لا تزال تتعرض الدولة المصرية لمحاولات مستمرة وممنهجة، من قبل الجماعات المعادية والقوى المضللة، والهادفة لنشر التشكيك فى إنجازات الدولة والإحباط بين المواطنين، والتى تتطلب استمرار بناء الوعى للحد من مساعى تزييف العقول بالشائعات والافتراءات التى لا تمت للواقع بصلة، خاصة أن المشككين دومًا سيكونوا فى كل إجراء أو إنجاز تقوم به الدولة، ولا يتوقف الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما عن تأكيده للمصريين على أهمية بناء الوعى والدعوة لأهمية التنبه لتلك المخططات.
وهو ما أكده الرئيس السيسي، فى كلمته الأخيرة بتفقد معدات إعمار وتنمية سيناء، أن الحرب مع الإرهاب لم تنته بعد وما زلنا نواجه حربا من الشائعات وأعلم ان المصريون منتبهون لذلك، قائلا: "كم الشائعات التى نتعرض لها غير طبيعى مثلما قيل أننا نفكر فى بيع قناة السويس"، مؤكدا أن محاولة عرقلة مصر ما زالت مستمرة وستستمر ولكن الوعى ما زال موجودا فى كل قطاعات الشعب المصرى.
ويقول النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن الدولة المصرية تتعرض لهجمة شرسة من الشائعات، من جانب المتربصين بها خلال الفترة الماضية، كاشفاً عن تجاوزها خلال الـ3 أشهر الماضية حاجز الـ40 ألف شائعة، لتكون أكبر موجة تشهدها البلاد بعد عام 2018.
وأضاف بدوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الشائعات التى يتم بثها وترويجها، تمول بعشرات الآلاف من الدولارات، لتستهدف تصدير حالة من الإحباط بين المواطنين، و تركز بالأساس على الصعيد والدلتا لاسيما القرى والنجوع، والفئة العمرية ما بين الـ18-40 سنة.
وتابع النائب أحمد بدوي، أن وعى المصريين يقف لهذه الشائعات بالمرصاد، لافتاً إلى أن كثير منها خارج عن حدود العقل والمنطق، مثل ما تردد حول بيع قناة السويس، وهى شائعة ساذجة أجهضت نفسها بنفسها، ولم يصدقها أى مصرى أصيل، مشدداً على وقوف الشعب المصرى صفا واحدا خلف القيادة السياسية ضد الحرب الضروس التى تتعرض لها البلاد من مكائد ومؤامرات.
وكشف رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، عن أن اللجنة بصدد إعداد دراسة حول حجم الشائعات خلال الفترة الماضية، متضمنة العدد وبيان طبيعتها والجمهور المستهدف منها، لتعرضها للرأى العام، ليعرف مدى الحرب التى يتعرض لها من الكارهين لمصر.
ويشير النائب عمرو درويش، أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، إلى أن بث الشائعات الزائفة ما زالت تستهدف ضرب الاستقرار الداخلي، موضحا أن هناك من يتفرغ لمحاولة النيل من الدولة والتشويش عما يحدث فى الواقع بإدعاءات وهمية، مستغلًا الضغوط الاقتصادية والصراعات الدولية التى أدت لتأزم الوضع على الصعيد العالمى ومحاولة التأثير على الشعب المصرى بالكذب على أن ما تمر به مصر لا يمر به العالم.
ولفت إلى أن ذلك يستلزم رفع الوعي، وتوفير المعلومات والمصداقية مع المواطنين، مؤكدا على أهمية أن يتحمل المسئولين لمسئوليتهم تجاه سلك كافة السبل التى تؤدى لتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وتقول الدكتورة دينا هلالي، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعى بمجلس الشيوخ، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حريص على تجديد حديثه من آن لآخر حول أهمية استمرار معركة الوعى فى ظل استمرار محاولات عرقلة جهود الدولة وتزييف العقول، وسط ما نتعرض له من شائعات وأكاذيب وافتراءات غير طبيعية وآخرها ما نالته قناة السويس من زيف معلومات حول بيعها، مضيفة أن الشعب المصرى ما زال يواجه موجات من الشائعات المستمرة التى لا تتوقف عنه قوى الظلام، نتيجة استمرار مسيرة البناء والتنمية وإصرار القيادة السياسية على المضى بخطى ثابتة نحو التغيير، بعيدًا عن تلك الإدعاءات.
وأشارت إلى أنها تتخذ فى ذلك مواقع التواصل الاجتماعى منبرا لمخططات تقويض جهود الدولة نحو التنمية، وتعمل فيها على التشكيك وتشويه الإنجازات، وهدم الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة وكسر الروح المعنوية لديه، قائلة "فقد تعرضت الدولة لكثير من محاولات الزيف والتشوية للمشروعات المهمة على مدار السنوات الماضية.. فكلما ازدادت معدلات التنمية ترتفع الشائعات ومع مرور الوقت يتثبت لدى الجميع صحة الرؤية الثاقبة التى يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي.. لتتحطم تلك الإدعاءات أمام كل إنجاز يلمسه المواطن من مشروعات قومية غير مسبوقة تعود بالخير على الدولة والمواطن.. وقناة السويس خير مثال فى ذلك ".
وأوضحت، أن تلك الشائعات تلعب على الجهود التنموية واحتياجات الفئات العريضة فى المجتمع، لتسعى إلى إثارة الفزع والبلبلة، مؤكدة أنها تتطلب اليقظة واستنهاض الهمم بتعميق الوعى لمواجهة الشائعات؛ والتصدى لها بالحقائق والأسانيد لتقطع الطريق على مساعى تقويض جهود الدولة، مع أهمية تبنى مسار فكرى مستنير يؤسس لشخصية سوية قادرة على مواجهة التحديات وبناء دولة المستقبل، بما يسهم فى تحصين الشباب من تلك المحاولات الخبيثة، مطالبة بتعزيز دور أجهزة صناعة الوعى بمختلف أنواعها واستغلال المنابر الإعلامية.
وتحذر النائبة هند رشاد، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، من الشائعات التى يتم تداولها خلال الفترة الأخيرة عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، قائلة:" الفترة الأخيرة شهدت انتشار عدد من الشائعات والأخبار الكاذبة وصور مفبركة لبعض الأحداث بغرض نشر اليأس فى نفوس المواطنين وتشويه صورة بعض المؤسسات ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة أيضا استمرار هذه السياسة والترويج لهذه الشائعات".
وأضافت أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن الأوضاع الاقتصادية العالمية التى ألقت بظلالها على العديد من دول العالم ولمصر نصيب من هذه الأحداث هناك من يستغل هذه الفترات لنشر شائعات وأخبار كاذبة ويقوم بفبركة صور لأغراض بعينها وهذا الأمر فى مختلف الدول ولكن على المواطن أن يكون أكثر وعيا وعدم مشاركة أيا من الأخبار والصور دون الوقوف على الحقائق والأرقام الحقيقة من مصادرها الرسمية.
وأكدت رشاد، أن الشائعات تستهدف مرة الاقتصاد المصرى ومرة أخرى السلع والخدمات إضافة إلى بعض مؤسسات الدولة بهدف التخويف واليأس، مشيدة بموقف الحكومة خلال هذه الفترة فى سرعة الرد على هذه الشائعات بلغة الأرقام لقطع الطريق على المشككين وكل من تسول له نفسه النيل من مؤسسات الدولة المصرية ونشر الأخبار المفبركة والحقيقة بشكل موسع للرد على المزاعم التى يتم تداولها.
وشددت أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، على أهمية دور المواطن فى مواجهة هذه الشائعات بداية من عدم مشاركة أى من هذه الأخبار دون الوقوف على حقيقتها، لخلق حالة من الوعى المجتمعى ومن ثم المضى قدما نحو تحقيق التنمية المستدامة وعبور الأزمة الاقتصادية بأمان.
ومن جانبه يوضح النائب هانى العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن موجات حرب الشائعات لا تتوقف ودائما ما تمس القطاعات الحيوية والهامة بالدولة، وما يخص اهتمامات المواطن البسيط، مشيرا إلى أنها دائما ما تسعى لضرب الثقة بين المواطن والدولة وخفض الروح المعنوية للمصريين، معتبرا أن هناك حاجة لتضافر جهود المجتمع المدنى وكافة منصات الدولة بالداخل والخارج لتوضيح حجم الانجازات التى تحققت فى مصر على مدار السنوات الماضية وبناء الوعى لدى المواطن ليكون لديه قدرة على الاستيعاب والتحليل بشكل ناقد لأى محتوى أو وسيلة يتعامل معها.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أنه لابد من التصدى لانتشار الشائعات التى تستهدف تشكيك المواطن فى مؤسساته وزعزعة الاستقرار الداخلي، وهو ما يستلزم اليقظة فى التعامل معها وتحرى الدقة فى ترويج أى معلومة يمكن من شأنها الإضرار بالدولة وخطتها التنموية، مطالبا الأجهزة الحكومية بالدولة والإعلام، بمزيد من التوعية والاشتباك، للتصدى لأى محاولات مضللة، يمكن أن يتسلل من خلالها قوى الظلام لنشر الشائعات، خلال تلك المرحلة الدقيقة من عمر الوطن.
فيما يؤكد النائب جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن وضع الرؤى لاستكمال معركة بناء الوعى والتى تمثل مهمة قومية بالغة الخطورة فى ظل مخاطر حروب الجيل الرابع والسوشيال ميديا واستمرار وجود مخططات للتشويش والتشويه لما تقوم به الدوله المصرية من إنجازات ومشروعات قومية وغيرها من الظواهر الاجتماعية الأخرى.
وأشار إلى أن بناء وعى الأمة بناءً صحيحا هو أحد العوامل الرئيسية فى استقرارها وتقدمها فى مواجهة الأفكار الهدامة والشائعات، وهو ما يؤكد ما ينوه إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى دوما بأهمية دور الإعلام لبناء وعى حقيقى، يتصدى فى ذلك لحرب الشائعات وحملات التشكيك المغرضة التى يقودها الإعلام المناوئ، التى تسعى لتشويه ما تحققه الدولة من إنجازات تنموية، خاصة وأن الإعلام حائط الصد الأول والسلاح الرئيسى فى مواجهة المعلومات المضللة بالتحليل الفورى والرد بالأسانيد والبيانات الموثقة.
وتابع قائلا "مواجهة تلك الشائعات لابد وأن يصحبها بناء وعى المواطن الذى يعد أحدى ركائز الجمهورية الجديدة وأساس بناء المجتمع بتوضيح الرؤى، ونقل صورة حقيقية لما يتم تنفيذه على أرض الواقع من مشروعات تنموية وخدمية"، مشددا أن الشائعات عادة ما تركز على القضايا التى تهم المواطن، بصفته المستهدف الأول من خلال تلك الحملات المتبوعة لأجندات خاصة، ومنها المواسم الخاصة بالتموين والدعم والتعليم والمشروعات القومية، فضلا عن استغلال الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة ببث الأكاذيب ومنها بيع قناة السويس، التى تحاول زعزعة الثقة بين المواطن والدولة ونشر الطاقة السلبية، مشددا أن ذلك يتطلب تعزيز الاصطفاف الوطنى وتعميق صناعة الوعى وعدم الالتفات إلى تلك حملات والقضاء عليها فى مهدها.
وأضاف "أبو الفتوح"، أن الكثير من المشروعات التى أصرت الدولة على خوضها لاستكمال خطى التنمية، تعرضت لحملات تشكيك ولكن مع تنفيذها أثبتت صحة رؤية القيادة السياسية فى دعمها للاقتصاد الوطنى وتلبيتها لاحتياجات المواطن، مطالبا بضرورة تعزيز قضية الوعى من خلال منظومة متكاملة تبدأ من الأسرة والمنزل مروراً بالمدرسة والجامعة ووصولاً إلى الإعلام ودور العبادة والدراما، بجانب إطلاق منصات إلكترونية متعددة تخاطب كافة فئات المجتمع وفق شرائح عمرية مختلفة وبالأخص النشء والشباب.