لا تزال الفوضى تسود قطاعى النقل والصحة فى المملكة المتحدة وخاصة إنجلترا، حيث يستمر موظفو السكك الحديدية والأطباء فى المشاركة فى الإضرابات والتصعيد للضغط على حكومة ريشى سوناك من أجل تحسين الأجور والأوضاع، فى الوقت الذى يتمسك فيه الوزراء بموقفهم بعدم الاستجابة بسبب التضخم.
ويواجه ركاب السكك الحديدية فى جميع أنحاء بريطانيا يومًا آخر من الخدمات المحدودة والمعطلة، حيث تنظم النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل إضرابًا ثانيًا لمدة 24 ساعة فى غضون ثلاثة أيام فى نزاع الأجور المستمر منذ فترة طويلة، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن الخدمات بدأت فى وقت متأخر من السبت وتنتهى فى وقت مبكر من الليلة مع جداول زمنية مخفضة فى جميع أنحاء إنجلترا على وجه الخصوص، حيث يشارك حوالى 20 ألف موظف قطار يعملون لمشغلين متعاقدين مع وزارة النقل (DfT) فى الإضراب.
وتزامن الإضراب مع اليوم الأخير من توقف سائقى القطارات فى نقابة "أسليف" عن العمل الإضافى لمدة أسبوع، مما أدى إلى تفاقم الاضطراب للمسافرين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتعين على الركاب الذين يجبرون على ركوب السيارات والحافلات التعامل مع الطرق المزدحمة للغاية، حيث من المتوقع أن تصل حركة المرور فى العطلات من بداية العطلات المدرسية فى إنجلترا وويلز إلى ذروتها يوم السبت، وفقًا لتوقعات منظمة السيارات.
وسيطبق معظم مشغلى القطارات الـ 14 المتأثرين تقريبًا نصف جداولهم الزمنية العادية، على الرغم من وجود اختلافات واسعة فى مستويات الخدمة. كما ستؤثر الإضرابات على القطارات العابرة للحدود التى تخدم ويلز واسكتلندا، حيث لا يوجد خلاف مباشر على الموظفين.
وستعمل معظم خدمات السكك الحديدية الرئيسية فى المطارات طوال النهار، فى واحدة من أكثر عطلات نهاية الأسبوع ازدحامًا لمغادرة الرحلات الجوية من المملكة المتحدة.
فيما استمرت إضرابات قطاع الصحة، حيث انتهى مستشارو هيئة الخدمات الصحية الوطنية فى إنجلترا من يومين من الإضراب يومى الخميس والجمعة حول الأجور مع الحكومة. وسيضربون مرة أخرى لمدة 48 ساعة قرب نهاية الشهر المقبل.
وكشفت صحيفة "الجارديان" فى تقرير حصرى لها أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تخسر كبار الأطباء لصالح دول مثل أيرلندا وأستراليا والإمارات لأنهم يستطيعون مضاعفة رواتبهم والتمتع بظروف عمل أفضل.
وأوضحت الصحيفة أن القادة الطبيين قلقون بشأن الهجرة الجماعية المتزايدة للأطباء والجراحين ذوى الخبرة الهائلة إلى أنظمة الرعاية الصحية الأجنبية. ويختار عدد متزايد من الاستشاريين فى منتصف العمر حياة جديدة فى الخارج، مما يؤدى إلى تفاقم أزمة القوى العاملة فى هيئة الخدمات الصحية.
وتمكن القائمون على التوظيف الطبى العالمى لسنوات من إغراء صغار الأطباء بالابتعاد عن هيئة الخدمات الصحية، لأنهم أصغر سناً ولديهم أسباب أقل للبقاء فى المملكة المتحدة.
لكن القادة الطبيين قلقون بشكل متزايد بشأن الاتجاه الناشئ لكبار الأطباء، وفى بعض الحالات الأشخاص الذين لديهم عدة عقود من الخبرة، حيث يتركون هيئة الخدمات الصحية والمملكة المتحدة تمامًا.
قال سيمون والش، نائب رئيس لجنة الاستشاريين فى الجمعية الطبية البريطانية، أن الأعداد المتزايدة تميل إلى الحصول على وظائف فى الخارج بسبب مقدار الأموال التى يمكن أن تكسبها وظروف العمل المتفوقة فى كثير من الأحيان.
قال والش، استشارى طب الطوارئ، إنه تلقى رسائل بريد إلكترونى أسبوعية تدعوه للتقدم لوظائف مربحة فى الشرق الأوسط وأماكن أخرى.