استعرض الدكتور مصطفي مدبولى ،ـ رئيس مجلس الوزراء ، في كلمته بالمؤتمر الاقتصادي ، الوضع الاقتصادي المصري ، من خلال إبراز مواطن الضعف والقوة، في كلمة تميزت بالمصارحة والمكاشفة، وقد ركزت الكلمة على إبراز عدد من الحقائق الهامة التى سعت قوى الشر على مدار السنوات الماضية على تشويهها، من خلال التشكيك في حجم الانجازات التى تحققت على مدار السنوات الماضية رغم الأزمات الأزمة الاقتصادية التى يمر بها العالم والتى لم تحدث على مدار 80 عام ماضية.
أوضح "مدبولي" أن ما تتعرض له مصر من أزمات إقتصادية يأتي في ظل أزمات عالمية متتالية بداية من جائحة كورونا وصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية ، وهى الأزمة التى أثرت تداعياتها سلبا على جميع دول العالم بما فيها الدول المتقدمة والقوية إقتصاديا وكذلك الناشئة فالجميع يصارع من أجل النجاة.
قال الدكتور مصطفى مدبولي، إن مصر عبرت خلال الفترة الأخيرة، بـ5 أزمات اقتصادية، كل واحدة منها كانت كفيلة بإسقاط أي دولة، ولكن دخلت مصر أزمة كورونا وهي في مركز قوي على نحو استثنائي، ما مكنها من تخطيها بنجاح وحققت نسب نمو موجبة، بالرغم من أن أغلب الدول المثيلة لنا في المنطقة، كانت تشهد نمو سالب، مشيرا إلى أن مصر وصلت إلى نسبة غير مسبوقة بمعدل 9% خلال النصف الأول من عام 2021 – 2022، وكان آخر تصريح من الفاينانشال تايمز، بأن نجت من الانكماش العالمي أفضل بكثير من العديد من الدول الأخرى، كما استفادت من ارتفاع أسعار الغاز ولم تتأثر بشكل كبير بتراجع معدلات السياحة.
قال "مدبولى " ، أنه أثناء الإعداد للمؤتمر الاقتصادي ، كنا هناك حرص على متابعة ما يكتب عن مصر في الخارج ، حيث وجد أنه كُتب في شهرين عن مصر 1424 تقريرا ومقالا دوليا تناولت الأوضاع لدينا خلال الفترة يونيو – سبتمبر 2022.
أكد رئيس مجلس الوزراء أن هناك معلومات يتم تداولها على السوشيال ميديا غير دقيقة، والتى تهدف في كثير من الأحيان إلى التشكيك في الدولة ، والتقليل مما تحققه من إنجازات.
الحكومة المصرية تتابع كل ما يكتب خاصة عن مشروعات الطرق والكباري ومحاولات التقليل من حجم المشروعات التى تتم على أرض الواقع ، فكان لابد من توضيح بعض الحقائق مستشهدا بتقرير للبنك الدولى عن مصر في في 2014 ، حيث ذكر التقرير أن خسائر مصر في القاهرة الكبرى سنويا نتيجة الازدحام المرورى يصل إلى 8 مليارات دولار وتوقع أن تصل فى 2030 إلى 18 مليار دولار، فكانت هناك ضرورة للتدخل لوقف خسائر مصر بسبب الازدحام المروري، فالتقرير ذكر أن القاهرة ستتحول إلى جراج كبير في حال عدم وجود منظومة تخدم القاهرة الكبرى.
يعتبر ملف الدين من الملفات التى تثير قلق المصريين ، وقد تحدث الدكتور مصطفي مدبولي، عن الدين المحلي بالمقارنة مع الناتج المحلي، قائلا: " كان الدين يصل إلى 102 و100 % في عام 2016 و2017.. ووصلنا إلى 80 % بعد عام 2019.. وكانت الخطة خلال عامين تصل إلى 75 % ونتحول إلى دولة ليس لديها مشكلة مع الديون.. ولكن تأثرت مصر بأزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، لكن لدينا خطة لأخذ المسار التنازلي كإجمالي الدين من الناتج المحلي، النسبة في الـ 80 % وقد نصل هذا العام إلى 90% .. ونبدأ في الانخفاض".
كشف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، لمحات من الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها مصر نتيجة لعدم الاستقرار السياسي وما صاحبه من أعمال إرهابية خلال السنوات الماضية، وواجهت الدولة وضع اقتصادي كارثي، مشيرا إلى أن مصر تعرضت لخسائر متراكمة بلغت 477 مليار دولار، 20.3 مليار من 2011 الى 2013، متوسط البطالة وصل إلى 13 %، انخفض تصنيف مصر 6 مرات في 28 شهرا، 13 % تراجع لمعدل النمو الاقتصادي، 13 % أعلى معدل للعجز الموازنة في 30 سنة، 516 مليار جنيه وهو أكبر زيادة في المديونية، 7 % انكماش لمعدلات الانفاق الاستثماري الرأسمالي.
اختتم الدكتور مصطفي مدبولى كلمته بدعوة للتوقف عن المجادلة على أحداث الماضي والتوافق حول خارطة طريق للمستقبل ، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية التى هي طوق النجاة للدولة المصرية .