المبادرات الرئاسية هي أحد أهم الطرق لمعالج الكثير من المشكلات بالعديد من القطاعات المختلفة أبرزها الصحة مثل مبادرة 100 مليون صحة والاكتشاف المبكر لفيروس سى وكان أخرها مبادرة الأف يوم الذهبية، حيث أعلنت وزارة الصحة والسكان عن التدشين الرسمى لمبادرة الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية والتى تشمل فترة الحمل (270) يومًا والسنتين الأولى من عمر الطفل (730 يومًا).
وكشفت الدكتورة عبلة الألفي، المشرف العام على مبادرة رئيس الجمهورية "الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية"، عن تفاصيل المبادرة التي أطلقتها وزارة الصحة.
وأكدت الدكتور عبله الألفى أنها مبادرة لإصلاح الحاضر والمستقبل ، مشيرة إلى أن مشكله غياب الوعي في بلادنا هي اخطر مشكله تضر مستقبلنا واقتصادنا والمبادرة تعمل علي تغيير الوعي والمفاهيم وبعض الممارسات الطبية التي ئؤثر سلبا علي اطفالنا في الالف يوم الذهبية وهي فترة الحمل ٢٧٠ يوم والسنتين الاولي من العمر وهم ٧٣٠ يوم.
وأضافت الدكتورة عبله الألفى أن هذه الفترة مهمة للغاية لأنها مسئوله عن 85٪ من قدرات الانسان الصحية والنفسية والمجتمعية والبيئة والتي تستمر معه باقي العمر قائلة" اللي بيضيع ما بيتعوضش" ولو فقد الانسان قدراته في الالف يوم لا يعوضها أي شيء بعد إنتهاء الالف يوم خاصة وان بها منافذ الفرص للنمو الجسماني والنفسي والكلام والحساب والفهم والقدرات الذهنيه والتي يمتد تكوينها لنهايه الطفوله المبكره ( اول 6 سنوات)، كما أن الاهتمام بالألف يوم يقلل الامراض الغير ساريه في الكبر مثل السكر والضغط والذبحة الصدرية والسكته الدماغية وهم اهم أسباب الوفيات في الكبر
وأضافت الدكتورة عبله الألفى أن للمبادرة ثلاثة محاور اولها حقوق اولادنا في التنشئة المتوازنه والمباعده الحقوقية وتم وضع نظام المشورة الاسرية المتكاملة والذي يقوم علي تدريب مقدمي مشوره أسرية ليعملوا في غرف لتقديم المشوره المهارية والفردية للأسر بدأ بمشوره ما قبل الزواج.
اما المحور الثاني فيتم فيه تدريب القابلات من التمريض واطباء التوليد لدعم الولادة الطبيعية وتخفيض معدلات القيصرية والتي تضر بصحة الام والطفل .
اضافة الي المحور الثالث والذي يهتم بالرعاية المثلي في الحضانات وتقسيمها الي ثلاث مستويات وتوفير التدريب المهاري للعاملين وتأمين دخول الام لتقديم رعاية ملامسة الجلد للجلد والرضاعه الطبيعية وتطبيق الحضانه صديقة الأم والطفل .
والمبادرةً تهدف للمحافظة علي حقوق الطفل في أن يولد في اسرة قوية ومتوعية وأن تؤجل أمه الحمل الاول لمده سنه إستعدادا للحمل وله كل الحق في حمل امن وولاده طبيعية والاستمتاع بالساعه الذهبية الاولي ورضاعه طبيعية مطلقة في الستة اشهر الاولي وتغذية تكميلية سليمة وتربية إيجابية ونفسية تطورية ومباعده بين الحمل المتعاقب من ٣-٥ سنوات لتقليل التقزم ( قصر القامة وسوء الاداء المدرسي) والتوحد والسمنه والانيميا وتخفيض وفيات حديثي الولادة والرضع والامهات
هذا الي جانب توفير حوالي ٤٥٪ من دخل الاسرة المتوسطه يصرف علي الصحة والتعليم إضافة الي توفير ١٥٥ دولار لكل دولار يصرف في الطفوله المبكره.
وأشاد عدد من أعضاء مجلس النواب بالمبادرة حيث أكد النائب إيهاب منصور؛ رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ووكيل لجنة القوى العاملة أنها تهدف إلى حل مشاكل الولادة المبكرة وتخفيض معدلات التقزم وتخفيض معدلات الولادة غير الطبيعية، والمباعدة بين الحمل والآخر مدة 3 سنوات، ورفع معدل الرضاعة الطبيعية من 10% إلى 76%، ورفع معدلات الولادة الطبيعية إلى 56% وتخفيض معدلات الحمل غير المرغوب إلى 3%، مما سيعود بالنفع على صحة الأبناء والأمهات أيضًا .
وقال منصور إن الشرح الذي قامت به الدكتورة عبلة ، وضح أن المتوقع توفيره حوالى 166 مليار جنيه سنويًا، (مقسمة كالتالى : بند الحضانات 87 مليار جنيه سنويا، و25 مليار جنيه التوحد، و25 مليار جنيه السكر، و20 مليار جنيه التقزم والأنيميا و6 مليارات جنيه الإعاقة و2 مليار جنيه الألبان الصناعية)، بالإضافة إلى وجود حوالي 2 مليون طفل ذوي إعاقة، والأمر يحتاج خطوات على الطريق، منها تدريب الأطباء والتمريض وتدريب المثقفين والرائدات ووضع سياسات للتثقيف ورفع الوعي ولابد من وجود دور واضح للإعلام، وتشمل المرحلة الأولى من المبادرة 10 محافظات والمرحلة الثانية 17 محافظة .
من جانبه أكد الدكتور محمد سليم عضو مجلس الأهمية الكبيرة لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى "الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية"، تحت مظلة 100 مليون صحة، والتى أطلقها الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، معرباً عن ثقته التامة فى إسهام هذه المبادرة الرئاسية فى مواجهة المشكلة السكانية.
موضحا أن مواجهة القضية السكانية اليوم أصبح من أجل تحقيق التنمية الحقيقية بمفهومها الشامل الذي يضمن حق الطفل في أن ينشأ في مناخ عائلي سليم وحق الأم في أن تتمتع بحياة صحية فيها دفئ أسري وعن حق الأب أيضا في أن يكون أسرة سليمة ، وبالتالي اتسع مفهوم القضية السكانية ليتضمن مفهوم قضية كل أسرة مصرية وبالتالي قضية وطن.
وطالب الدكتور محمد سليم بضرورة دعم جميع المؤسسات بالدولة بصفة عامة ومؤسسات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والكنيسة المصرية ومختلف وسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني بصفة خاصة تقديم جميع أنواع الدعم والمساندة لهذه المبادرة، خاصة بعد تأكيد الدكتور خالد عبد الغفار بأن المناطق الأكثر فقرا والأقل تعليما هي الأكثر إنجابا وتزداد بها ظواهر ختان الإناث وعمالة الأطفال والزواج المبكر، وبالتالي تزداد نسب الإصابة بالأمراض اضافة الى تأكيد الوزير بأن الخريطة الصحية التي تمت من خلال حملة 100 مليون صحة، كشفت أن النساء الأكثر إنجابا هن الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، كما أن التقارب بين مرات الحمل وعدم الرضاعة الطبيعية من أسباب أيضا الإصابة بسرطان الثدى.
وحذر الدكتور محمد سليم من مخاطر الزيادة السكانية على خطط التنمية التى تقوم بها الدولة، مؤكداً ضرورة أن يكون لجميع مؤسسات الدولة دورها فى دعم الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الصحة والسكان لمواجهة ظاهرة الانفجار السكانى.