أزمة فى الحى الراقى.. "الزمالك" يستغيث بالبرلمان لوقف إزالة معالمه والحفاظ على التراث.. ونواب يطالبون بعدم إقامة أية مشروعات ترفيهية على حدائق الزمالك لحماية التوازن البيئى

حى الزمالك من الأحياء الراقية التى تقع على نهر النيل، واشتهرت منطقة الزمالك منذ الربع الأول من القرن العشرين بأنها من أرقى وأهدى أحياء القاهرة، ويستمد حى الزمالك موقعه المتميز من كونه جزيرة يطوقها النيل من كل الجهات، وترجع بداية إنشائه إلى عهد الخديو إسماعيل فى شكل أخصاص من البوص أقامها أهل الغناء والطرب ليقيموا حفلات اللهو والغناء، وفى مواجهة حى الكيت كات الذى كان يعرف آنذاك بحى المسارح والملاهي.

ويوجد بحى الزمالك الكثير من المعالم الأساسية التى انحفرت فى ذاكرة تاريخ شوارع مصر، ويلاحظ المتجول فى الحى أن أحياء السكن والقصور تتركز فى الجزء الشمالى من جزيرة الزمالك، بينما الجزء الجنوبى تشغله حدائق مثل الأسماك والأندلس والزهرية والحرية والتى تعد من أشهر حدائق القاهرة.

ولكن الأمر تبدل الآن وأصبحت تلك الحدائق - التى تعد من معالم القاهرة - مهددة بالإزالة والقضاء عليها لإقامة منطقة ترفيهية، وهو ما وصل إلى قبة البرلمان لمناقشة الأمر باللجان المختصة لوضع حل جذرى لتلك المشكلة.

وتقدم النائب أشرف حاتم رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزراء التنمية المحلية والبيئة والإسكان ومحافظ القاهرة بشأن حدائق منطقة الزمالك.

وأكد النائب أشرف حاتم فى طلب الإحاطة، أن منطقة الزمالك تعتبر رئة مهمة من رئات مدينة القاهرة، وذلك لأنها تنعم بعدة حدائق عامة واسعة وتشكل هذه الحدائق قيمة استثنائية، حيث إن 4 منها وهى الزهرية والحرية والنهر والمسلة مسجلة على سجلات المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز لمحافظة القاهرة .

وأضاف أنه وفقا للمادة الثالثة من قرار وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية رقم 817 لسنة ،2020 وكل هذه التشريعات تحمى الحدائق والمساحات العامة من التعدى عليها وتوجب المسئولين الالتزام بالدليل الإرشادى للحدائق التراثية ذات الطابع المعمارى المتميز التى أطلقها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى مارس 2022.

بالإضافة إلى ذلك، فإن حديقة النهر وآدم تقع عند المدخل الرئيسى للزمالك وأن إقامة أية مشروعات ترفيهية عليها سيقوم لا محالة بزيادة مشاكل السيولة المرورية، وسيسبب زحاما على الكبارى الرئيسية مثل كوبرى الجلاء والسادس من أكتوبر وقصر النيل، مما سيؤثر على الأحياء المجاورة والطرق المحورية لمدينة القاهرة.

وأكد النائب أشرف حاتم فى طلب الإحاطة، أن عدد المقاهى والمطاعم بالزمالك وصل إلى ما يزيد عن 150 منشأة حتى تحولت المنطقة إلى مول مفتوح وملتقى تجارى كبير، وكل ذلك فى إطار منطقة كان مخططا لها أن تكون حيا سكنيا هادئا شوارعه ضيقة وبنيته التحتية لا تحتمل إضافة أى أعباء جديدة عليه.

وطالب النائب أشرف حاتم، بالحفاظ على حديقة النهر وحديقة آدم وعدم المساس بالمساحات الخضراء أو الشجر عليهما وعدم إقامة أى مشروعات استثمارية أو ترفيهية عليهما، كما طالب سكان الزمالك بإشراك المجتمع المدنى بالزمالك فى الحفاظ على هذه الحدائق والتوازن البيئى الذى تمثله، وذلك بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية ومحافظة القاهرة والحى وكافة الجهات المعنية.

من جانب، أكد النائب السيد شمس الدين عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن اللجنة ستعقد اجتماعا عصر يوم الأربعاء المقبل الموافق 2 من نوفمبر، وذلك عقب انتهاء الجلسة العامة، لمناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب أشرف حاتم، بشأن الحفاظ على حديقتى النهر، وآدم بحى الزمالك بمحافظة القاهرة، وعدم المساس بالمساحات الخضراء، فضلًا عن عدم إقامة أى مشروعات استثمارية أو ترفيهية عليهما للحفاظ على هاتين الحديقتين ومساهمتهما فى الحفاظ على التوازن البيئي، مع العلم أن حديقة النهر مقيدة بسجلات المحافظة ضمن المبانى ذات الطابع المعمارى المتميز، وفقًا لقرار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية رقم 817 لسنة 2020، والتعامل معها يجب أن يكون وفقًا للدليل الإرشادى الصادر عن الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى مارس 2022.

من جانب آخر، تقدمت النائبة نى نتر الغزاوى، عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، بطلب إلى الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، لاتخاذ اللازم بشأن العوامة الغارقة بمنتصف نهر النيل بحى الزمالك.

وأوضحت نى نتر خلال الطلب المقدم، أن العوامة الغارقة بمنتصف نهر النيل بحى الزمالك موجودة نحو ما يقرب من أسبوعين أو أكثر، والكائنة بشارع أبو الفدا بالزمالك أمام فندق أم كلثوم، مشددة على ضرورة اتخاذ اللازم ذلك حفاظاً على المظهر الحضارى.

وكانت النائبة نى نتر الغزاوى، قد طالبت بضرورة التوعية بقضية المناخ فى جميع مراحل التعليم، بالإضافة إلى وجود مناهج تعليمية بداية من مرحلة التعليم الأساسى لتدريس السلوك الإيجابى نحو البيئة والمناخ بوعى وإدراك وفهم مهم، والحفاظ على الطبيعة فوق سطح كوكب الأرض.

وأوضحت الغزاوى، أن هناك سلبيات فى قضية التغير المناخى، وهناك ايجابيات أيضاً ويجب ألا يتم التركيز على السلبيات فقط، موضحة أنه من إيجابيات التغير المناخى، وجود أشجار بدأت تظهر فى الصحراء بسبب الأمطار والفيضانات التى ساعدت فى نمو الأشجار فى الصحراء.