وزارة الصحة
بين عشية وضحاها، انقلبت الأوضاع داخل نجع سندل بقرية العليقات التابعة لمدينة قوص بمحافظة قنا، عقب ظهور أعراض مرضية متشابهة لدى عديد من أهالي القرية، إذ أصيب كثيرون بارتفاع في درجة الحرارة، وآلام بالعظام، وحالة إعياء، الأمر الذي دفع وزارة الصحة لإتخاذ إجراءتها، وإصدار بيانًا لها، عن الوضع في قنا والإصابات بحمى الضنك، حيث وجهت فرق مركزية للقرية لمتابعة وتقييم الموقف والقيام بالتقصيات الميدانية لمناظرة الحالات المشتبه بها وعمل التقصي الميداني وأخذ العينات البيئية وتحديد السبب المحتمل للحدث، واتخاذ الإجراءات الوقائية.
وأشارت إلى أنه أظهرت النتائج المعملية لعينات الدم المسحوبة من الحالات المرضية من خلال فحص الأجسام المضادة، وفحص الحمض النووي، إيجابية بعض العينات لمرض حمى الضنك (الحمى المؤلمة للعظام).
بدوره كشف الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، تفاصيل حالة الأهالي في قرية العليقات بمحافظة قنا بعد تعرض بعضهم لما يسمى بـ حمى الضنك، مشيرا إلى أن المرض تحت السيطرة حتى اللحظة، وتم إجراء تحاليل على أكثر من 60 مريضا، بالإضافة إلى تحليل المياه في القرية.
كما قال أشرف أبو الفضل، عضو مجلس النواب عن دائرة قوص بمحافظة قنا، إن وزارة الصحة سارعت بإرسال فريق من الطبي الوقائي لقرية العليقات لمتابعة حالة المصابين، والتعرف على أسباب العدوى، كما أرسلت حملة مكبرة لتطهير الشوارع والمرافق والأماكن العامة بالقرى، وتوعية الأهالي بأية أسباب من شأنها انتشار المرض.
وقال إنه تم التعامل مباشرة مع المرضى، ويتم حاليا رش القرية بالكامل من مطهرات ومبيدات، لافتا إلى أنه جرى سحب العينات من المصابين ، والأهالي ذكروا في روايات متعددة أن المرض انتقل إليهم أثناء سفر البعض إلى مدن البحر الأحمر القصير وسفاجا ورأس غارب وهناك منتشرة ما يسمى بحمى الضنك.
ولفت إلى أن المصاب يتعالج في فترة زمنية لا تتعدى الأسبوعين بحسب مناعة ومكافحة الجسم للمرض ولكن بكل الأحوال المرض غير مقلق والانتشار نتيجة الاختلاط الكبير في قري الصعيد بين الأهالي بشكل كبير.
الأمور تحت السيطرة "
وكشف النائب مصطفى بكري، تفاصيل المرض الغامض، المعروف بحمى الضنك، قائلًا إنه حدث منذ عدة أسابيع وأثار القلق حول سبب انتشاره بين العديد من الأسر في القرية.
وقال إنه قامت مديرية الشئون الصحية بأخذ عينات من 60 شخصاً مصابين بحمى الضنك، ووصلت إلى المعامل المركزية من أجل تحليلها على أن تظهر نتيجتها خلال 48 ساعة من فحصها، مضيفًا:"وزير الصحة أكد أن هذا المرض لا ينتقل بالعدوى من شخص لآخر، وأن السبب الرئيسي لانتشار حمى الضنك هو المياه الملوثة والصرف الصحي والبعوض، لكن يتوقف الناس أمام حدث في القصير وسفاجا في فترة من قبل، وقيل إن شبابًا من القرية ذهبوا إلى سفاجا وعادوا حاملين للمرض".
كما أكد بكري أن هذه القرية انضمت إلى مبادرة حياة كريمة ويتم تطوير الوحدة الصحية هناك، وتم توقيع الكشف الطبي بوجود طبيب كبديل حتى انتهاء تطوير الوحدة، وتواصلنا مع الفريق الطبي وتأكدنا من أن الأمور تحت السيطرة.
وقال إن هناك أكثر من 200 شخص من قرية العليقات بمحافظة قنا مصابون بهذا المرض وتشير أعراضه المتمثلة بارتفاع درجة الحرارة وشعور بالتكسير في العظام والكسل الشديد، تؤكد جميعها حدوث مرض حمى الضنك.
رفع درجات الاستعداد
كما أكدت الدكتورة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن زيارة الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، لمحافظة قنا أدت إلى استقرار وهدوء الوضع بشكل كبير، فيما يتعلق بمرض حمى الضنك.
وذكرت أنها ناشدت الدولة رفع درجة الاستعداد في المستشفيات، وتوفير المستلزمات، إذا كانت هناك احتمالية لتحول المرض الغامض في قنا إلى وباء، مضيفة أنها شددت على أهمية استعداد الطاقم الطبي مع الحالات وفقًا للبروتوكول العلاجي.
وشددت على أن الحفاظ على الأمن العام أمر مهم جدًا، خاصة بعد ما مر به المواطن من أزمات صحية بسبب جائحة كورونا، معقبة: "المواطنون لديهم خلفية سيئة عند الإصابة بدور حرارة أو إنفلونزا، ولا يمتلكون الدراية الكافية التي تمكنهم من تمييز المرض".
