الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:54 م

سوناك يٌطهر حزبه من "المتحرشين".. حزب المحافظين البريطانى يستعد للانتخابات العامة بتطهير صفوفه.. الحزب شهد انتقادات شعبية بعد فضائح "تحرش جنسى" طالت نوابه بالبرلمان.. وقيود صارمة لقائمة المرشحين الجدد

سوناك يٌطهر حزبه من "المتحرشين".. حزب المحافظين البريطانى يستعد للانتخابات العامة بتطهير صفوفه.. الحزب شهد انتقادات شعبية بعد فضائح "تحرش جنسى" طالت نوابه بالبرلمان.. وقيود صارمة لقائمة المرشحين الجدد رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك
الإثنين، 22 مايو 2023 09:00 م
كتبت آمال رسلان

سلسلة من الفضائح الجنسية طاردت نواب حزب المحافظين البريطاني منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، وحتى الأشهر القليلة الماضية ساهمت في تشويه سمعته بالشارع البريطاني، بعد أن تورط أعضاء بارزين بالبرلمان ينتمون للحزب في قضايا مشينة، بدءًا من مشاهدة مواد إباحية داخل جلسات البرلمان، وصولاً إلى التنمر والاعتداء الجنسي المباشر، الأمر الذى دفع الحزب إلى إطلاق حملة تطهير واسعة بين صفوفة بعد أن فقد كثير من شعبيته.

تلك الحملة التي بدأها الحزب بشكل مكثف جاءت بعد ملل قيادات الحزب من العناوين المثيرة للفضائح، ليس هذا فقط بل إنها تأتى في وقت حساس للغاية، حيث يعمل المسئولون في الإدارة المركزية لحزب المحافظين على تعزيز إجراءات المراجعة لمرشحي البرلمان المحتملين قبل الانتخابات المقبلة، والتي من المتوقع على نطاق واسع أن تجرى في عام 2024.

صحيفة بوليتيكو أشارت إلى أن الهدف هو استبدال عدد من أعضاء البرلمان المحافظين المغادرين الذين - لأسباب متنوعة - وجدوا أنفسهم متورطين في فضائح، بجيل جديد وسلس من السياسيين الذين يتم فحصهم بدقة، وقالت آن جنكين، عضوة مجلس النواب المحافظ التى قادت الحملة لانتخاب مزيد من النائبات النساء، إن عملية الدخول إلى قائمة المرشحين ستكون "أكثر صرامة بكثير" وأنه "سيكون من الأصعب الانتقال إذا كان لديك تاريخ سلوك سيئ"، وأضافت: "القوى الحاكمة أصبحت أكثر وعيًا بكثير وأقل تسامحًا لقبول ذلك".

فيما أكد مستشار كبير في الحزب للصحيفة، أن هذا كان أمرًا مهمًا بينما يتجه جريج هاندز، رئيس حزب المحافظين، نحو هدف تحديد 100 مرشح لخوض الانتخابات المقبلة قبل حلول مؤتمر المحافظين السنوي في أكتوبر، قال المستشار: "نريد أن نضع أفضل الأشخاص في المقدمة ونضمن أنهم يمرون بعملية صارمة حقًا"، مشددًا على أن النظام يخضع لمراجعة مستمرة.

ومن بين الوقائع الشهيرة التي هزت حزب المحافظين النائب نيل باريش، الذي شاهد المواد الإباحية في مجلس العموم، وعمران أحمد خان المحكوم عليه بالاعتداء الجنسي على طفل، وديفيد واربورتون، الذي خضع للتحقيق من قبل هيئة الرقابة بالبرلمان بشأن ثلاث مزاعم تتعلق بسوء السلوك الجنسي تجاه النساء، في حين أوقف النائب عن حزب المحافظين، روب روبرتس، بعد أن توصل تحقيق مستقل إلى أنه تحرش جنسياً بأحد أعضاء فريق العمل.

ونقل مسئولين بالحزب أن التركيز في وقت سابق من قيادات الحزب كان على مهارات مثل المناظرات البرلمانية والعمل السياسى، في حين حاليا سيتم التركيز بشكل أكبر على اختبارات النفسية على الطراز الأمريكي، المصممة لاكتشاف المرشحين غير المناسبين للضغوط الفريدة للحياة البرلمانية.

ليس السلوك فقط بل النزاهة المالية أيضًا، حيث سيتم تطبيق مزيد من الفحوصات عن الخلفية المالية بإشراف مات رايت، المسؤول في اللجنة المركزية لحزب المحافظين، وهو مسؤول سابق في توظيف الأعمال، وذلك في محاولة لاكتشاف أولئك الذين مهتمون فقط بالشهرة، أو الذين لديهم سجلات سلبية قد تسبب ضررًا على سمعة الحزب في الانتخابات المقبلة.

ووفقا لخطة التصفيات الجديدة فسوف يتم تصنيف المرشحين الناجحين في إحدى الفئات الثلاث، الأولى "شاملة"، والتي تتيح لهم التقدم لأي مقعد في البلاد، والثانية "مهمة"، والتي تتيح لهم التقدم فقط لمقاعد في منطقة محددة - عادة حيث يعيشون – والفئة الثالثة تحت مسمى "تطوير"، وهي أدنى تصنيف، مما يعني أنهم يمكنهم الترشح فقط لمقاعد يتوقع أن يكون الناخبون غير محتمل أن يصوتوا فعليا لصالح الحزب المحافظ.

ونقلت الصحيفة أن مسئولوا اللجنة المركزية للحزب اضطروا عند توزيع المقاعد، إلى مراعاة التغييرات الحدودية المقبلة، مما يعني اختفاء بعض المقاعد "الآمنة" حتى الآن وإنشاء عدد قليل من المقاعد الجديدة التي ستشهد منافسة شرسة، وقد تم منع بعض النشطاء الذين تمت الموافقة عليهم سابقًا كمرشحين من الترشح تمامًا، وفقًا لعدة أشخاص يعرفون عن العملية.

ووفقًا لأحد المرشحين المحافظين: "يتحلى  أعضاء اللجنة المركزية للحزب بمزيد من الحذر في اختيارهم بعد تعرضهم لخيبة أمل في عام 2019. فإنهم يضغطون على الأشخاص المعروفين بالجنون".

ويبدو أن الحزب يتعلم من دروس 2019 بعد أن تعرض لخيبة أمل في عدد من أعضائه، وإذا تمت الانتخابات العامة في عام 2024، فإنها ستكون الانتخابات الأولى خلال تسع سنوات تجري في نهاية دورة برلمانية "عادية" تستمر لمدة خمس سنوات، حيث أن بريطانيا خاضت انتخابات مفاجئة في 2017 دعت لها رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، ثم انتخابات مفاجئة آخرى في 2019 دعا لها رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.

وقبل تلك الانتخابات المتتالية اضطر الحزب وقتها لعملية اختيار لم تخضع لتدقيق شامل لضيق الوقت، حيث تسابق رؤساء الحزب لإيجاد مرشحين مناسبين في الوقت المناسب، وبالنسبة لحزب المحافظين، تفاقمت المشكلة في عام 2019 بفوز جونسون الساحق فيما بعد، حيث فاز العديد من المرشحين المحافظين في مقاعد لم يعتبرها المسؤولون الحزبيون فعلاً ممكنة للفوز، ولعدم اختيارهم بعناية اضطر بعض هؤلاء النواب الجدد في وقت لاحق للاستقالة بعد تورطهم في فضائح خطيرة.

ليست فقط السلوك الجنسى ولكن أيضا الشخصيات االنرجسية ستكون خارج قائمة المرشحين، حيث قام الحزب بإضافة مراحل تصفية جديدة من خلال دعوة المرشحين المحتملين للموافقة أو عدم الموافقة على بعض العبارات مثل "أنا حقًا أستمتع بأن أكون محور الاهتمام" و"أنا دائمًا أول من يقترح حفلة"، وتشمل التمارين الأخرى إعداد بيان صحفي حول تطور محلي، مثل مزرعة الرياح، وإلقاء محاضرة لمدة خمس دقائق حول موضوع متصل يثير اهتمامهم.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتشكيل فريق قوي من المرشحين، يعترف مسئولو الحزب بأن هناك حدًا لما يمكنهم فعله، والضغط لتحسين عملية اختيار المرشحين لا يأتي فقط من الأعلى ولكن أيضًا من الأسفل، حيث إن الجمعيات المحلية كانت مستاءة من الطبيعة السريعة والمركزية لعملية اختيار النواب عام 2019.


print