اعترض عدد من أعضاء مجلس النواب على المحتوى الإعلاني الذي تقدمة إذاعة القرآن الكريم، والذي يمس المكانة الخاصة التى تحظي بها الإذاعى في نفوس مستمعيها، حيث تقدمت النائبة صفاء جابر عيادة، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة، موجه إلى رئيس الوزراء، ووزير الأوقاف، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بشأن إعلانات المؤسسات التجارية والخيرية على إذاعة القرآن الكريم.
وقالت "جابر"، خلال طلب الإحاطة، إن إذاعة القرآن الكريم هى أيقونة الإذاعات وغذاء الروح وسكينة النفس، وكانت منذ يومها الأول وحتى الآن فى المقدمة بين جميع المحطات والإذاعات في كثافة الاستماع، حيث تحتل مكانة خاصة في نفوس المصريين لاسيما البسطاء منهم.
وأضافت عضو مجلس النواب، تسعى إذاعة القرآن الكريم منذ أكثر من نصف قرن، لتحقيق الهدف الأسمى والأساسي وهو تعريف المستمع بصحيح الدين الإسلامي، وما يحتويه كتاب الله عز وجل والسُنة المشرفة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من تعاليم تسمو بالفرد والمجتمع، وحافظت هذه الإذاعة الرائدة منذ انطلاقتها على أن تكون صاحبة بصمة في تقديم تلاوات القرآن الكريم بأصوات لا تزال تعطر أسماعنا بكلام المولى سبحانه وتعالى.
وقالت: ما نشاهده الآن من تداخلات إعلانية تمتد لفترة من الوقت على مدار اليوم بشكل فج يشوه الإذاعة العريقة، دون تدخل من القائمين على اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وذكرت أن هناك حالة من الغضب والاستياء بين الجمهور والمتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعى، نتيجة لما يحدث فى إذاعة القرآن الكريم بعد أن أصبحت الإعلانات تقتطع جزءا من محتواها الأصلي وهدفها السامي والتنويري وهو تقديم آيات الذكر الحكيم والأحاديث الشريفة والبرامج الدينية على مدار اليوم.
وكشفت أن هناك الكثير من المستمعين يقومون لأول مرة بغلق المحطة طوال فترة الإعلانات، التي تثير استياء الغالبية العظمى من مستمعي الإذاعة، لافتة إلى أن هناك الكثير من البدائل لتعزيز موارد الإذاعة ليس من بينها الإعلانات التجارية.
وفي ختام طلب إحاطتها، شددت النائبة صفاء جابر على ضرورة الحفاظ على إذاعة القرآن الكريم ومكانتها في نفوس مستمعيها، والحفاظ على خصوصيتها لتأدية رسالتها السامية في إبلاغ رسالة ديننا الحنيف ومنهجه الصحيح بعيدًا سخف الإعلانات.
ومن جانبه كشف النائب تامر عبدالقادر، عضو مجلس النواب، أن لإذاعة القرآن الكريم أهميتها الكبرى كإحدى عناصر القوى الناعمة فى نشر تعاليم الدين بمفاهيمه الشاملة، والعمل على رفع درجة الوازع الدينى لدى المواطنين، مؤكدا أن تنوع المواد المذاعة بين برامج لتعليم التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، وأخرى لنشر الفقه الإسلامى الصحيح، وثالثة للرد على استفهامات وفتاوى المستمعين، وغيرها يؤكد على اهتمام القائمين على الإذاعة بتحقيق الفائدة لمصر «الوطن، والمواطن»، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأحد أن ينكر الدور البالغ لإذاعة القرآن الكريم فى مجابهة الشرور والشائعات التى يروجها أعداء الدين.
وفيما يخص إذاعة إعلانات المؤسسات الخيرية، والتجارية، على إذاعة القرآن الكريم، فى أوقات غير مناسبة حيث تتوسط المحتوى الدينى وهو ما أثار غضب مستمعى الإذاعة، وهو ما ظهر على وسائل التواصل الاجتماعى، يؤكد النائب تامر عبدالقادر، أن الوضع الاقتصادي للإذاعة المصرية، ليس فى أحسن صوره، خاصة بعد غياب المواد الإعلانية التى كانت تعد مصدرا لزيادة المخصصات المالية للإذاعة منذ سنوات، ومسألة ورود مواد أو فقرات إعلانية لإذاعة القرآن الكريم فى ظل شهر رمضان الكريم، فهذا أمر طيب، وله مردوده فى إعادة الإذاعة المصرية إلى مكانتها الريادية، باعتبارها جزء أصيلا من القوى الناعمة، لها دورها البالغ فى نشر التعاليم الصحيحة التى تتماشى مع العادات والتقاليد المجتمعية الأصيلة.
وأوضح «عبدالقادر»، أن اعتماد الإذاعة علي المواد الإعلانية لاستمرار تقديم الخدمات الإذاعية المفيدة للمواطن، كأحد الحلول السريعة، أمر لابد منه، وسيكون بداية طيبة لتحسين الأوضاع الاقتصادية داخل قطاع هام من قطاعات الإعلام المصرى.
وتابع «عبدالقادر»: ويجب على مسئولي الهيئة الوطنية للإعلام والإذاعة المصرية، إعادة النظر فى مواعيد إذاعة الفقرات الإعلانية بما لا يثير استياء المستمع المصري، عاشق إذاعة القرآن الكريم، والذى يواظب على متابعتها حيث يستسقى منها تعاليم الدين الصحيح، والسلوكيات القويمة فى الإسلام.
وتابع «عبدالقادر»: يجب تنسيق أوقات إذاعة الإعلانات بما لا يلحق الضرر بخطط تطوير الإذاعة والعمل على تحقيق الهدف الأكبر المتمثل فى الوصول إلى مراحل الاكتفاء الذاتي، وأيضا بما لا يعكر صفو المجتمع المحب لإذاعة القرآن الكريم صاحبة التاريخ العريق، والتى نشأت على برامجها أجيال تعلمت منها أصول الدين الحنيف.
كما طالبت النائبة ألفت المزلاوي، عضو مجلس النواب، رئيس إذاعة القرآن الكريم بمنع الإعلانات من المحطة ذات الخصوصية أدى كل مصري، مؤكدة أنه لا يصح قطع أجواء الترتيل والتلاوة بإعلانات عن الضرائب وحفر الأبار.
وأشارت النائبة ألفت المزلاوي، خلال تصريحات صحفية، إلى أن إذاعة القرآن الكريم ذات خصوصية ولا يجب قطع أجواء الترتيل والوعظ ببث إعلانات الضرائب أو غيرها، موضحة أن ما يراه الناس ويسمعه في بقية المحطات والقنوات يختلف عن ما يسمعونه من إذاعة القرآن الكريم ، لذا فإنه يجب أن نظهر تقديرا واحتراما أكبر لكتاب ربنا وأحاديث نبينا ووعظ علمائنا.