، رصد التقرير إجماع المؤسسات ووسائل الإعلام الدولية على إمكانية تحول مصر إلى سوق بديلة آمنة لضمان صادرات الغاز إلى أوروبا فى ظل الأزمة الحالية، حيث أكد صندوق النقد الدولى أن الاتفاقية المُبرمة مؤخرًا بين مصر والاتحاد الأوروبى ستزيد من واردات الدول الأوروبية من الغاز الطبيعى المسال خلال العامين الجارى والمقبل، كما يُتوقع زيادة تلك الكميات بصورة أكبر بعد ذلك.
وتطرق التقرير إلى تأكيد بلومبرج أن مصر هى الشريك الحاسم الحالى لأوروبا فى أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، بينما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة أن مصر سجلت زيادة كبيرة بصادراتها من الغاز الطبيعى المسال، وذلك بفضل إعادة تشغيل محطة دمياط فى 2021، كما أشارت إلى قفز قيمة الصادرات المصرية بسبب ارتفاع الأسعار العالمية.
وبدورها توقعت فيتش أن يكون عام 2022 عام الذروة لإنتاج الغاز فى مصر رغم المخاطر التى تواجه أسواق الغاز العالمية والأسعار المرتفعة المصاحبة لها، إلى جانب اعتبار المونيتور أن استئناف تشغيل محطتى الغاز الطبيعى المسال فى إدكو ودمياط خطوة لتحويل مصر إلى مركز إقليمى لصادرات الغاز المسال فى محاولة لاستئناف تصدير الغاز إلى قارتى آسيا وأوروبا.
أما أوابك فقد شددت على أن مصر باتت تلعب دورًا هامًا فى تصدير عدة شحنات من الغاز الطبيعى المسال إلى الأسواق الأوروبية، متوقعة أن تستمر الصادرات على هذا النحو، وأن تحقق مصر فى عام 2022 رقمًا قياسيًا جديدًا فى حجم صادرات الغاز المسال قد يصل إلى 7 – 8 مليون طن.
ومن جانبها أكدت الإيكونوميست أن مصر واحدة من المصدرين القلائل للغاز الطبيعى المسال الذين زادت حجم مبيعاتهم خلال عام 2021.
هذا وقد تناول التقرير الحديث عن خطط مصر للتكيف مع أزمة ارتفاع أسعار الغاز العالمية وفق خطة ترشيد استهلاك الكهرباء لزيادة الموارد من العملة الصعبة، حيث أنه مع ارتفاع أسعار الغاز عالمياً وزيادة الإنتاج محلياً تتجه مصر لزيادة صادراتها من الغاز لتوفير العملة الصعبة.
وقد لفت التقرير إلى مرونة التعامل مع الأزمات العالمية واتجاهات الأسعار العالمية، لتحقق مصر أقصى استفادة ممكنة من سعر الغاز المرتفع عالمياً بزيادة الاعتماد على المازوت فى تشغيل محطات توليد الكهرباء، حيث بلغت الأسعار العالمية للغاز من 35 إلى 40 دولاراً/مليون وحدة حراراية بريطانية فى الربع الثالث 2022.
يأتى هذا فيما أوضح التقرير أن مصر كانت قد بدأت خطة الاستبدال بالمازوت منذ أكتوبر والتوسع فى تصدير الغاز بعد ارتفاع أسعار الغاز عالمياً حيث بلغ 17.2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز عام 2021، أما عام 2020 فقد شهد تراجع أسعار الغاز عالمياً فى ظل أزمة كورونا واعتماد مصر على الغاز بدلاً من المازوت فى تشغيل محطات الكهرباء بسبب انخفاض التكلفة والتى كانت تبلغ 3.8 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز.
وألمح التقرير إلى أن زيادة الإنتاج والاكتفاء الذاتى من المازوت يدفعان مصر إلى زيادة الاعتماد عليه، حيث بلغ إنتاجها من المازوت 11.5 مليون طن عام 2021/2022، مقابل 10.7 مليون طن عام 2020/2021، بنسبة زيادة 7.5%، فيما زاد إنتاج مصر من الغاز وهو ما يحفز من قيمة الصادرات المصرية منه، حيث بلغ 69.2 مليار م3 عام 2021/2022، مقابل 66.2مليار م3 عام 2020/2021، بنسبة زيادة 4.5%.
وإلى جانب ما سبق، فوفقاً للتقرير، تصل تكاليف إنتاج 4 م.وات كهرباء باستخدام الغاز نحو 1612 دولار فى حالة إشعال 43 مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز/ساعة، بينما تبلغ تكلفة إنتاج 4 م. وات كهرباء باستخدام المازوت نحو 685دولاراً فى حالة إشعال طن مازوت/ ساعة.
وأشار التقرير إلى أن قطاع الكهرباء هو الأكثر استهلاكاً للغاز الطبيعى بنسبة 60% لذلك تم تدشين خطة رشيدة من خلال محورين.
ووفقا للتقرير، يتضمن المحور الأول ترشيد الغاز المستهلك فى توليد الكهرباء، من خلال إعادة هندسة عملية تشغيل محطات إنتاج الكهرباء، وأن تكون الأولوية للمحطات التى تستخدم غازاً طبيعياً أقل، وتنتج طاقة كهربائية بحجم أكبر.
وكشف التقرير تحقيق عائد من وفر استخدام الغاز فى إنتاج الكهرباء منذ أكتوبر 2021 بنسبة 5%، وذلك بقيمة تقدر ما بين 100 إلى 150 مليون دولار شهرياً قيمة تصديرية تم تحقيقها.
وأوضح التقرير العوائد المستهدف تحقيقها من خفض استخدام الغاز فى إنتاج الكهرباء، مشيراً إلى أنه فى حالة الوصول إلى 10 % خفض فى استهلاك الغاز، فمن المتوقع تحقيق300 مليون دولار شهرياً كقيمة تصديرية، كما من المتوقع تحقيق 450 مليون دولار شهرياً كقيمة تصديرية فى حالة الوصول إلى 15% خفضاً فى استهلاك الغاز.
وبشأن المحور الثانى فيشمل أبرز إجراءات الحكومة لترشيد استهلاك الكهرباء، ومن بينها ترشيد استهلاك الكهرباء فى كافة المبانى الحكومية، والمنشآت الرياضية وإيقاف الإنارة الخارجية بها، فضلاً عن إلزام المولات التجارية بتشغيل التكييف المركزى عند درجة حرارة 25 فأكثر، وكذلك تطبيق التوقيت الصيفى للمحال العامة والمولات التجارية، بحيث تغلق فى الساعة 11 مساءً، هذا إلى جانب تخفيض إنارة الشوارع والمحاور الرئيسية والميادين العامة.
وأخيراً، استعرض التقرير مقدار الزيادة أو الانخفاض فى صادرات الغاز المسال لعام 2021 مقارنة بعام 2020 على مستوى الدول المصدرة للغاز، حيث بلغ مقدار الزيادة 22.3 مليون طن فى الولايات المتحدة الأمريكية، و1.2 مليون طن فى الجزائر، و1.1 مليون طن بماليزيا، و0.8 مليون طن بأستراليا، و0.5 مليون طن بعمان، و0.3 مليون طن بالإمارات، و0.1 مليون طن بكل من الكاميرون وغينيا الاستوائية، و0.01 مليون طن بروسيا.
يأتى هذا بينما، تراجعت صادرات الغاز المسال خلال عام 2021 مقارنة بعام 2020، فى كل من بابوا غينيا الجديدة بمقدار 0.03 مليون طن، وقطر والأرجنتين بمعدل 0.2 مليون طن، وبروناوى بمعدل 0.6 مليون طن، وأنجولا مليون طن، وكل من إندونيسيا وبيرو بمقدار 1.2 مليون طن، كما تراجعت صادرات الغاز المسال بالنرويج بمقدار 2.9 مليون طن، وترينداد وتوباجو بمقدار 3.9 مليون طن، ونيجيريا 4.1 مليون طن.