تزخر محافظات الصعيد بالعديد من الكنوز الأثرية والمزارات السياحية الهامة، فلم يقتصر الأمر عند محافظتى الأقصر وأسوان، فهناك محافظات اخرى مازالت فى طى النسيان، على الرغم أنها تحتوى على مناطق هامة ومقتنيات تاريخية لايوجد لها مثيل فى العالم، لذا هناك مطالب برلمانية للحكومة بصفة عامة وزارة السياحة بصفة خاصة لادراج هذه المحافظات على الخريطة السياحية العالمية.
فقد تناولت لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، برئاسة النائبة نورا على، بحضور عدد من الجهات المعنية وممثلين لوزارة السياحة، مناقشة الوضع السياحى لمحافظة سوهاج، ولماذا لم يتم وضعها على خريطة السياحة العالمية، وتناول آليات تهيئة المحافظة كواجهة سياحية، خاصة انها تضم مزارات هامة مثل منطقة ابيدوس ومتحف آثار سوهاج، ومعبد رمسيس الثانى فى مدينة أخميم.
كما تناول الاجتماع طلب إحاطة بشأن عدم تطوير منطقة البهنسا الإسلامية بالمنيا ووضعها على خريطة السياحة العالمية، حيث أكدت النائبة نورا على، رئيس لجنة السياحة، على أهمية ادراج تلك المحافظات على الخريطة السياحية لتعظيم العائد من القطاع لخزينة الدولة، خاصة أنها تخاطب فى محددة من السائحين لانها تقع تحت مظلة السياحة الثقافية.
فى حين طالب النائب أحمد عبد السلام قورة، وزير السياحة والآثار بضرورة إعطاء أهمية كبيرة لوضع محافظة سوهاج على خريطة السياحة، مطالباً بوضع خطة شاملة للترويج للسياحة والآثار بسوهاج لجذب السياح من مختلف دول العالم لزيارة جميع المناطق السياحية والاثرية بسوهاج.
وقال النائب أحمد عبد السلام قورة، إن محافظة سوهاج، الواقعة جنوب القاهرة بنحو 500 كيلو متر تعتبر واحدة من أهم المحافظات الآثرية وبها العديد من المناطق السياحية المهمة التى تجعلها محط أنظار السائحين المحليين والأجانب خاصة أن المحافظة شهدت فى الفترة الأخيرة، اهتماما كبيرا من الدولة، فى فتح أماكن جديدة للسياحة، تمثلت فى إنشاء متحف قومى للقطع الأثرية، وتطوير معبد أتريبس فى الجبل الغربى، وتطوير منطقة مقابر الحواويش الواقعة فى الجبل الشرقى، مؤكداً أن سوهاج تتميز بوجود مناطق أثرية فريدة، ما يضعها على الخريطة السياحية فيوجد بها منطقة أبيدوس، وهى أقدم المناطقة الأثرية فى العصر الفرعونى وبها معبد سيتى الأول ومعبد رمسيس الثانى ومعبد الأوزريون، وكانت المنطقة المقصد الرئيسى للسياح خلال العقود الماضية.
وأكد قورة، على الأهمية الكبيرة لمتحف سوهاج القومى الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى عام 2018، بعد أن توقف العمل فى المشروع لمدة 30 عاما، ويضم المتحف حاليا 1000 قطعة أثرية، أبرزها تمثال الإله سخمت إله الحرب عند الفراعنة، ويقع المتحف فى مدينة سوهاج على الضفة الشرقية لنهر النيل ومشيد على مساحة 5600 متر، وبه مرسى للبواخر السياحية.
ويتكون المتحف من بدروم يشمل قاعات لعرض القطع الأثرية ومكاتب إدارية ومكتبة، ودور أرضى يضم 6 قاعات عرض وقاعة لكبار الزوار، تعرض القاعة الأولى معلومات عن الملوك والشخصيات المهمة، وتضم مجموعة من البطاقات المصنوعة من العاج، تؤرخ أسماء الملوك مشيراً الى أن سوهاج بها منطقة اخميم وهى واحدة من أهم المناطق الأثرية فى صعيد مصر، وكانت المنطقة عاصمة للإقليم التاسع وكانت تسمى قديما "خنت مين" بمعنى مقر الإله مين "إله الخصب والنماء والتكاثر"، وكانت أخميم فى العصر اليونانى الرومانى تسمى "بانو بوليس"، وفى العصر القبطى كانت تسمى "شيمين" وتم تحريفها بعد ذلك لتصبح أخميم ويوجد فى المنطقة عدد من التماثيل، كما يوجد تمثال مقطوع الرأس لـ"فينوس" إله الجمال عند الإغريق، وهو تمثال مصنوع من "الالبستر"، كما يوجد أجزاء من كنيسة قديمة فى الجزء الجنوبى للمعبد لم يتم الكشف عنها، وباقى أجزاء معبد رمسيس الثانى تقع اسفل مقابر المسلمين، ولم يتم الكشف عن باقى المعبد حتى الآن، مطالباً بضرورة وضع خطة للترويج لهذه المناطق السياحية والاثرية لمحافظة لتنشيط السياحة داخل سوهاج.
وفى سياق متصل أكد النائب زين الإطناوى، عضو مجلس الشيوخ، على قيمة منطقة البهنسا التاريخية التابعة بمحافظة المنيا، موضحا أنها من أهم المناطق الأثرية التى تضم عدد كبير من مشاهد ومقابر صحابة النبى - صلى الله عليه وسلم - ونظرا لذلك عرفت باسم أرض الشهداء أو البقيع الثانى لكثرة المسلمين الذين اسشهدوا بها أثناء الفتح الإسلامى للبهنسا، مطالبا وزارة الأثار والسياحة بتطوير تلك المنطقة ورفع كفائتها لتكون من أهم المزارات المدرجة على الخريطة السياحية لمصر، لجذب السائحين من مختلف بلدان العالم.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أنه تقدم باقتراح برغبة فى وقت سابق من أجل وضع خطة تطوير عاجلة لتلك المنطقة الأثرية التى تعد من أقدم المدن الأثرية فى مصر، موضحا أن إدراجها على الخريطة السياحية ستكون خطوة هامة، خاصة أنها تضم الكثير من البرديات التى ترجع إلى العصر اليونانى الرومانى.