أوكلت الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية لنفسها، مهمة شاقة وهى استعادة الريادة المصرية فى الانتاج الدرامى، وهى المهمة التى تحمى البيوت المصرية فى المقام الأول من خطر الدراما الدخيلة التى تبث سموم ثقافات غريبة عن المجتمع، وتبنى لمصر جسورًا ثقافية تجعل رسالتها مسموعة خارج حدود الدولة.
المهمة ليست بالسهلة، خلال السنوات الأخيرة فقط استسلمت البيوت المصرية لدراما مدبلجة قادمة من هنا ومن هناك، ليس هذا فحسب بل سلمت الأجيال الصغيرة نفسها للمنصات الأجنبية التى تبث رسائل وثقافات لا علاقة لها بثقافاتنا وأعرافنا والقيم التى تربينا عليها، إلا أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قررت خوض التحدى، وهو ما بدأت فيه بالفعل منذ عدد من المواسم السابقة وفى كل مرة تزيد من قدراتها وتنوع وتطور من أدواتها.
خلال الموسم الرمضانى الحالى، قررت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خوض السباق بمجموعة منوعة من الأعمال بما يجعل طلب الجميع مُجاب على شاشات المتحدة، فيعرض الدراما الوطنية: "الكتيبة 101"، والكوميدية "الكبير أوى 7"، و"جت سليمة"، كما تقدم اللايت كوميدى"، فى مسلسلات الصفارة و"1000 حمد لله على السلامة".
كما يعرض المسلسلات الاجتماعية، من بينها علاقة مشروعة، و"مذكرات زوج"، و"تحت الوصاية، و"عملة نادرة"، و"ضرب نار"، و"حضرة العمدة" و"جعفر العمدة" و"جميلة"، والأعمال التاريخية الدينية: "رسالة الإمام"، والتاريخية الاجتماعية: "سوق الكانتو"، والتاريخى الاجتماعى الوطنى: "سره الباتع"، وللأطفال: "يحيى وكنوز الجزء الثانى"، و"المحمية"، و"ديسكفرى".
خريطة هائلة ومنوعة تجعل جميع القضايا التى تشغل بال المشاهد المصرى والعربى حاضرة على مائدة المتحدة، منها على سبيل المثال لاالحصر، قضايا الأسرة ومشكلات الحياة الزوجية، ومشكلات الميراث، ومشكلات تمكين المرأة ومنحها الفرصة فى المجتمعات الريفية، ومشكلات وسائل التواصل الاجتماعى وتأثيرها على الأجيال الجديدة، الكثير والكثير من القضايا التى تُشعر المشاهد أن صناع الأعمال الدرامية قريبون منه وعلى دراية بمشكلاته.
خلاصة القول، تخوض الشركة المتحدة مهمة وطنية كبيرة فى استعادة المشاهد إلى الشاشات المحلية مرة أخرى، لانتشاله من سموم المنصات الأجنبية التى تروج للشباب أفكار غريبة عنا، وإنقاذ الأسر والبيوت من قضايا المُدبلج الذى يعج بقايا الخيانات الزوجية والمكائد والانفلات الأخلاقى، تخوض "المتحدة" هذه المعركة فى وقت يُنفق فيه الآخرون ميزانيات دول لتصدير أعمالهم وشاشاتهم للسوق المصرى، ما يجعل من الدور الذى تلعبه المتحدة دورا لا يقل فى أهميته عن دور الجنود فى ساحات القتال.