الجمعة، 22 نوفمبر 2024 01:58 م

مقعد "ريشى سوناك" فى خطر.. استقالة "جونسون" و2 من نواب "المحافظين" تٌزلزل الحزب الحاكم.. حزب العمال المعارض يضغط لإجراء انتخابات مبكرة.. واستطلاعات الرأى تؤكد: "سوناك" وحزبه سيخسرون الانتخابات المقبلة

مقعد "ريشى سوناك" فى خطر.. استقالة "جونسون" و2 من نواب "المحافظين" تٌزلزل الحزب الحاكم.. حزب العمال المعارض يضغط لإجراء انتخابات مبكرة.. واستطلاعات الرأى تؤكد: "سوناك" وحزبه سيخسرون الانتخابات المقبلة رئيس الوزراء البريطانى - ريشى سوناك
الإثنين، 12 يونيو 2023 09:00 م
كتبت آمال رسلان

وقع رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك فى أزمة كبيرة بعد أن استقال 3 نواب لحزب المحافظين الذى يتزعمه من البرلمان، فى مقدمتهم رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون بعد تحقيقات جرت معه داخل المجلس التشريعى، حيث استغل حزب العمال المعارض الفرصة للانقضاض على حزب المحافظين على أمل أن يقتنصوا من سوناك قيادة بريطانيا.

 

الأزمة تفاقمت منذ يومين عندما أعلن بوريس جونسون استقالته من البرلمان تحت ضغط التحقيقات التى جرت معه، ويتوجب على لجنة التحقيق البرلمانية تحديد ما إذا كان جونسون قد كذب على البرلمان، عندما قال مراراً إن كل القيود الصحية المتعلقة بـ"كوفيد" جرى احترامها داخل مقر الحكومة البريطانية.

 

وقال جونسون: "أنا حزين جداً لمغادرة البرلمان - على الأقل فى الوقت الحالى - لكن قبل كل شيء، أشعر بالاستياء؛ لأننى أُجبرت على المغادرة بطريقة غير ديمقراطية".

 

واتهم جونسون اللجنة التى تترأسها النائبة العمالية هارييت هارمان بأنها أصدرت تقريرا، لم ينشر بعد، "مليئا بالمغالطات وتفوح منه رائحة الأحكام المسبقة"، من دون أن تتاح له "أى فرصة رسمية للاعتراض على ما يقولونه".

 

وتعليقا على استقالته، قالت لجنة التحقيقات إن جونسون "أضر بنزاهة البرلمان" من خلال تصريحاته. وأعلنت أنها ستجتمع الاثنين لتختتم عملها وأنها ستنشر تقريرها "سريعا".

 

كما تبع جونسون استقالة واحدة من أقرب حلفائه؛ وزيرة الثقافة السابقة نادين دوريس، التى كانت لا تزال نائبة، بينما استقال آخر يُدعى نايجل آدامز، ومن ثم ستكون هناك انتخابات محلية عالية الخطورة فى 3 دوائر انتخابية أو أكثر، فى حال توالت استقالات حلفاء جونسون، وخاصة فى دائرة جونسون فى شمال غربى لندن، حيث حصل على أغلبية لا تتجاوز بضعة آلاف صوت.

 

ووفقا للتحليلات البريطانية للوضع المتأزم، فإن رئيس الوزراء ريشى سوناك، الذى يتولى منصبه منذ أكتوبر أصبح يواجه اختبارات انتخابية يبدو أنها ستكون صعبة، فى وقت تُظهر استطلاعات الرأى تراجعاً كبيراً لحزب المحافظين الذى يتزعمه، بعد 13 عاماً متوالية فى السلطة. ففى بداية مايو حظى المحافظون بخسائر كبيرة فى الانتخابات المحلية بإنجلترا.

 

وعلى الفور استغل حزب العمال الأزمة للضغط على الحكومة لاتخاذ قرار حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، حيث طالب زعيم المعارضة البريطانية كير ستارمر، بإجراء انتخابات عامة، بعد استقالة 3 نواب من الحزب المحافظ من البرلمان، بينهم بوريس جونسون؛ على خلفية تحقيق "بارتى غيت"، أى الحفلات التى استضافها مقر الحكومة، فى انتهاك للقيود الصحية المتصلة بكورونا.

 

وقال ستارمر، الذى يتزعم حزب العمال، فى تغريدة على تويتر، إنه يتوجب على رئيس الوزراء ريشى سوناك الدعوة إلى انتخابات، والسماح للجمهور بتحديد رأيه فى 13 عاماً من فشل حزب المحافظين.

 

وأضاف أن "هذه المهزلة يجب أن تتوقف، والناس سئموا من حكومة حزب المحافظين الفاسدة ورئيس وزراء ضعيف لم يصوِّت له أحدًا".

 

وانتقد ستارمر، زعيم حزب العمال بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، بعد اتهامه بتضليل البرلمان حول تجمعات حدثت فى مقر مجلس الوزراء سواء فى داونينج ستريت أو تشيكرز، واعتبر أن الأخير عامل الجمهور بازدراء.

 

وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن حزب العمال لم يهدر أى وقت هذا الصباح مع بداية الأسبوع، فى استخدام الانتخابات الفرعية الوشيكة فى أوكسبريدج وساوث رويسليب لمطالبة المؤيدين باسقاط المحافظين، وفى رسالة بريد إلكترونى إلى المؤيدين، كتب كير ستارمر: "كان بوريس جونسون" يعتقد أنه فوق القانون. لقد عامل الشعب البريطانى بازدراء واحتفل بينما كانت الأمة حزينة، لدى حزب العمال الآن فرصة لتحقيق نصر تاريخي. فرصة من شأنها أن ترسل رسالة حقيقية حول نوع البلد الذى نريد أن نراه، حيث تكون اللباقة والاحترام مهمتان فى سياستنا."

 

وأضاف "يدرك ريشى سوناك رئيس الوزراء البريطانى أن هذه اللحظة حاسمة وسوف يلقى بكل قوته فيها. لا يمكننا أن ندع حزب المحافظين ينفقون علينا. لا يمكنهم الحصول على تلك الميزة. الفوز فى هذه المنافسة هو خطوة حيوية نحو حكومة حزب العمال المقبلة."

 

وقالت صحيفة دايلى اكسبرس انه :"مع سلسلة الهزائم المتتالية لحزب المحافظين، من الصعب أن نتصور كيف يمكن لأحد أن يفوز بهذه الانتخابات الفرعية"، متوقعه أن سلطة سوناك كرئيس للوزراء ستتبخر”، وتحدثت عن مشتعلة داخل حزب المحافظين، الذى أصبح تواجده فى السلطة مهددا بعد تراجعه بشكل كبير فى استطلاعات الرأى بسبب الأزمة الاقتصادية والتضخم.

 

وفى بيانه هاجم بوريس جونسون بعنف حكومة ريشى سوناك، وكتب "عندما تركت منصبى العام الماضى لم تكن الحكومة تسجل سوى تأخير ببضع نقاط فى استطلاعات الرأي. اليوم اتسعت هذه الهوة بشكل كبير"، وأضاف "حزبنا بحاجة ماسة إلى استعادة زخمه وإيمانه بما يمكن أن يفعله هذا البلد"، وقال "بعد سنوات قليلة فقط من الفوز بأكبر غالبية خلال نحو نصف قرن انتخابه فى 2019، بات واضحا أن هذه الغالبية مهددة الآن".

 

وكشف آخر استطلاع للرأى فى بريطانيا أجراه مركز "فوكالداتا" ومجموعة "الأفضل لبريطانيا"، إن حزب العمال البريطانى فى طريقه لتحقيق نصر ساحق فى الانتخابات العامة المقبلة، وقال الاستطلاع إن حزب كير ستارمر قد يفوز بـ 470 مقعدًا مقارنة بـ 129 مقعدًا للمحافظين.

 

واتخاذ القرار لعقد انتخابات مبكرة عادة من صلاحيات رئيس الوزراء، ولكن حتى وقت قريب لم يعد الأمر مقصورا على رئيس الوزراء. ففى 2011 مُرر قانون ألغى سلطة رئيس الوزراء فى الدعوة لانتخابات مبكرة وبدلا من ذلك وضعت هذه السلطة لدى مجلس العموم.

 

وبموجب ذلك، كان إجراء انتخابات مبكرة يُمكن حدوثه فى ظل ظروف محددة، مثل أن يوافق ثلثى أعضاء البرلمان على هذه الخطوة.

 

ومع هذا، وبعد فوزهم بانتخابات 2019 فإن المحافظين مرروا قانونا جديدا، ليلغى التشريع السابق ويستعيد سلطة رئيس الوزراء فى الدعوة إلى انتخابات، فى الوقت الذى يراه.


الأكثر قراءة



print