من واحة الفرافرة، وتحديدًا فى "سهل بركة"، انطلقت أولى الخطوات الحاسمة نحو مستقبل التنمية المستدامة لإنشاء نموذج للريف المصرى الحديث ومعالجة المشاكل التى تصيب الرقعة الزراعية عن طريق العمل على زيادتها، وكانت هذه هى البداية فى أولى خطوات المشروع الكبير الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عام 2014 لاستصلاح وزراعة مليون ونصف فدان على مستوى الجمهورية، لتقليل الفجوة الغذائية وزيادة مساحة الأرض المأهولة بالسكان من خلال تشييد مجتمعات سكنية مجهزة بأحدث التقنيات حول المناطق الزراعية.
يشكل مشروع المليون ونصف فدان، إضافة لمجال تنمية التجمعات العنقودية المعنى بتعبئة وصناعة الأغذية والمشروبات بجانب التنمية الزراعية التى تمثل عصب المشروع، ويتميز هذا المشروع بإنه يهدف إلى خلق مجتمعات سكنية لاستقطاب المستثمرين الأجانب والعمالة المحلية ،كما يتم توفير خدمات تعليمية وطبية فى محيط تلك المناطق، فهو من المشاريع الرائدة فى مجال التنمية الزراعية لتأمين الغذاء وإنشاء مجتمعات عمرانية وخلق فرص عمل لقطاع الشباب، من خلال العمل على طرح أراضى لهم وتقديم تسهيلات للمستثمرين.
وفى هذا الإطار، كشف تقرير حديث صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن آخر التطورات التى شهدها مشروع المليون ونصف فدان، حيث أكد الجهاز فى تقريره، أن إجمالى المساحات المستصلحة بهذا المشروع وصلت لنحو 537.1 ألف فدان حتى نهاية العام المالى 21/2022، منها 136.5 ألف فدان مساحة منزرعة، و 154 ألف فدان مساحة مقام عليها مشروعات للثروة الحيوانية من إنتاج ألبان وتسمين وتربية أغنام ومواشى، كما لفت الجهاز إلى ارتفاع مساحة الأراضى المقام عليها مشروعات للثروة الحيوانية خلال العام المالى الماضى، مقارنة بالعام السابق له، بنسبة 13.2%.
وأشار الجهاز فى تقريره الصادر حديثًا فى إطار النشرة السنوية لاستصلاح الأراضى التى يصدرها الجهاز كل عام، إلى إجمالى مسـاحة الأراضى المستصلحة خلال عام 21/22 فقط، والتى بلغت 163.2 ألف فدان، مقابل 87.1 ألف فدان عام 2020/2021 بنسبة زيادة قدرها 87.3%، ويرجع ذلك إلى زيادة مساحة الأراضى المستصلحة بشركات القطاع الخاص خلال هذا العام "21/22"، كما لفت الجهاز إلى احتلال شركات القطاع الخاص، المركز الأول فى حجم مساحات الأراضى المستصلحة فى مشروع المليون ونصف فدان خلال العام المالى المشار إليه "21/22".
وذكر الجهاز، أن مساحة شركات القطاع الخاص المستصلحة خلال العام المالى 21/22، بلغت 133 ألف فدان بنسبة 81.4% من إجمالى المساحات المستصلحة هذا العام والبالغة 163.2 ألف فدان كما هو مذكور عاليًا، تلاها مساحة الأراضى المستصلحة من قبل الجمعيات التعاونية، والتى بلغت 25.4 ألف فدان بنسبة 15.5%، ثم الهيئة العامة للتعمير والتنميـة الزراعية بمساحة 5 آلاف فدان بنسبة 3.1%، من إجمالى مساحة الأراضى المستصلحة عام 21/2022.
ومن المعروف عن مشروع المليون ونصف فدان، إنه يشمل مساحات واسعة، متركزًا فى الصعيد وسيناء والدلتا وجنوب الوادى، وتحديدًا فى 8 محافظات، هى: "أسوان والمنيا ومطروح والوادى الجديد وقنا والإسماعيلية والجيزة وجنوب سيناء"، وقد تم اختيار تلك المحافظات بناءً على قربها من شبكة الطرق القومية والمناطق الحضارية وخطوط الاتصال بين المحافظات وتوافر كل من البنية الأساسية والخدمات بتلك المناطق.
وحول ذلك، أوضح جهاز الإحصاء، أنه خلال العام المالى 21/2022، احتلت محافظة مطروح الترتيب الأول من حيث المساحات المستصلحة ضمن مشروع المليون ونصف فدان على مستوى الجمهورية والمحافظات المنفذ بها هذا المشروع المذكورة سابقًا، حيث بلغت المساحة المستصلحة بها 198.1 ألف فدان بنسبة 36.9%، تلاها محافظة المنيا بمساحة 175.6 ألف فدان بنسبة 32.7%، ثم محافظـة الوادى الجـديد بمساحة 17.6 ألف فدان بنسبة 3.3%، تلاها محافظة أسوان بمساحة 55 ألف فدان بنسبة 10.2%.
ومن الجدير بالذكر، أن مشروع المليون ونصف فدان، تم تقسيمه على 3 مراحل، المرحلة الأولى منه تضم 9 مناطق تروى بالمياه الجوفية بإجمالى مساحة 500 ألف فدان، وهى كالتالى: "الفرافرة القديمة بمساحة 30 ألف فدان، الفرافرة الجديدة بمساحة 20 ألف فدان، منطقة المغرة بمساحة 135 ألف فدان، امتداد الداخلة بمساحة 20 ألف فدان".
بينما توجد مناطق تروى سطحيًا، وهى: "قرية الآمل بمساحة 3.5 ألف فدان، توشكى بمساحة 143 ألف فدان، منطقة غرب المراشدة بمساحة 25.5 ألف فدان، 18 ألف فدان أخرى بذات المنطقة (المراشدة)"، وأخيرًا يوجد بتلك المرحلة 25 ألف فدان رى آبار و 80 ألف فدان تروى بالمياه الجوفية، علاوة على، وجود مساحات سيتم زراعتها بواسطة المحاصيل الإستراتيجية.
أما المرحلة الثانية، والتى تضم 7 مناطق بمساحة قدرها 490 ألف فدان يتم ريها بالمياه الجوفية، تتمثل فى المناطق التالية: "منطقة الفرافرة القديمة بمساحة 120 ألف فدان، منطقة الفرافرة الجديدة بمساحة 20 ألف فدان، منطقة غرب كوم إمبو بمساحة 25 ألف فدان، المغرة بمساحة 35 ألف فدان، غرب المنيا بمساحة 140 ألف فدان، شرق سيوة بمساحة 30 ألف فدان، جنوب شرق المنخفض بمساحة 90 ألف فدان".
وعن المرحلة الثالثة، فهى تضم 5 مناطق تروى بالمياه الجوفية، وتمتد لنحو مساحة 510 آلاف فدان وتتمثل تلك المناطق فى: "الفرافرة القديمة بمساحة 40 ألف فدان، منطقة الطور بجنوب سيناء بمساحة 20 ألف فدان، امتداد جنوب شرق المنخفض بمساحة 50 ألف فدان، غرب المنيا بمساحة 250 ألف فدان، منطقة غرب 2 بمساحة 150 ألف فدان".
كما تجدر الإشارة أيضًا، إلى مستهدفات هذا المشروع "المليون ونصف فدان"، والتى يأتى أولها، فى، زيادة مساحة الرقعة الزراعية إلى 9.5 مليون فدان بدلاً من 8 ملايين فدان حاليًا بنسبة ارتفاع 20%، هذا بالإضافة إلى، إعادة هيكلة الريف المصرى لتكون نواته مجموعة قرى نموذجية تعالج مشكلات الماضى من خلال توسيع الحيز العمراني لاستيعاب الزيادة الطبيعية فى نمو السكان، وذلك عن طريق إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة وعصرية، والتى ستؤدى بدورها إلى زيادة المساحة المأهولة من 6% إلى 10%.
كما يستهدف المشروع، الإستفادة القصوى من موارد مصر فى المياه الجوفية، وزراعة المحاصيل التى تساعد على سد الفجوة الغذائية والتى تدر عائد مالى ضخم للبلاد، علاوة على، زيادة صادرات مصر من المحاصيل الزراعية لتصل إلى 10 ملايين طن فى السنة، وإقامة صناعات مرتبطة بكل من النشاط الزراعى والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية، هذا بجانب، تمكين الشباب عن طريق خلق فرص عمل حيث يوفر مشروع المليون ونصف فدان أكثر من 25 ألف فرصة عمل.