الجمعة، 22 نوفمبر 2024 04:33 م

قانون "قيصر" يحرم ضحايا الزلزال بسوريا من المساعدات.. نداء دولى برفع العقوبات..والعرب يتحركون ومصر فى المقدمة.. لبنان يفتح مطاراته للمساعدات.. والعراق تساهم بالوقود..والجزائر حاضره بأطنان الأدوية والمعدات

قانون "قيصر" يحرم ضحايا الزلزال بسوريا من المساعدات.. نداء دولى برفع العقوبات..والعرب يتحركون ومصر فى المقدمة.. لبنان يفتح مطاراته للمساعدات.. والعراق تساهم بالوقود..والجزائر حاضره بأطنان الأدوية والمعدات ضحايا الزلزال بسوريا
الثلاثاء، 07 فبراير 2023 06:00 م
كتبت آمال رسلان
كشف الزلزال المدمر الذى تعرضت له سوريا الاثنين مدى هشاشة الوضع الإنسانى فى تلك الدولة العربية التى تقع تحت الحصار الدولى منذ عشر سنوات، وبين مأساة الأسر التى ترقد تحت الأنقاض ولا تجد عونا لها وضعف إمكانيات الحكومة السورية تزداد فداحة الموقف فى كل ساعة.
 
وتحدثت المنظات الدولية عن مدى فداحة الموقف فى الأراضى السورية وسط المساعدات العالقة ولا تجد سبيلا للوصول لمحتاجيها، بسبب قانون القيصر الذى تفرضه أمريكا على النظام السورى ويفرض عقوبات على الأنظمة والشركات التى تتعاون مع دمشق.
 
وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن انتقال المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سوريا لا يزال متوقفا.
 
وقالت الأمم المتحدة، في تصريحات لها، إن هناك أمور لوجيستية تعرقل وصول المساعدات إلى سوريا من مناطق الحدود التركية. 
 
وأضافت أن انتقال المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سوريا لا يزال متوقفا ومن غير الواضح متى سيُستأنف بسبب قضايا لوجستية، لافتا إلى أن المساعدات الدولية لمتضرري الزلزال في سوريا عالقة على الحدود التركية.
 
ومن جانبه، قال مدير منظمة الصحة العالمية، إن أعداد القتلى في تركيا وسوريا لا تخبرنا بحقيقة الوضع الصعب الذي تواجهه العائلات.
 
وأضاف جبريسيوس: "قلقون بشأن المناطق التي لم تتضح فيها تفاصيل الأضرار الناجمة عن الزلزال بسوريا وتركيا"، لافتا إلى أن هناك صعوبة في وصول المستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا ونعمل عن كثب لدعمهما.
 
وتابع: "نعمل على دعم وصول الإغاثة الطبية إلى سوريا برغم الصعوبات، كما أرسلنا 3 رحلات إلى سوريا وتركيا تحمل مساعدات طبية.
 
وأشار مدير منظمة الصحة العالمية، إلى أن فرص العثور على ناجين تتقلص ومازالت هناك هزات ارتدادية، لافتا إلى أن هناك مناطق تركية وسورية ليس لدينا معلومات منها بعد الزلزال.
 
وأكد أن منظمة الصحة العالمية أرسلت 3 رحلات إلى سوريا وتركيا تحمل مساعدات طبية، وأن مكتب غازي عنتاب ساهم في عمليات الدعم عبر الحدود ونقل معدات إلى 16 مستشفى في سوريا.
 
فى حين ناشد رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، المهندس خالد حبوباتي، برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر.
 
وقال حبوباتي - في تصريح وفقا لوكالة الأنباء السورية، "نحتاج معدات ثقيلة وسيارات إسعاف وإطفاء لمواصلة إنقاذ وإزالة الأنقاض وهذا يتطلب رفع العقوبات عن سورية بأسرع وقت”، مضيفا أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع وهناك عدد من الأبنية ما زال مهددًا بالانهيار نتائج الزلزال كارثية ومتطوعونا في حالة جاهزية ولكن نفتقد للمعدات".
 
وأوضح أن "الحكومة خصصت 126 مركز إيواء في حلب و23 في اللاذقية و5 في حماة و3 في حمص و3 في طرطوس لمساعدة المتضررين".
 
ورغم تلك المعاناة إلا أن يد العرب امتدت لسوريا وغمرتها بسخاء العطايا، حيث راحت كل دولة تتحدى العقوبات الدولية لتنقذ دولة شقيقة تعانى من كارثة انسانية غير أبهه بالعواقب.
 
وكانت مصر سباقه كعهدها، حيث نقل سامح شكري، وزير الخارجية، إلى نظيره السوري قرار الحكومة المصرية بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة، تضامناً مع الجمهورية العربية السورية في مواجهة تداعيات تلك الكارثة.
 
 
ورغم المعاناة التى يواجهها لبنان، إلا أن وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية علي حمية، أعلن أنّ "هناك شركات لبنانية أبدت استعدادها لارسال حفارات وآليات على مختلف أنواعها، للمساعدة في رفع الانقاض في سوريا"، مشددًا على "أننا إن لم نقف إلى جانب سوريا اليوم، فمتى نقف الى جانبها".
 
وأشار إلى أنّ "مرافئنا ومطارنا بخدمة الشعب السوري في محنته اليوم"، كاشفًا "أننا نعلن بالتشاور مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن مطار بيروت ومرفأي بيروت وطرابلس واجواءنا كلها ستكون مفتوحة، لهبوط الطائرات والسفن المحملة بالمساعدات الانسانية على انواعها الى سوريا، ومعفاة من كامل الرسوم والضرائب".
 
وقال  "حتى في ظل الاوضاع الاقتصادية فرق الاغاثة اللبنانية ستقف الى جانب اخوتهم السوريين، في المناطق المنكوبة".
 
وكان وزير الاشغال العامة قد اجرى اتصالات سريعة ومتتالية مع وزيري النقل والصحة السوريين زهير خزيم وحسن الغباش، ناقلين إليهما التعازي باسم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ومجلس الوزراء، مؤكدين أن لبنان دولة وشعبا على اتم الاستعداد لتقديم كافة المساعدات الممكنة، وضمن الإمكانات المتاحة، في كل ما تطلبه الدولة السورية، لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب الليلة الماضية شمالها ومناطق ودول أخرى ايضا".
 
ولفت إلى "أننا نؤكد أن لبنان كان وما زال وسيبقى يقف دائما مع من وقف معه في أوقات الشدة، وخصوصا مع الشعب السوري الشقيق وكافة الدول الشقيقة والصديقة على حد سواء"، مشيرًا إلى أنّ "الدولة اللبنانية، تضع كافة ما يمكنها تقديمه من خبرات ودعم ميداني مطلوب من الأشقاء في سوريا، في سبيل التخفيف من تداعيات هذه المأساة، سائلين المولى عز وجل، الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين".
كما أعلن الجيش اللبناني أنه سيرسل 15 عنصرا من فوج الهندسة إلى الجمهورية العربية السورية للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ.
 
وقال الدفاع المدني اللبناني أنه سيرسل 20 عنصرا الى سوريا للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال، مبينا أن عددا من عناصره غادروا الأراضي اللبنانية متجهين للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال في تركيا.
 
فيما أفاد الصليب الأحمر اللبناني بأن فريقا من المختصين في عمليات البحث والإنقاذ غادر إلى تركيا للمشاركة في عمليات الإغاثة في المناطق المتضررة، وذلك بطلب من الحكومة اللبنانية والحكومة التركية وبالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي.
 
كما وصلت طائرة جزائرية إلى مطار حلب الدولي على متنها فريق مكون من  110 أشخاص من الحماية المدنية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والإغاثة في الأماكن التي ضربها الزلزال.
 
وذكرت صحيفة “النهار” الجزائرية أنه بتوجيه من الرئيس عبد المجيد تبون تم تشكيل فريق من 86 عنصرا من الحماية المدنية للتوجه إلى سوريا، حيث سيشارك في عمليات الإنقاذ بتقنيات ووسائل وفق المعايير الدولية التي تشترطها المجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ.
 
وأعلنت وزارة النفط عن ارسال قافلة تضم 28 حوضية وقود "بنزين - زيت الغاز " الى سوريا.
 
وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني ، انه " تم ارسال قافلة عاجلة تضم 28 احوضية تحمل وقود "البنزين- زيت الغاز) الى جانب المساعدات الاخرى ، لاسناد الاشقاء في سوريا والوقوف معهم بعد الهزات الارضية التي ضربت بعض المدن" ، مشيراً الى توجيه شركة توزيع المنتجات النفطية بارسال شحنات عاجلة الى سوريا .
واضاف عبد الغني ، ان " رئيس مجلس الوزراء قرر ارسال 70 طناً من المساعدات الضرورية عبر جسر جوي لضحايا الهزات الارضية في سوريا " ،مؤكدا استمرار تقديم المساعدات العاجلةواللازمة.
 
وبعد الضجة التى احدثها قانون القيصر الأمريكى، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل ويربيرج، إن واشنطن ستقدم كل المساعدات بدون أي قيود أو حدود للشعب السوري.
 
وأضاف أن قانون قيصر لا يتضمن عقوبات أمريكية؛ تمنع إرسال مساعدة إنسانية أو طارئة أو الأدوية، وكل الاحتياجات التي يحتاجها الشعب السوري، وتقديم المساعدة في هذه الكارثة.
 
ولفت إلى أن «الولايات المتحدة قدمت المساعدة الأولية لتركيا وسوريا»، مستطردًا: «نفعل كل ما في وسعنا، ونبحث عن الوسائل الممكنة لإيصال المساعدة اللازمة للأتراك والسوريين، هناك تواصل لحظي مع كل الجهات المعنية والمسؤولين في تركيا، وتواصل مع المنظمات الأممية وغير الحكومية التي تعمل في سوريا».
 
وأشار إلى أن «المنظمات الأممية وغير الحكومية الطريقة الأفضل لإيصال المساعدات في سوريا؛ لأنها تتسم بمصداقية عند الشعب السوري، وستتمكن من إيصال المساعدين للمحتاجين والأكثر تضررًا من الزلزال».
 
ورغم التصريح الأمريكى الرسمى إلا أن العقبات لازالت تمنع وصول كامل المساعدات، وفى الوقت الذى خشيت فيه بعض الدول خرق القانون الأمريكى إلا أن التكاتف العربى الذى ظهر خلال الساعات الماضية كان رسالة قوية للعالم بأن العرب للعرب.
 

الأكثر قراءة



print