الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:40 م

"زلزال سوريا يُنهى سنوات القطيعة".. دمشق تعود لحضنها العربى بعد 12 عامًا من العُزلة.. رؤساء 8 برلمانات عربية يُطالبون بقرار عاجل بعودة سوريا للجامعة العربية.. وجبالى: دمشق ركيزة العمل العربى.. وستعود لمكانتها

"زلزال سوريا يُنهى سنوات القطيعة".. دمشق تعود لحضنها العربى بعد 12 عامًا من العُزلة.. رؤساء 8 برلمانات عربية يُطالبون بقرار عاجل بعودة سوريا للجامعة العربية.. وجبالى: دمشق ركيزة العمل العربى.. وستعود لمكانتها زيارة رؤساء البرلمانات العربية فى دمشق
الإثنين، 27 فبراير 2023 09:00 م
كتبت آمال رسلان

إثنى عشر عاما قضتها سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد في عزلة دولية بكل معانى الكلمة كان أكثرها قسوة هي عزلتها العربية، بعد أن أغلقت جامعة الدول العربية في 12 نوفمبر 2011 أبوابها في وجه دمشق، وتبعها إقصائها من كافة الفعاليات العربية، ومنذ اللحظة التي أدار فيها العرب ظهورهم لسوريا لم تشهد دمشق قط زيارة مسئول عربى أو حتى إتصال هاتفى، إلا فيما ندر.

 

تلك القطيعة الأطول في تاريخ العرب الحديث انهارت في لحظات فور وقوع سوريا وأهلها في دائرة الخطر، فكما دمر الزلزال الذى شهده الشمال السورى بداية فبراير مئات المنازل وراح ضحيته الآلاف، انهارت أي سدود منيعة بين سوريا ومحيطها العربى فور سماع صيحات الاحتياج من الشعب الشقيق، وبعد أن كان مطار دمشق مهجورا من زواره أصبح شاهدا على عودة بلاده للحضن العربى الذى لم يعد يحتاج إلى قرارات مؤسسية لتفعيلة.

 

653

 

وهرول الأشقاء نحو العاصمة العربية مقدمين الدعم والمساندة وقت الشدة، كان آخرها زيارة وفد الاتحاد البرلماني العربى والذى ضم رؤساء برلمانات 8 دول عربية، وحضروا جلسة للبرلمان السورى في دمشق، وطالب المشروعون العرب - وهو أكبر تجمع عربي تستضيفه دمشق منذ قرار الجامعة العربية - بضرورة صدور قرار فورى جامع بعودة سوريا للحضن العربى.

 

وضم الوفد رئيس الاتحاد ورؤساء مجلس النواب في دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى رؤساء وفدي سلطنة عمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي.

 
4926994
 

والتقى الرئيس السوري بشار الأسد الوفد، وأكد رؤساء برلمانات ووفود مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، خلال جلسة لمجلس الشعب السوري في دمشق، دعم سوريا، حاضراً ومستقبلاً، مطالبين بـ "عودة دمشق إلى البيت العربي".

 

وقال رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي، إن "سوريا ستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية، وأن هذه الزيارة هي لدعم سوريا قيادة وحكومة وشعبًا"، وأضاف :"أتينا إلى سوريا العزيزة الشقيقة للتضامن معها ودعم شعبها بمواجهة تداعيات الزلزال، ونؤكد للشعب السوري أننا أخوة، ونقف إلى جانبه في هذه الظروف الصعبة".

 

 

وقال جبالي إن "وفوداً برلمانية عربية أخرى ستصل تباعاً إلى دمشق، بعد أن قرر المؤتمر الـ 34 للاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في بغداد تشكيل وفد لزيارة سورية تأكيداً على الوقوف إلى جانبها"، وأضاف :"نؤكد على ضرورة عودة سوريا لمحيطها العربى بصفتها ركيزة للعمل العربى المشترك، وضلع محوري لا غني عنه لمنظومة الأمن القومي العربي"، لافتا إلى أن الزيارة إنما تأتي تأكيداً على الدعم والتضامن التام مع الشعب السوري الشقيق، في إطار الرباط التاريخي الذي يربط مصر بسوريا الشقيقة التي نتمنى لها ولشعبها العربي الكريم كل ازدهار ورفاهية ورخاء، قائلا :"جئنا لشعبنا وفى بلدنا ونحن ممثلي الشعوب لا نجامل".

 

وقال رئيس برلمان العراق: "من قلب دمشق نؤكد وقوفنا مع سورية وشعبها، ونقدم تعازينا بضحايا الزلزال، ونحن معكم لتقديم الإمكانيات، ولرفع العقوبات"، مضيفا :"لا غنى لنا عن سوريا، ولا غنى لسوريا عن محيطها العربي، الذي نأمل عودتها إليه".

 

 

كذلك قال رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي: "فرحتنا غامرة بالقدوم إلى سوريا، وأنقل تحيات الشعب الأردني إلى الشعب السوري العظيم. سوريا لكل العرب". بدوره، ذكر ممثل مجلس الشورى في سلطنة عمان: "أتينا لدمشق لنقول للشعب السوري نحن معكم قلباً وقالباً، حاضراً ومستقبلاً، ونتمنى عودة دمشق إلى البيت العربي". وقال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح: "جئنا لنؤكد تضامننا مع سوريا، ونقول للغرب ارفعوا العقوبات عنها". وشدد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح على أن "هذه الزيارة تجسد عودة الأمة العربية إلى سوريا، قلب العروبة النابض".

 

وعقد مجلس الشعب السوري جلسة بحضور وفد الاتحاد البرلماني العربي الزائر، رحب خلالها رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، بالوفد قائلا :"نرحب بكم في سوريا، أنتم لستم ضيوفا، أنتم أهل بيت وبين إخوتكم وأهلكم".

 

وردا على تلك الزيارة أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن زيارة رؤساء البرلمانات والوفود البرلمانية العربية إلى سوريا تعني الكثير بالنسبة للشعب السوري، لأنها تعطي مؤشراً على وقوف أشقائه العرب إلى جانبه في الظروف الصعبة التي يتعرض لها بفعل الحرب الإرهابية وتداعيات الزلزال.

 

ولفت الرئيس السوري إلى أن هذه الزيارة تؤكد أن هناك مؤسسات عربية فاعلة قادرة في مختلف الظروف على أخذ زمام المبادرة والتحرك لصالح الشعوب العربية، معرباً عن الشكر للاستجابة السريعة التي أظهرتها الدول العربية على المستويين الشعبي والرسمي لمساعدة الشعب السوري في تجاوز آثار الزلزال.

 

واعتبر "الأسد" أن قوة المؤسسات التي تمثل الشعوب تأتي من كونها تمثل مختلف أطياف وشرائح المجتمع، وما يوفره هذا التنوع من فرصة للحوار والبحث عن نقاط القوة المشتركة لتكون أساساً في العمل العربي المشترك.

 

bachar-lasad-wafed-arabic-2023

 

وتعتبر زيارة المشرعون العرب والتي كما أعلنوا لم يكن مخطط لها بشكل مسبق، تؤكد على وجود توافق شعبى رسمي لعودة سوريا للحضن العربى، وهو ما ظهر جليا خلال الشهر من كم التواصل العربى مع دمشق، فبعد الزلزال تلقى الرئيس السورى مكالمات الدعم والتعزيه من كافة الرؤساء العرب وفى مقدمتهم الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى.

 

وعقب ذلك بأيام زار وزير الخارجية الاماراتى الشيخ عبدالله بن زايد سوريا ، تلاها بثلاثة أيام زيارة لوزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، تلاها زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لسلطنة عما ولقاءه بالسلطان هيثم بن طارق.

 

0000
 

ثم قرر الرئيس التونسى قيس سعيد، رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق، مجددا التأكيد على وقوف الشعب التونسي إلى الشعب السوري الشقيق، وأكد الرئيس التونسى السيادة الوطنية فوق كل اعتبار "فكما لا نقبل التدخل في الشؤون الداخلية للدول لا نقبل بالتدخل في شأننا الداخلي، ولا نقبل الانخراط في سياسات المحاور فسيادة الشعب في الداخل هي مصدر السلطة وسيادة الدولة على المستوى الدولي هي نتيجة للإرادة الحرّة والمستقلة للشعب التونسي."


print