تعانى الحيوانات والطيور من الحر الشديد خلال الفترة الحالية، ما قد يترتب عليه ظهور أمراض كامنة فى أجسادها، وذلك نتيجة لانتشار الحشرات التى تساهم فى نقل الأمراض بسهولة بين الحيوانات، لذا وضع أعضاء بمجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين روشتة لكيفية حماية الحيوانات والدواجن من تلك الحرارة المرتفعة.
وقال الدكتور أحمد البندارى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، مقرر لجنة الثروة الحيوانية، إن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة التى تشهدها البلاد خلال تلك الأيام، تؤدى إلى انتشار مجموعة من الأمراض بين الماشية، من أبرزها: الاحتباس الحرارى، الذى يؤدى إلى تقليص المناعة فى الجسم وبالتالى ظهور أى أمراض كامنة فيه، بالإضافة إلى الأمراض التى تنتقل عن طريق الحشرات، على رأسهم حمى الثلاث أيام، حمى الجلد العقدى فى الأبقار، والجدرى فى الأغنام، طفيليات الدم، والجلد الأوديمى فى الجاموس.
وأوضح البندارى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يمكن للمربين من خلال اتباع عدة إجراءات أن يحموا حيواناتهم من تلك الأمراض، والتى من أبرزها: المحافظة على الحيوانات فى شلاتر، حتى لا تترك لتتعرض لأشعة الشمس المباشرة، القضاء على الحشرات فى المزارع، الحفاظ على درجة حرارة المياه المستخدمة فى الشرب، ووضع روافع المناعة للحيوانات، مشيرا إلى أن أغلبية الأمراض التى يصاب بها الحيوان تؤدى إلى اصفرار لون دهون الحيوانات، مما يشير إلى إصاباتها بالصفراء ويظهر ذلك عند ذبح الحيوان، لافتا إلى أن رئة الحيوانات تظهر بها إصابات بشكل كبير خلال تلك الفترة بسبب الطقس الحار، مثل حمى الثلاث أيام، تصل إلى التهابات رئوية تؤدى إلى اخضرار الرئة، أو تميل إلى اللون الأسود أو الأزرق.
وأكد ضرورة ذبح الحيوانات فى المجازر المعتمدة للتأكد من إجراء الكشف الطبى من قبل الأطباء البيطريين، لضمان تناول لحوم صحية، وإعدام غير الصالحة للاستخدام الآدمى، حيث أن أى لحوم مصابة بالحمى تُصبح غير صالحة للاستخدام، ولا يمكن لأى شخص غير الأطباء البيطريين التفرقة بين اللون الأصفر الطبيعي للدهون، والاصفرار الناتج عن الحمى.
أما عن الدواجن، فقال الدكتور محمد عفيفي سيف، مدير المعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني بجمصة التابع لمعهد بحوث الصحة الحيوانية، الأمين العام السابق لنقابة الأطباء البيطريين، إن نظام تربية الدواجن في مصر يعتمد على الأماكن المفتوحة، وهي ما تكون أكثر عرضة للتأثر بالارتفاع الكبير فى درجات الحرارة، الذى تشهده مصر خلال الفترة الأخيرة وذلك بعكس المزارع المغلقة التي لا تتأثر بتغيرات الجو الخارجية، بينما العنبر المغلق يعتبر بمثابة عنابر مكيفة، حيث يحتوى على نظام تحكم للحرارة والرطوبة ومزود بشفاطات ومراوح بالإضافة لخلايا تبريد على طول الجدران بديلة عن الشبابيك فى النظم الأخرى.
وأضاف سيف، فى تصريحات له: "مع التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة التى نشهدها يجب ان نضع في الاعتبار عددا من النصائح الواجب اتخاذها لحماية قطعان الدواجن من تأثيرات الإجهاد الحرارى، ومنها: وضع مضادات الإجهاد الحرارى وفيتامين C فى الماء مع الاهتمام بأدوية غسيل الكلى والكبد، وذلك للحفاظ على الدواجن فى درجات الحرارة المرتفعة"، لافتا إلى ضرورة رفع الأعلاف من أمام الدواجن طوال فترة النهار من الساعة التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، مشيرا إلى ضرورة رش جدران وأسطح عنابر الدواجن من الخارج فى الصباح والحفاظ على تبريد مياه الشرب، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالتهوية والتبريد داخل العنابر خلال فترات النهار، التى تشهد ارتفاعا كبيرا فى درجات الحرارة مع تقليل سمك أو عمق فرشة العنابر خلال الصيف، مع مراعاة عدم إجهاد الطيور بالعلاج واللقاحات وتأجيله لفترات من اليوم لا تعاني فيها الدواجن من الإجهاد الحرارى، لافتا إلى أنه يفضل تركيب خلايا تبريد على جانبي العنبر خلال فترات الصيف بما يمنح القطيع القدرة على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد ضرورة إجراء متابعة من المربين للطبيب البيطري وضرورة اتباع إرشاداته، والتوقف عن بناء مزارع بشكل عشوائي لتطوير الصناعة وعدم تعرض المربين لخسائر في قطعان الدواجن، ناصحا المربيين بالاستفادة بمبادرات الدولة والبنك المركزي في القروض التمويلية بفائدة 5% لتطوير المزارع القديمة و تحويلها للنظام شبه المغلق و المغلق لكي يسهل عليهم التحكم فى بيئة وظروف التربية داخل العنابر، ولفت إلى أهمية ترخيص التشغيل للمزارع والمرتبط بوجود الاشراف البيطري على المزرعة تطبيقا للقرار الوزارى رقم 220 لسنة 2020 مع اهمية وضرورة التواصل الدورى بين المزارع وبين فروع المعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الانتاج الداجني لتقديم النصح والارشاد والتشخيص للأمراض وتقديم مقترحات الوقاية والعلاج.