الجمعة، 22 نوفمبر 2024 04:19 م

"كنوز مصر المنسية".. نواب يطلبون "كشف حساب" من الحكومة حول إهمال المناطق الأثرية بالدلتا والوجه البحرى.. برلمانيون: تضم آثارًا فرعونية وإسلامية وقبطية.. وتعانى الإهمال وتتعرض للتعديات.. ويجب تسليط الضوء عليها

"كنوز مصر المنسية".. نواب يطلبون "كشف حساب" من الحكومة حول إهمال المناطق الأثرية بالدلتا والوجه البحرى.. برلمانيون: تضم آثارًا فرعونية وإسلامية وقبطية.. وتعانى الإهمال وتتعرض للتعديات.. ويجب تسليط الضوء عليها
الجمعة، 10 مارس 2023 12:00 م
ندى سليم

تمتلك مصر كنوزًا أثرية تمثل قيمة تاريخية عريقة، تجعلها تتربع على عرش الخريطة السياحة الأثرية على المستوى العالمى، لكن فى ظل حالة الإهمال الشديدة التى تنال من هذه المناطق الأثرية التى تنتشر فى كافة ربوع مصر، ومازالت منسية حتى الآن، على الرغم من أنها تشكل قيمة فريدة قادرة على جذب أنظار العالم إذا تم تسليط الضوء عليها بشكل احترافى ومبتكر.

 

ومن بين الكنوز المنسية تأتى كنوز محافظات الدلتا، التى لم تحظى بالاهتمام الكافِ لتحويلها إلى مقاصد عالمية تجذب الوفود من السياحة الثقافية، حيث تحظى العديد من محافظات الدلتا بمناطق آثرية هامة وتروى تاريخ وحضارة مر عليها آلاف السنين.

 

وفى هذا السياق، تقدم الدكتور ياسر الهضيبى، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، بطلب مناقشة عامة لاستيضاح سياسة الحكومة للاهتمام بكنوز مصر المنسية فى منطقة الدلتا، وكيفية إدراجها على الخريطة السياحية للدولة المصرية، مشيرا إلى أن الأرض المصرية مليئة بالكنوز، حيث تتوالى الاكتشافات الأثرية يوما بعد يوم، الأمر الذى يثير إعجاب العالم، بالإضافة إلى مشروعات التطوير التى تنفذها الدولة فى القطاع الأثرى سواء من خلال بناء المتاحف أو الاهتمام بتطوير المناطق الأثرية لجذب السائحين.

 

وقال الهضيبى، إن هذا الاهتمام لم يمنع وجود إهمال شديد فى التعامل مع الكنوز الأثرية فى منطقة الدلتا رغم مكانتها التاريخية، مشيرا إلى أن وزارة الأثار لا تولى المناطق الأثرية التاريخية فى الدلتا الاهتمام اللازم، الأمر الذى تسبب فى تعرض المناطق الأثرية لأشكال متنوعة من التعديات، كما يعانى بعضها والذى يقع فى مناطق سكنية من الممارسات غير المسئولة من المواطنين.

 

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، فى طلبه، لم يكن الإهمال وحده الذى يهدد هذه الكنوز الأثرية، وإنما أيضا غيابها التام عن الخريطة السياحية، سواء الداخلية أو الخارجية، وهو ما يتطلب تحركا فوريا من خلال خطط فعالة ومشروعات متكاملة للتنقيب والترميم والحماية، لاستعادة نسبة كبيرة من الأثار المختفية.

 

مدينة "بوتو" الأثرية بمحافظة كفر الشيخ من أهم المدن الأثرية بالدلتا

ولفت النائب إلى أنه من أهم المناطق التى ينبغى الاهتمام بها، وتوفير الحماية اللازمة لها لحمايتها من التعديات هى مدينة "بوتو" الأثرية بمحافظة كفر الشيخ، وتوجد بالقرب من مدينة دسوق، فى شمال دلتا مصر، ويطلق عليها اسم "تل الفراعين"، وهى العاصمة الأولى لمصر السفلى، فى عصر ما قبل الأسرات، وفيها كان يحصل الحاكم على شرعيته، بعد تقديم القرابين للإلهة "واجت"، ربة المدينة ومانحة السلطة.

 

وتابع: كذلك منطقة "بهبيت الحجارة" بمحافظة الغربية، وكانت عاصمة مصر خلال الأسرة الثلاثين، وتضم أطلال معبد من أحجار الجرانيت الوردى والرمادى، وأعمدة عليها تيجان للإلهة حتحور، وكتلاً حجرية تحمل اسم الملك نخت نبف الثانى، وبطليموس الثانى والثالث، كذلك منطقة كوم الحصن البحيرة، وتضم بقايا معبد الإلهة حتحور، ربة الحسن والجمال، ومنطقة نبتا بلايا، ويوجد بها دائرة حجرية قطرها 4 أمتار، تحدد بداية الصيف، وأول يوم فى فصل الشتاء، كذلك معبد سرابيط الخادم، جنوب غربى سيناء، الذى كان مركزاً للتعدين ولأحجار الفيروز.

 

تجاهل كبير للآثار الإسلامية والقبطية بالدلتا

وأوضح الهضيبى، أن الكنوز المنسية لا تتعلق فقط بالأثار الفرعونية، بل أيضاً هناك كثير من الأثار الإسلامية والقبطية التى تحتاج إلى تطوير واهتمام، مطالبا بإطلاق خطة جادة لتطوير المناطق الأثرية فى الدلتا والتصدى للإهمال الذى أصابها منذ سنوات طويلة، وتبنى إنشاء نوع جديد من المتاحف، يعرف بمتحف القطعة الواحدة، للتركيز على قطع معينة فى أماكنها، وإدراج المناطق السياحية فى الدلتا على الخريطة السياحية المصرية.

 

محافظة المنوفية تعد من أغنى محافظات الدلتا فى الكنوز الأثرية

ومن جانبه قال النائب يسرى المغازى، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن محافظة المنوفية تعد من أغنى محافظات الدلتا فى الكنوز الأثرية، موضحا أنها تحظى بقطع آثرية تقترب فى عددها من آثار الأقصر التى بها ثلث آثار العالم وهذا بشهادة خبراء الأثار، مطالبا بتسليط الضوء على هذه المحافظة ووضع خطة لرفع كفاءة وتطوير المناطق الأثرية بها لتتحول لمقاصد عالمية تتربع على عرش الخريطة السياحية العالمية.

 

وأشار المغازى، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أنه برغم الأهمية الأثرية للمحافظة إلا أن الإهمال واللا مُبالاة انعكس على هذه الاكتشافات الأثرية وتُركت الجبانات الأثرية عُرضة لنبش اللصوص، موضحًا أنه فى 1990 تم اكشتاف أكبر جبانة أثرية فى الدلتا بمنطقة تل المحاجر بقويسنا من الناحية الجنوبية الشرقية من مسطح الرمال على عمق نحو من 13 إلى 15 مترًا من سطح الأرض الزراعية.

 

وأكد النائب، أن هذه الجبانة تقع على مساحة 365 فدانًا فكانت تحوى وحدات معمارية من اللبن متكاملة خصصت للدفن والإعاشة بجانب مئات الدفنات والمومياوات فى مستويات مختلفة فى جميع غرف وممرات الوحدات المعمارية، فضلا عن المئات من القطع الأثرية من تمائم وتعاويذ وجعارين من الذهب المضغوط.

 

ولفت، إلى أهمية المنطقة الأثرية ببحيرة المنزلة، نظرا لنها تحتوى على مناطق أثرية فقبل القرن السادس الميلادى لم تكن هذه البحيرة موجودة، مشيرا على أن دمياط تحتوى على العديد من المساجد الأثرية التى لابد من تطويرها والترويج الجيد لها، فقد يأتى فى مقدمتها مسجد عمرو بن العاص أشهر مساجد دمياط، حيث بنى هذا المسجد عندما فتح عمرو بن العاص مصر عام 642 م.

 

وطالب المغازى، بضرورة أن تضع وزارة الأثار خطة عاجلة لحصر المزارات والمناطق الأثرية الهامة التى باتت منسية نتيجة الإهمال وعدم التخطيط الجيد لاستغلال هذه الجواهر الفريدة فى الدعاية الجيدة للسياحة المصرية.


الأكثر قراءة



print