كشف التقرير الشهري الصادر عن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان تحت عنوان "عدسة العمليات الإرهابية وأعمال العنف فى أفريقيا - فبراير 2023"، عن استمرار نشاط التنظيمات الإرهابية بغرب أفريقيا، واستمرار نشاط حركة الشباب الإرهابية فى الصومال، فضلا عن التجدد المستمر لأعمال العنف المسلح فى إثيوبيا أدى إلى سقوط 887 قتيلا فى القارة السمراء خلال شهر فبراير 2023.
وأكد تقرير "ماعت"، أن خطر الإرهاب وأفكاره المتطرفة ينعكس سلبًا على المجتمعات الإفريقية وعلى السلم المجتمعى، مثلما يهدد الاستقرار والأمن القومى والوحدة الوطنية، ويتسبب فى دخول المجتمعات فى أتون حروب ونزاعات أهلية، حيث كشف التقرير أنه خلال شهر فبراير 2023 جاء إقليم غرب أفريقيا فى المرتبة الأولى، نتيجة استمرار نشاط تنظيمى بوكو حرام وداعش وبعض التنظيمات المتمردة حيث سقط فيه 485 ضحية.
وجاء في المرتبة الثانية إقليم شرق أفريقيا نتيجة نشاط تنظيم حركة الشباب فى الصومال وتجدد الصراع العرقى فى إثيوبيا، فقد خلف الإرهاب 314 قتيلا، أما إقليم وسط أفريقيا فقد جاء فى المركز الثالث بسقوط 75 ضحية، بينما سقط فى إقليم جنوب أفريقيا 11 قتيلا، أما إقليم شمال أفريقيا فقد جاء الأكثر هدوءً حيث سقط فيه قتيلان فقط.
وفيما يخص التوزيع العددى لضحايا الإر هاب بحسب الدول، قد تزايد عدد الضحايا بشكل كبير فى دولة بوركينا فاسو جعلها تحتل المركز الأول بين الدول الأفريقية فى عدد الضحايا، حيث سقط فيها 235 قتيلا مقارنة ب 83 قتيلا فى يناير الماضى، مما يعنى أن هناك تحولاً نوعيا ولوجستيا قد حدث فى بنية التنظيمات الإرهابية فى بوركينا فاسو، بينما جاءت الصومال فى المركز الثانى حيث سقط فيها 192 قتلا، نتيجة استمرار نشاط حركة الشباب الإرهابية، أما نيجيريا التى تعانى تحت وطأة تنظيمات بوكو حرام وداعش فقد جاءت فى المركز الثالث بـ188 قتيلا.
وجاءت في المرتبة الرابعة في قائمة الدول، إثيوبيا بإجمالى 3 حوادث إرهابية، أسفر عنها مقتل 60 شخصًا، وفي المرتبة الخامسة جاءت السودان بعدد 4 حوادث إرهابية أسفرت أيضا عن وفاة 42 قتيلاً.
وتعليقا على التقرير أشار أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقى الدولى ورئيس مؤسسة ماعت، إلى حدوث تحولات جوهرية فى بنية التنظيمات الإرهابية فى أفريقيا، مما أدى إلى حدوث تحولات فى بؤر نشاطها، خاصة فى غرب أفريقيا، موضحا أنه على الرغم من التشريعات الأفريقية على مستوى الدول للحد من ظاهرة الإرهاب، إلا أن هذه التشريعات ليست كافية للحد منها، ويرجع السبب الرئيسى فى انتشار الظاهرة لغياب التنسيق الإقليمى والقارى.
لذلك دعا "عقيل" مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب إلى تقديم الدعم الفنى اللازم للحكومات الأفريقية، للعمل على الحد من خروج متطرفين جدد، كما أوصى الخبير الحقوقى، الآليات الدولية والإقليمية المعنية بضرورة تعيين مفوض خاص بالأوضاع الأمنية وعمليات العنف والإرهاب فى أفريقيا، لعمل على تعزيز القانون الدولى الإنسانى فى الأقاليم الأفريقية الخمس.
فيما أوصت كنزى درويش، الباحثة فى ملف مكافحة خطابات الكراهية والتطرف العنيف بمؤسسة ماعت، الحكومة الإثيوبية بالعمل على وضع خطة وطنية شاملة للحد من تمزق النسيج المجتمعى نتيجة الحرب الأهلية الدائرة على مدار أكثر 15 شهراً، والتى أسقطت عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المشردين، مع ضرورة احترام حقوق الطوائف كمكون رئيسى فى المجتمع.
وقد حذرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال تقريرها أن الإرهاب يشكل تهديد رئيسي للسلم والأمن الدوليين، موضحة أن التهديد مازال يتزايد خاصة في أفريقيا، بعد ان بدأ يتخذ طابع مكثف في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، بل وصل لمناطق مثل خليج غانا، التي كانت بمنأى كبير عن هذه الأعمال الإرهابية، فقد رصدت توسع تنظيم داعش والقاعدة وفروعهما الإقليمية في العمليات الإرهابية من الحدود الأوغندية لعمق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بجانب الاستيلاء على الأراضى ونشر عدد من أعضائها.
وتناول التقرير أبرز التوصيات للحد من انتشار تواجد التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، فقد أكدت على أنه على الرغم من التشريعات الأفريقية على مستوى الدول للحد من ظاهرة الإرهاب، إلا أن تلك التشريعات غير كافية في ظل غياب التنسيق الإقليمي والقاري، كما أكدت أنه يجب على دول غرب افريقيا الحد من ظاهرة الحدود الرخوة التي تعد ملجأ آمنًا للتنظيمات الإرهابية، لسهول انتقال المقاتلين عبر الدول، مما أسفر عن حدوث تحولات في البؤر التنظيمات.
كما أوصت مؤسسة ماعت، الحكومة الأثيوبية بوضع خطة وطنية شاملة للحد من تمزق النسيج المجتمعي نتيجة الرحب الأهلية القائمة على مدار أكثر من 15 شهرا، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من القتلى وتشريد مئات الآلاف.
كما دعت مؤسسة ماعت مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بضرورة تقديم الدعم الفني اللازم للحكومات الأفريقية، خاصة في غرب ووسط القارة.
كما أوصت "ماعت"، الجهات الدولية والإقليمية، بضرورة تعيين مفوض خاص بالأوضاع الأمنية وعمليات العنف والإرهاب في أفريقيا، يسعى لتعزيز القانون الدولي الإنساني، كما أكدت على أهمية التعاون في تبادل المعلومات الدقيقة المتعلقة بمنع الإرهاب، في الوقت المناسب خاصة بين دول غرب أفريقيا.