الجمعة، 22 نوفمبر 2024 05:14 م

"إسرائيل لن تهدأ".. ليلة ساخنة فى تل أبيب بعد إقرار قانون يُقيد صلاحيات القضاء.. احتجاجات شعبية وإضراب للطيران.. والصحف الإسرائيلية تتشح بالسواد.. المعارضة: نتنياهو يدفعنا لحرب أهلية

"إسرائيل لن تهدأ".. ليلة ساخنة فى تل أبيب بعد إقرار قانون يُقيد صلاحيات القضاء.. احتجاجات شعبية وإضراب للطيران.. والصحف الإسرائيلية تتشح بالسواد.. المعارضة: نتنياهو يدفعنا لحرب أهلية صحف إسرائيل
الأربعاء، 26 يوليو 2023 12:00 ص
كتبت آمال رسلان
احتجاجات واشتباكات مع الشرطة.. اضراب فى عدد من القطاعات الحيوية.. وصحف تتشح بالسواد.. وتحذيرات المعارضة من حرب أهلية.. تلك هى المشاهد التى استيقظت عليها إسرائيل بعد ليلة عاصفة داخل الكنيست، انتهت بإقرار تشريع يدعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويحد من صلاحيات القضاء فى البلاد.

ويبدو أن إسرائيل لن تهدأ قريبا، فرغم تمرير القانون فى الكنيست إلا أن مستوى الغضب الشعبي والسياسى ارتفع خلال الساعات الماضية، بلغ الغضب إلى حد تحذير بعض السياسيين من اندلاع حرب أهلية بسبب رغبات رئيس الوزراء المتطرفة.
 
واتشحت الصفحات الأولى للعديد من الصحف الإسرائيلية الرئيسية الصادرة، الثلاثاء، باللون الأسود، احتجاجًا على تمرير "الكنيست"، قانون "تقليص المعقولية" المثير للجدل، بأغلبية 64 صوتا.
 
وظهرت الصفحات الأولى لصحف يديعوت أحرونوت وكلكاليست وهآرتس ويسرائيل هيوم بصفحات سوداء لا تحتوي إلا على اسم الصحيفة.
 
وتم تذييل الصفحات بكتابة عنوان رئيسي هو "يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية"، وذلك في نص أبيض صغير في الأسفل، في إشارة إلى موافقة الكنيست على التعديلات القضائية.
 
وكتب في الصفحة الثانية، بأحرف بيضاء على خلفية سوداء وزرقاء، عبارة "قاطرة إسرائيل لن تستسلم أبدا"، فيما احتوت الصفحة الثالثة على الصفحة الأولى الأصلية.
 
وفى الشارع لم تهدأ الاحتجاجات الشعبية في إسرائيل على خطة قانون إصلاح القضاء والتى اشتدت وتضاعفت ليلا في القدس وتل أبيب بعد إقرار البرلمان بندا رئيسيا في هذه الخطة.

وحجة "المعقولية" التى تم إلغاؤها بتعديل القانون هى تعد أداة إجرائية بمتناول الجهاز القضائي وخصوصا لدى قضاة المحكمة العليا لمراقبة عمل السلطة التنفيذية أي الحكومة ووزاراتها والهيئات التابعة لها.
 
وسيعطي التعديل الحكومة صلاحية أوسع في تعيين القضاة ويؤثر خصوصاً على تعيين الوزراء. ففي يناير أجبر قرار من المحكمة العليا نتنياهو على إقالة المسؤول الثاني في الحكومة أرييه درعي المدان بتهمة التهرّب الضريبي، وإلغاؤها يُعتبر، بالنسبة لمعارضي الإصلاح، مسا بقرارات وهيبة المحكمة.
 
وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أنه "سيتم الاستئناف اليوم أمام المحكمة العليا، بعد إقرار الكنيست قانون التغييرات القضائية".
 
وقال لابيد، في تصريحات نقلتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، "لن نستسلم ولن يقرروا متى سينتهي كفاحنا، ولن يقرر المتطرفون شكل دولة إسرائيل، وهذا ما سيتم عمله في الحكومة المقبلة".
 
وفى المقابل أعلن الطيارون الإسرائيليون، التوقف عن الخدمة بعد إقرار قانون التعديلات القضائية المثير للجدل.
 
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن "العشرات من طياري الاحتياط أبلغوا قادتهم التوقف عن التطوع فورا بعد إقرار قانون التعديلات القضائية"، دون المزيد من التفاصيل.
 
وصوّت (الكنيست)، أول أمس الإثنين، بالقراءتين الثانية والثالثة، لصالح مشروع القانون بغالبية (64) من أعضائه الـ120، فيما تغيب النواب الآخرون عن التصويت، ليصبح بذلك قانونا نافذا رغم الاعتراضات الواسعة.
 
وقال نتنياهو في خطاب "أقرينا تعديل بند المعقولية حتى تتمكن الحكومة المنتخبة من تنفيذ سياسة تتماشى مع قرار غالبية مواطني البلاد".
 
وحسب تحليل في صحيفة نيويورك تايمز، فإن خطوة نتنياهو تسببت في تمزق في المجتمع وبات كثير من الإسرائيليين يتساءلون حول ما إذا كان هذا الضرر يمكن إصلاحه، وما إذا كان رئيس الوزراء بإمكانه إدارة تبعات هذه المواجهة التي بدأها.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتجه نحو المجهول، وأن نصف المجتمع الإسرائيلي بات يتساءل عما إذا كانت إسرائيل في ظل إدارة نتنياهو وحكومته يتجهون بإسرائيل نحو "نظام حكم استبدادي ديني".
 
وقال رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود أولمرت، يوم الثلاثاء، إن إسرائيل دخلت فعليًا في بدايات الحرب الأهلية، واصفًا إلغاء قانون “اختبار المعقولية” أمس بـ”اليوم الأسود في تاريخ الشعب اليهودي”.
 
وذكر أولمرت، في حديث للقناة الرابعة البريطانية، أن “الشعب الإسرائيلي سيدخل من الآن فصاعدًا إلى أتون الحرب الأهلية”.
 
وأضاف “هذا تهديد جديد لم نعهده في السابق، نحن ندخل من الآن في أتون حرب أهلية”.
 
وتابع “نتحدث عن عصيان مدني مع كل تداعياته على استقرار الدولة وقدرة الحكومة على إدارة شؤونها، نتحدث عن عدم انصياع جزء كبير من الشعب لحكومة يعتبرها غالبية الجمهور غير شرعية”.
 
وأشار أولمرت إلى أن “الحكومة قررت تهديد أسس الديمقراطية الإسرائيلية”، لافتًا إلى أن “ذلك لا يمكن السكوت عليه أو تحمّله”.
 
وتوالت ردود الفعل الدولية حيث قال البيت الأبيض إن إقرار الكنيست الإسرائيلي لبند في خطة التعديلات القضائية لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "أمر مؤسف"، ودعا إلى العمل للتوصل إلى توافق واسع مع المعارضة.
 
وعبرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا عن مخاوفها بعدما وافق الكنيست على مشروع القانون الذي يحد من سلطات المحكمة العليا رغم الاحتجاجات المستمرة منذ شهور في الشوارع، وكذلك مناشدات الولايات المتحدة ودول أخرى لتأجيل مثل هذه الخطوة.
 
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير في بيان "عبّر الرئيس بايدن، بوصفه صديقا قديما لإسرائيل، في جلسات سرية وعلنية عن وجهات نظره وهي أن أي تغييرات رئيسية في ديمقراطية تريد الاستمرار يجب أن تحظى بتوافق واسع قدر الإمكان".

وأضافت "من المؤسف أن التصويت جرى اليوم بأقل أغلبية ممكنة".
 
وأكَّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين أهمية استقلال القضاء، ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية: «نحن مقتنعون بأن المؤسسات القوية والقضاء المستقل والقواعد الواضحة لجهة الفصل بين السلطات أمر مهم لأية ديمقراطية، وهذا ينطبق أيضاً بطبيعة الحال على إسرائيل».
 
وأضافت أن الوزيرة «ذكّرت بوضوح» نظيرها الإسرائيلي بموقف برلين خلال اتصال هاتفي في عطلة نهاية الأسبوع.

الأكثر قراءة



print