أزمة عمرها عقود تجدد دوما كلما برزت كلمة الخليج العربي فى إحدى المناسبات العربية والخليجية، والتى كلما ذُكرت على مسامع المسئولين الإيرانيين يستشيطون غضبا حيث يزعمون أنه الخليج الفارسى.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية تصاعد الخلاف بين طهران وبغداد بعد أن استضافت الأخيرة كأس الخليج 25، وظهر رئيس الوزراء العراقي فى حفل الافتتاح مرحبا بكل الضيوف المشاركين بالخليج العربي، تبعها تغريدة لزعيم التيار الصدري العراقى مقتدى الصدر استخدم فيها مصطلح "الخليج العربي" للترحيب بالضيوف العرب في البصرة.
وقال الصدر في بيان نشر على صفحته الرسمية بتويتر: "بسمه تعالى، ضيوفنا العرب الأكارم، من دول (الخليج العربي) مرحبا بكم.."
وتابع قائلا: "أهلا وسهلا بالعرب في عراق الأولياء الصالحين أهلا بكم في بصرتكم الغراء.. فيا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل.. فعلى الجميع مراعاة ذلك فالعراقيون أهل ضيافة وكرم.."
وأضاف: "كما أشير لوجوب تجنب الصراعات والخلافات والفساد فذلك مضر بسمعة العراق والعراقيين.. كما ولا بأس بمراعاة الجمهور في حضورهم للمباريات ولا سيما مباريات المنتخب العراقي بأن يكون إما مجانيا أو بأجور رمزية.."
كلمة السودانى الافتتاحية وتغريدة الصدر، أثارتا غضب طهران وخرج نواب البرلمان الإيرانى يطالبون باعتذار رسمى عراقى.
وزعم مسؤول إيراني أن استخدام مصطلح "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي" يرقى إلى مستوى العمل العدائي.
وهاجم علي رضا سليمي، عضو مجلس النواب الإيراني، رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لما وصفه بأنه عمل عدائي.
وقال سليمي، بحسب تقارير إعلامية إيرانية ، "أنصح رئيس الوزراء العراقي ومقتدى الصدر بالاعتذار ووقف هذه الأنواع من الأعمال الخلافية التي تتعارض مع مصالح الشعبين وتخلق خلافات بين البلدين".
كما انتقد النائب الإيراني ولي الله بياتي تصريحات الصدر والسوداني، زاعماً أن "مفردة الخليج العربي مزيفة".
وشدد بياتي على أن العلاقات بين إيران والعراق تمتد جذورها إلى التاريخ، موضحا أن "الشعب العراقي غير راض" عن إطلاق مثل هذه المفردات. ودعا الصدر والسوداني إلى "الاعتذار لإرضاء الشعبين العراقي والإيراني اللذين يعتبران يدا واحدة".
لم يقف الحد عند المطالب البرلمانية بالاعتذار، بل أعلن اتحاد الكرة الإيراني عن نيته تقديم شكوى إلى الفيفا.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين أن إيران تقدمت بشكوى رسمية إلى العراق بشأن الأمر.
وفى تجاهل من العراق للغضب الإيرانى المزعوم، لم تعلق الحكومة العراقية على الموضوع، وانتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية للترويج لاسم "خليج البصرة" مدعومة بوثائق تاريخية تستخدم هذا المصطلح الخليج.
كما أصدر العراق، الأحد، طوابع بريدية خاصة احتفالاً باستضافة كأس الخليج الخامس والعشرين، تحمل اسم "الخليج العربي".
وفى ظل التجاهل الرسمى العراقى، انتقد عصام الأسدي القيادي في التيار الصدري إيران لاستخدامها لغة متعجرفة مع العراق.
وقال، وفقا لوكالة شفق نيوز، إن "إيران غاضبة فعلا من تقارب العراق مع جيرانها العرب وتخشى أن يؤدي ذلك إلى تعاون اقتصادي وسياسي ويكلف إيران نفوذها في العراق".