تبدأ الحكومة المصرية في تنفيذ خطة لترشيد الكهرباء ، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء باتخاذ بعض التدابير اللازمة لتنفيذ خطة الدولة لترشيد استهلاك الكهرباء، والتي تستهدف تحقيق وفر من الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل محطات الكهرباء، بغرض تصديره والاستفادة من العملة الصعبة.
ونص مشروع القرار في مادته الأولى على أن تلتزم كافة وحدات الجهاز الإداري للدولة، من وزارات وأجهزة ومصالح حكومية، ووحدات إدارة محلية، وهيئات عامة، وشركات القطاع العام وشركات قطاع الأعمال العام، بترشيد الاستهلاك الكهربائي بكافة المباني والمرافق التابعة لها، طوال ساعات العمل الرسمية، والالتزام بالغلق التام للإنارة الداخلية والخارجية لها عقب انتهاء ساعات العمل الرسمية، عدا ما تفرضه مقتضيات العمل في بعض الأماكن أو في جزء منها، والتي تتطلب استمرار توصيل التيار الكهربائي لها.
ونصت المادة الثانية على أن تلتزم وحدات الإدارة المحلية، وأجهزة المدن الجديدة، وسائر جهات الولاية على أملاك الدولة، كُلٌ في نطاق اختصاصه، بتخفيض إنارة الشوارع والميادين العمومية والمحاور الرئيسية، بالتنسيق مع جهات الاختصاص، على أن يراعي عدم التأثير على السلامة العامة للمواطنين.
ونصت المادة الثالثة من مشروع القرار على أن تلتزم وحدات الإدارة المحلية، وأجهزة المدن الجديدة، ووزارة السياحة والآثار، كُلٌ بحسب اختصاصه، بالتشديد على الالتزام بالمواعيد الواردة بقرار وزير التنمية المحلية، رئيس اللجنة العليا للمحال العامة، رقم 456 لسنة ٢٠٢٠، المتعلق بالبدء في تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة، وقرار وزير السياحة والآثار رقم ٥١٢ لسنة ٢٠٢٠ بشأن مواعيد فتح المطاعم والكافيتريات، وتعديلاتهما، والتعليمات الصادرة تنفيذاً لهما.
وبحسب المادة الرابعة تلتزم المولات التجارية التي تستخدم أنظمة تكييف مركزية بعدم خفض درجة الحرارة عن ٢٥ درجة مئوية، كما تلتزم المحال التجارية بتخفيض الإضاءات القوية التي تتواجد على واجهاتها، وتتولى وحدات الإدارة المحلية وأجهزة المدن الجديدة، كُلٌ بحسب اختصاصه، متابعة تطبيق الإجراءات الواردة بهذه المادة.
كما نصت المادة الخامسة على أن تلتزم المنشآت الرياضية الكبرى مثل الأندية الرياضية، والإستادات الرياضية، وملاعب كرة القدم، والصـالات المغطاة، وغيرها، بتخفيض استهلاك الكهرباء، والغلق التام للإنارة الخاصة بالصالات والإستادات عقب انتهاء الفعاليات التي تقام فيها مساء، على أن يتم التنسيق مع جهات الاختصاص لإقامة الفعاليات والتدريبات نهاراً بقدر الإمكان، وتتولى وزارة الشباب والرياضة متابعة تطبيق الإجراءات الواردة بهذه المادة.
ونصت المادة السادسة على أن يتولى المحافظون والوزراء المعنيون إعداد تقارير دورية يومية وأسبوعية، بنتائج تطبيق الإجراءات الواردة بهذا القرار، وعرضها على رئيس مجلس الوزراء، على أن تخضع جميع الإجراءات الواردة في هذا القرار للمتابعة لتقدير الموقف، في ضوء التقارير الدورية سالفة الذكر.
ونصت المادة السابعة على أن يتولى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام صياغة خطة إعلامية تستهدف زيادة الوعي المجتمعي حيال أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء بصفة عامة، وخلال الفترة الحالية بصفة خاصة، حيث أكد رئيس الوزراء ضرورة وأهمية الوعي المجتمعي، فلدينا وفرة في الطاقة الكهربائية المنتجة، ولكن الهدف من الترشيد هو توفير الغاز الذى يتم ضخه في محطات الكهرباء، وتصديره لزيادة العائد من النقد الأجنبي.
وفي هذا السياق قال الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الدولة قررت استثمار أهم مورد تمتلكه حاليا وهو الغاز الطبيعي الذي وجهت إليه استثمارات هائلة طوال الفترة الماضية، حي يواجه العالم أزمة طاقة، وهو ما يتطلب توفير أكبر كمية منه لتصديره إلى الخارج والحصول على النقد الأجنبي.
وأكد "الفقي"، على ضرورة توعية المواطن بالتحديات التي تواجه مصر، ومتطلبات المرحلة التي نمر بها، مؤكدا أن المواطن المصري على درجة كبيرة من الوعي، ويدرك جيدا الأزمة العالمية التي يعيشها العالم.
وعلى جانب آخر أكد النائب سليمان وهدان، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، على أهمية الخطة التي أعلنتها الحكومة لترشيد استخدام الكهرباء، لاستغلال الغاز الذي يتم ضخه في محطات الكهرباء وتصديره، ومن ثم توفير النقد الأجنبي، مطالبا بأن يكون الترشيد مقتصرا على المباني الحكومية والمولات وغيرها من المنشآت التى تستهلك طاقة كهربائية ضخمة على مدار اليوم.
وقال "وهدان"، إن الحكومة تعمل على استثمار مواردها وعلى رأسها الغاز الطبيعي لتصديره إلى الخارج والحصول على النقد الأجنبي، لكن يجب ألا يدفع المواطن البسيط الثمن خاصة أننا نعيش في أجواء حارة وانقطاع الكهرباء سيتسبب في مزيد من الضغوط على المواطن.
وشدد عضو مجلس النواب، على أهمية اعداد خطة كاملة للترشيد، مدعومة بحملة توعية للجميع بأهمية الترشيد، وبإجراءات بسيطة تساعد على ترشيد استهلاك الكهرباء، مثل ضبط التكييف على درجة حرارة 25 ، الأمر الذي يحمل فائدة إضافية للمواطن تتمثل في خفض الاستهلاك ومن ثم خفض فواتير الكهرباء لكن دون أن يكون مفهوم الترشيد هو انقطاع التيار.
وأشار "وهدان"، إلى أهمية استغلال خطبة الجمعة في توعية المواطنين في القري، وكذلك استخدام مراكز الشباب والجامعات واستضافة شخصيات عامة في مجالات الفن والرياضة والسياسة لدعم الحملة ، حتى تلقي صدي وانتشار بين المواطنين ، ومن ثم تحقق النتائج المرغوبة.
وطالب "وهدان"، الحكومة ممثلة في وزارة التنمية المحلية بمتابعة أعمدة الإنارة التى تعمل ليل نهار دون انقطاع ، خاصة على الطرق الرئيسية والسريعة ، كذلك منع إنارة المبانى الحكومية من الخارج بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية.