على أبواب روسيا يجتمع قادة حلف الناتو فى العاصمة الليتوانية فيلنيوس حيث قمة تستمد أهميتها من توقيت عقدها والملفات المطروحة على طاولة الزعماء، حيث توجيه رسالة دعم إلى كييف، فى حين تهدف أوكرانيا لتلقى التزامات بشأن عضوية مستقبلية في التحالف.
ويجتمع الزعماء مع الدولة الحدودية لروسيا وسط اجراءات أمنية مشددة، حيث نشرت ألمانيا أنظمة صواريخ باتريوت وفرنسا طائرات مقاتلة لحراسة الأجواء، وتوافد قادة دول الحلف إلى العاصمة الليتوانية فيلينوس لحضور قمة تعقد يومي 11 و12 يوليو لمناقشة عضوية السويد ومستقبل علاقة الحلف بأوكرانيا.
ومن خلال تحديد خططه الإقليمية، سيقدم الحلف أيضا إرشادات للدول حول كيفية ترقية قواتها والجوانب اللوجستية.
والحاجة إلى تمويل هذا التحول الأساسي هو أحد الأسباب التي دفعت القادة إلى رفع هدف الإنفاق العسكري للتحالف، مما يجعل الهدف الحالي المتمثل في 2% من الناتج المحلي الإجمالي هو الحد الأدنى المطلوب.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، “سنؤكد التزامنا بدعم أوكرانيا عسكريا لاستعادة أراضيها”، مشيرا إلى أن قمة الناتو سترسل إشارة واضحة بدعم كييف للحصول على عضوية الحلف.
كما أوضح أن الخطاب النووي الروسي خطير ومتهور، مضيفاً “سنراقب عن كثب ما تقوم به روسيا على الصعيد النووي”.
وتابع “ندين خطط روسيا لنشر رؤوس نووية في بيلاروسيا”، داعياً موسكو إلى سحب قواتها من محطة زابوريجيا النووية.
وقال ستولتنبرج “لم نرصد أي تغيير في تحركات روسيا النووية يستدعي تدخلا من الناتو”.
كما يتوقع أن يتوجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إلى فيلنيوس لحضور القمة التي تستمر يومين، حيث سيطرح قضية حق كييف في الانضمام إلى التحالف العسكري عند انتهاء غزو الكرملين.
وقال زيلينسكي في كييف عشية الاجتماع “أوكرانيا تستحق أن تكون في التحالف. ليس الآن لأن هناك حربا جارية، لكننا في حاجة إلى إشارة واضحة”.
ويتوقّع أن يقدم التحالف العسكري الغربي دعمه الكامل لكييف للانتصار في الحرب لكن دوله الأعضاء منقسمة حول مسألة إلى أي مدى يجب المضي في السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى صفوفه.
ففي حين دفعت الدول المجاورة لأوكرانيا من أجل تحديد جدول زمني واضح، فإن الدول ذات الوزن الثقيل في التحالف مثل الولايات المتحدة وألمانيا متردّدة في ذلك.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إنه لا يوجد اتفاق لمنح كييف عضوية في التحالف فيما تحتدم الحرب مع روسيا لأن من شأن ذلك أن يجر الناتو مباشرة إلى الصراع.
وقال بايدن لشبكة “CNN”، “لا أعتقد أن هناك إجماعا في حلف شمال الأطلسي بشأن انضمام أوكرانيا إلى أسرة الأطلسي من عدمه حاليا”.
والثلاثاء، أعلن البيت الأبيض أن الحلف سيعرض مسارا يتيح في نهاية المطاف انضمام أوكرانيا الى صفوفه، لكن من دون تحديد "جدول زمني" لذلك.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان إن الحلف الذي بدأ اجتماع قمة في فيلنيوس، سيحدد "مسار إصلاح لأوكرانيا"، لكن "لا يمكنني تحديد جدول زمني لذلك".
وأوضح المسؤول الأمريكى أن الرئيس بايدن سيلتقي نظيره الأوكراني في العاصمة الليتوانية اليوم .
وأفاد تقرير لصحيفة بيلد الألمانية، بأن ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، سترفضان طلب عضوية أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي الناتو، في قمة الحلف المقبلة المقرر عقدها على مدار يومين في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
وذكرت بيلد الألمانية نقلا عن مصادر، أن برلين وواشنطن ستضغطان لإعلان بيان ختامي في قمة الناتو يقتصر على مواصلة دعم أوكرانيا.
وذكرت مصادر في الحكومة الألمانية، أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الناتو، لن توجه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام للحلف خلال قمة الناتو.
وقالت المصادر في برلين: الوقت لم يحن بعد لدعوة أوكرانيا لاتخاذ خطوات ملموسة نحو العضوية، ولا يوجد إجماع بين الحلفاء على ذلك أيضا.
وترى ألمانيا أن التركيز يجب أن يكون الآن على مساعدة أوكرانيا في الوضع الحالي بطريقة ملموسة للغاية، فيما أشارت المصادر إلى أن ألمانيا تضطلع بدور خاص باعتبارها ثاني أكبر داعم لأوكرانيا في توريد الأسلحة.
وأضافت المصادر أنه من المقرر تكثيف الشراكة مع أوكرانيا من خلال تأسيس مجلس يضم حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، والذي من المقرر أن يجتمع أربع مرات سنويا، ومن المقرر عقد الجلسة الأولى خلال قمة فيلنيوس.
من جهتها، هددت روسيا، بأنها ستتخذ إجراءات مضادة حال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، وقالت إن ذلك سيؤدي إلى عواقب سلبية للغاية على الهيكل الأمني الأوروبي المدمر جزئيا بالفعل، كما سيعد خطرا مطلقا وتهديدا لبلادنا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إن اتخاذ مثل هذه الخطوة سيتطلب ردا قويا وواضحا من جانب روسيا.
وأضاف أن الكرملين يدرك أن هناك مباحثات بين أعضاء الناتو حول انضمام أوكرانيا قبل قمة الحلف التي ستعقد في ليتوانيا يومين وأن هناك وجهات نظر متباينة حول هذه المسألة.
ووفقا لوكالة رويترز، قال ثلاثة دبلوماسيين إن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» توصلت، إلى اتفاق حول خطط توضح بالتفصيل كيف سيرد الحلف على هجوم روسي.
ويشير ذلك إلى تحول كبير، إذ إن هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها الحلف مثل هذه الخطط منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.
ولم يشهد الحلف، على مدى عقود، حاجة إلى خطط دفاعية واسعة النطاق وقام بتدخلات عسكرية أصغر في أفغانستان والعراق وشعر بالاطمئنان إلى أن روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي لم تعد تشكل تهديدا وجوديا.
فى حين أصبح انضمام السويد للناتو شبه محسوم، حيث قال وزير خارجية المجر بيتر سيارتو، بينما كان متوجهاً لحضور قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليتوانيا إن تصديق المجر على طلب السويد الانضمام للحلف هو مجرد مسألة فنية، مضيفاً أن حكومة بلاده تؤيد انضمام السويد.
وجاءت تعليقات سيارتو بعدما وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين، على إحالة طلب السويد إلى البرلمان التركي للتصديق عليه.
وتركيا والمجر هما البلدان الوحيدان اللذان لم يصدقا على عضوية السويد.