ناقش كل من مجلسي النواب والشيوخ على المشكلات التى يتعرض إليها جيش مصر الأبيض خلال دور الانعقاد الماضية، التى تشمل تدنى أجورهم المادية والاجتماعية، فضلا عن تعرضهم للاهانة والمضايقات من أهالى المرضى في بعض الأحيان، لاسيما بعد دورهم الكبير الذى سطر في التاريخ خلال تفشي جائحة كورونا قبل ثلاثة أعوام، شَكلت تلك الضغوطات المتلاحقة عبء على الأطباء الأمر الذى دفع الكثير منهم للهجرة دون رجعة بعد تدنى الأوضاع المادية، مما دفع " البرلمان" لفتح ملف أجور الأطباء من جديد أملاً في الحفاظ على ماتبقى لنا من ثروة بشرية لايمكن الاستغناء عنها.
وفي هذا السياق، أكد أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، وزير الصحة الأسبق، أن التأمين الصحى الشامل كان حلما كبيرا وتحقق فى مصر بالتطبيق فى 2021 فى المرحلة الأولى.
وتابع حاتم: لكن من المهم أن تعمل الحكومة على الإسراع فى تطبيقه بالمراحل الأخرى حتى يتم الانتهاء منها فى الـ10 سنوات التى قررها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لافتا إلى أنه دعما للأطباء فى مصر لابد أن نكون أمام عمل لائحة موحدة للبدلات والرواتب بدلا من اللوائح الكثيرة مع الوضع فى الاعتبارات الخاصة بالتخصصات مع عمل تسعيره موحدة للخدمات الصحية على أرض الواقع.
وأكد أهمية أن نكون أمام دعم أكبر للأطباء من خلال الدعم المادى باللائحة الموحدة، حتى يتم عملها قياسًا على التأمين الصحي الشامل الذى يحصل فيه الطبيب على 20 ألف جنيه، مع ضرورة العمل على الانتهاء من الشهادة الموحدة الخاصة بالتدريب من خلال المجلس الصحى المصرى مع العمل على إصدار قانون المسئولية الطبية حفاظا على الأطباء والذى لا يزال أمام وزارة العدل حتى الآن.
وأكد أن هناك حاجة للتعاقد بين التأمين الصحى والمستشفيات الجامعية والقطاع الخاص لتقديم خدمات طبيب الأسرة، وهو أمر متبع فى كل دول
ومن جانبه قال النائب يسرى المغازي، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن أزمة عجز الأطباء التي ظهرت منذ جائحة فيروس كورونا، تحتم علينا ضرورة التحرك ووضع خطة لسد هذا العجز، في ظل تفشى العديد من الأوبئة العالمية الخطيرة، التي تتابعها بدقة منظمة الصحة العالمية، لافتا أن على الحكومة أن تضع المنظومة الصحية من أولوياتها لأنها تمس ملايين المصريين.
وأشار رئيس لجنة الشئون العربية، في تصريحات خاصة لـ"برلماني"، أن الآلاف من الطباء قرروا الهجرة واختيار السفر في بلدان أخرى، الأمر الذى تسبب في عجز في أعدادهم وبالتالي تأثرت المنظومة الصحية على نحو كبير، لذا فلابد من وضع حلول عاجلة تتمثل في العمل على تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية للطبيب المصرى، حتى يسترد مكانته التي اعتاد عليه، مؤكدا على ضرورة حل الأزمات التي تواجه شباب الأطباء في بداية حياتهم، والعقبات التي تواجههم في مسيرتهم العلمية
في حين قالت النائبة صفاء جابر عيادة، عضو مجلس النواب، إن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة موجة غير مسبوقة من هجرة الكوادر الطبية، والأطباء إلى الخارج، وهو ما يدق ناقوس الخطر ومخاوف من تأثيرات هذه الموجات من الهجرة على المنظومة الصحية فى مصر ومستوى الخدمات المقدمة للمرضى والتى تعانى فى الأساس نقصًا شديدًا فى الجودة، وهو ما يمثل نزيفًا متواصلًا، وإهدار للطاقات بعدما أصبحت بعض الدول مثل ألمانيا، وإنجلترا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وسنغافورة، دولًا جاذبة للطبيب المصرى، بعد أن كانت دول الخليج العربى الأكثر جذبًا.
وأضافت، أن ظاهرة هجرة الأطباء إلى الخارج تعد من أخطر التحديات التى تواجه تطوير المنظومة الصحية، وتحسين الخدمات الطبية فى مصر، والتى تعود لعدة أسباب منها عوامل داخلية يأتى على رأسها قلة التقدير المعنوى، إضافة إلى ضعف الرواتب والأجور، والمناخ الملائم للعمل، ومستوى الخدمات والرفاهية المقدمة لهم فى الدول الجاذبة، ولفتت، إلى أن خريجى كليات الطب بلغ حوالى 9000 طبيب سنويًا، فى حين يعمل أكثر من 60% من الأطباء المصريين خارج البلاد.
وطالبت عضو مجلس النواب، بتدخل حكومى عاجل لوقف نزيف هجرة شباب الأطباء، فى ظل حالة من العجز الكبير فى عدد الأطباء، وقلة أعداد الطلاب المقبولين فى كليات الطب، ما يهدد مستقبل الرعاية الطبية فى مصر، فى ظل ما تشير إليه بعض الإحصائيات هجرة ما يقرب من 110 آلاف طبيب، وهو ما يمثل نصف عدد الأطباء المقدرة أعدادهم بحوالى 215 ألف طبيب، وهو ما يعنى 10 أطباء لكل 10 آلاف مواطن فيما يصل المعدل العالمى إلى 32 طبيبًا لكل 10 آلاف مواطن.
كما أكد النائب محمد سليم، عضو مجلس الشيوخ، أن رواتب الأطباء خاصة الشباب متدنية للغاية ولاتكفي مصروفهم البومي، فكيف علينا إقناع هذه الكوادر بالاستمرار في العمل في ظل تراجع ملحوظ لهذه الأجور، لذا فإن فرصة الحصول على هجرة والعمل بالخارج فرصة يسعى إليها كل طبيب ، الأمر الذى يضعنا أمام أزمة حقيقية خلال السنوات القادمة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، خلال تصريحات خاصة لموقع برلمانى، إلى أهمية الالتفات لهذا الملف وهو أجور الأطباء، والعمل على زيادة أجورهم بما يتلائم مع الظروف المعيشية والاجتماعية الراهنة، حتى نتمكن من الحفاظ على تلك الثروة، قبل أن تنفذ دون ان نشعر بسبب الأوضاع الخاطئة.