الأجيال القادمة هم مستقبل الوطن والأساس الذى نرتكز عليه فى إقامة الجمهورية الجديدة، لذا فإن تنشئة جيل سيلم قادر على قيادة مركب الوطن، مهمة الحكومات ولابد وضعها ضمن الخطط بعيدة المدى مثلما تضع الدول خططًا اقتصادية واستثمارية، والحفاظ على هوية الجيل من كافة المتغيرات الخارجية هو أولى خطوات الطريق لتنشئة طفلك على أساس قوى قادر على مواجهة الصدمات الاجتماعية، التى تحدث نتاج اختلاف الأجيال، لذا فهناك مطالبات برلمانية كانت على مدار الفترة الماضية بإنتاج مواد درامية ومحتوى يسهم فى الحفاظ على الهوية وتأسيس الأطفال على مبادئ وتعاليم مصرية خالصة.
فى هذا الصدد، طالبت النائبة منى عمر، عضو لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، إلزام القنوات التابعة للدولة بإنتاج أفلام كارتون للأطفال وأعمال درامية باللغة العربية الفصحى، وفى حالة مخالفة ذلك يعاقب المسؤولون عنها بالتوقف عن العمل مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن عامين.
وقالت النائبة منى عمر، إن اللغة العربية مهددة بالعديد من التحديات، لذا سبق وأن تقدمت بمشروع قانون للحفاظ عليها، حيث تناول التشريع عدد من النقاط الهامة التى من شأنها الحفاظ على لغة الضاد من خلال تنفيذ إجراءات عاجلة، حيث ألزمت المادة الـ9 من مشروع قانون "حماية اللغة العربية" الدولة بإنتاج أفلام كرتون للأطفال. وتقول المادة الـ9 من مشروع القانون :"تلتزم القنوات التابعة للدولة بإنتاج أفلام كرتون للأطفال وأعمال درامية باللغة العربية الفصحى وفى حالة المخالفة يعاقب المسئولون عنها بالوقف عن العمل مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن سنتين".
وأوضحت عضو لجنة الثقافة، أن القانون يؤكد أنه بما أن "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع"، وهذا يعنى أن هناك التزاما على الدولة بحماية اللغة العربية التى هى لغة الدولة الرسمية، حيث تعد اللغة العربية من مقومات الهوية الوطنية لمصر ورمزا لثقافتها، الأمر الذى يفرض عليها العمل على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالاتها، وذلك بالحفاظ على سلامة اللغة كتابة ونطقاً، وصيانتها من كل التأثيرات الأجنبية، وجعلها لغة معاصرة تتوفر على كل المقومات اللازمة لمسايرة كل جوانب الحضارة الإنسانية وتطوراتها.
كما طالبت بضرورة حماية الأجيال القادمة من غزو اللغات الأجنبية وفرض استعمالها فى مختلف المحافل والفضائيات والمؤسسات الإدارية والتربوية والإعلامية، خاصة أن الطفل سهل اختراقه من خلال المواد الدرامية والمحتوى الاعلامى الذى يخاطب هذه الفئة الأمر الذى يؤثر على طرق تفكيره على المدى البعيد، ويكون له آثار سلبية لايمكن معالجتها من قبل الأسرة، وبالتالى نخلق جيل فاقد للهوية.
ومن جهتها أكدت الدكتورة دينا هلالى، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعى بمجلس الشيوخ، أن العديد من أفلام الكارتون التى يشاهدها الأطفال يتم إنتاجها خارجيا، مستنكرة ما تقدمه شركة ديزنى العالمية من شخصيات كرتونية تروج لمفهوم المثلية فى أفلامها وأعمالها، معتبرة أن ذلك يمثل خطة ممنهجة ضد القيم والثوابت الأخلاقية والدينية بمجتمعاتنا العربية.
وحذرت هلالى، من محاولات تلك الشركة والمخططات المدمرة فى قنواتهافى ظل انخفاض قيمة الاشتراك، مشيرة إلى أن نشر هذه الثقافة تزرع مفاهيم معينة فى عقول الأطفال من صغرهم، وتهدد فكر العقول البيضاء فى مرحلة عمرية هامة وهى الأساس لتكوين شخصية الطفل.
وطالبت عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعى بمجلس الشيوخ، بضرورة وضع استراتيجية شاملة لتعميق صناعة الوعى بمحتويات تخاطب النشء وذلك باعتبارها الأساس التى تبنى مستقبل تلك الأجيال، مطالبة بالنظر فى تبنى الدولة إنشاء قناة مصرية للأطفال تنشر الفكر الصحيح وتنشر قيم المساواة والعدالة والطموح.
ولفتت هلالى، إلى أن المواد الكارتونية والتى تخاطب الطفل تمثل فرصة هامة لتلك الجهات فى استقطاب عقول النشء لتغيير الثوابت والتأثير على فكرهم لتتحول بذلك من وسيلة للترفيه والمعرفة لآخرى تدمرهم سلوكيا وفكريا واجتماعيا، وهنا يأتى دور الأسرة الذى لابد وأن تتنبه إلى ما يعرض أمام أطفالها ومشاهدتها سويا مع الطفل.