كتب كامل كامل
قال الدكتور أحمد رؤوف نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية ورئيس مركز المستقبل الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، إن الملف المتعثر للأزمة السورية يبقي هو الملف الأصعب خلال السنوات الأخيرة في ظل عدم وجود إرادة سياسية دولية للتسوية نتيجة تحكم عدد من الدول في تحريك هذا الملف وفقاً لمصالحها وتوازناتها الإقليمية مشددا علي أن الأزمة السورية بقيت رهينة لخريطة من "المصالح والنفوذ" رسمتها القوى الدولية على أرض الصراع السوري جراء عدم توصلهم لمسار سياسي تفاوضي يضمن تحقيق التوافق فيما بينهم.
وأضاف الدكتور أحمد رؤوف، أنه يبدو ومن خلال الرصد والمتابعة أن مصالح الأطراف الدولية كانت هي نقطة التلاقي والتوافق فيما بينهم بغض النظر عن مصلحة الدولة السورية والشعب السوري، الأمر الذي أبقي الأزمة في حالة جمود وابقي أيضا خريطة تموضع النفوذ العسكري الأجنبي في الداخل السوري في حالة ثبات فازدادت الأزمة تعقيداً بما يحتاج لجهود حقيقية ونوايا صادقة يمكن معها فك تعقيداتها الملغومة.
وأضاف رؤوف: لقد كان للطبيعة رأي آخر في تحريك جمود الملف السوري وجاء الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا وتركيا بمثابة تغيير "جيو سياسي" دفع الجميع نحو خطوات التقارب من أجل مواجهة الكارثة الإنسانية التي ربما تغير من واقع مرير يعيشه شعب سوريا منذ سنوات وتحركت العديد من العواصم لمد يد العون بعد أن اهتزت الإنسانية من بشاعة أخبار الزلزال المدمر الذي ضرب أنقرة ودمشق بعنف مخلفا كوارث بشرية استدعت ضرورة تحرك إنساني بعيد عن ألعاب السياسة وتعقيداتها للتخفيف من المصاب الجلل الذي ضرب المناطق المنكوبة، مشيراً إلى أن قوافل الإغاثة والإنقاذ تدفقت دون تلكؤ أو تباطؤ متجردة من العوامل السياسية والعلاقات الدولية وحساسياتها المزمنة وتناست عددا من العواصم الخلافات السياسية الأزلية مع النظام التركي والسوري، وراحت تضخ ملايين الدولارات والمساعدات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الضحايا والمصابين.
واختتم الدكتور أحمد رؤوف تصريحاته قائلاً: لقد أصبحنا أمام مشهد إنساني بامتياز نأمل فيه أن يكون دافع لصناع القرار العالمي لاستثماره سياسياً من أجل تجاوز حقبة مريرة يدفع ثمنها شعوب أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في حروب وصراعات تصنعها الأنظمة السياسية الحاكمة.