تُشكل التطبيقات الإلكترونية خطرا كبيرا على أبنائنا، خاصة أنها تنشر موادا ومحتوى بات يهدد حياتهم، فلم يقتصر الأمر على الحفاظ على الذوق العام أو المستوى الأخلاقى والاجتماعى لجيل كامل، ولعل أبرز المخاطر التى تهدد أبناءنا بالمراحل العمرية المختلفة كانت التحديات المنتشرة بين الفئات العمرية الصغيرة، عبر تطبيق "تيك توك"، وكان آخرها تحدى "كتم الأنفاس" الذى أودى بحياة شاب يبلغ من العمر 18 عاما، والذى لاقى مصرعه اختناقًا خلال مشاركته فى هذا التحدى على تطبيق تيك توك.
وأثارت هذه القضية غضبا كبيرا من أعضاء مجلس النواب، حيث تقدمت النائبة إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى وزير التربية والتعليم ووزير الاتصالات، بشأن انتشار صور ومقاطع فيديو لطلاب بالمرحلتين الإعدادية والثانوية يقومون بتقليد تحدى كتم الأنفاس المنتشر على تطبيق "تيك توك".
وأوضحت إيناس عبد الحليم، أن تحدى كتم الأنفاس أو تحدى الموت والمنتشر على السوشيال ميديا يهدد بحياة مستخدميه، خاصة الأطفال والمراهقين، والذين أصبحوا ضحايا للعديد من الممارسات الخاطئة التى تمارس ويروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعى خاصة "تيك توك".
وأوضحت عضو مجلس النواب، أن هذا التحدى المرعب والمميت والذى أُطلق عليه «التعايم أو كتم الأنفاس»، يختبر قدرة مستخدميه على قوة التحمل، والمدى الزمنى لاستيعابهم كتم وحبس الأنفاس، ومخاطره عديدة، تصل إلى حد إزهاق تلك الأوراح المتهافتة على ذلك التحدي، حيث يؤدى الاستمرار فى كتم الأنفاس إلى فقدان الوعى يتطور الأمر بعدها إلى الوفاة.
وأكدت أن هناك حالات وفاة قد شهدتها مواقع التواصل الاجتماعى "تيك توك" للعديد من الحالات التى راحت ضحية تحدى "الموت".
ومن أشهر الذين راحوا ضحية تحدى الموت، شاب يبلغ من العمر 18 عاما، والذى لاقى مصرعه اختناقًا خلال مشاركته فى تحدى كتم الأنفاس على تطبيق تيك توك، وذلك بعد أن أغلق على نفسه باب غرفته، واستخدم هاتفه لتصوير التحدى وهو يقوم به، ولكن انتبه له أحد من أسرته وهو فاقد للوعي، وتم نقله على الفور إلى المستشفى لكنه فارق الحياة.
وطالبت عضو مجلس النواب، بضرورة تحرك أجهزة الدولة جميعا لاسيما وزارة التربية والتعليم وكذا الاتصالات، وضرورة إغلاق تطبيق التيك توك المميت لأولادنا وأطفالنا.
كما طالبت وزارة التربية والتعليم بتكثيف الرقابة داخل المدارس والتحقيق بالواقعة ومخاطبة المدارس بمتابعة الطلاب وتكثيف الإشراف المدرسى وتوعيتهم بمخاطر التقليد لتلك التصرفات الشاذة والخاطئة.
فى حين قال النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إن التحدى المنتشر والمعروف بتحدى "كتم الأنفاس" من أخطر الظواهر الاجتماعية الناتجة من الاستخدام الواسع للأجيال الجديدة للإنترنت والهواتف الذكية، التى باتت سلاحا فى يد ملايين من أبنائنا يوميا، حتى داخل أسوار المدرسة.
وأوضح "بكرى"، خلال تصريح خاص لموقع "برلماني"، أنه لابد أن تتخذ وزارة التربية والتعليم إجراءات رادعة وحاسمة للتصدى لهذه الظاهرة، قبل وقوع حوادث وكوارث تجلعنا نخسر جيلا كاملا من أبنائنا فى عمر الزهور، مطالبا بأنه يتم تفعيل بنود القانون التى تحظر استخدام الهاتف المحمول داخل المدرسة، حتى نتمكن من خفض استخدام الهاتف للطالب على مدار اليوم، مشددا أيضا على دور الأسرة المصرية فى تربية أبنائها وملاحظة الطفل وتقويمه حال الانخراط فى مثل هذه الألعاب التى تعرضه للخطر.