قطاع السياحة من القطاعات الهامة لدعم الاقتصاد الوطنى بالعملة الأجنبية، وكثيرا ما تعالت المطالبات بوضع خطة عاجلة لتنشيط السياحة والترويج للمقاصد السياحية المصرية عالميًا، كما طالب عدد من أعضاء مجلس النواب المسئولين برفع يد الإهمال عن عدد من الآثار التى تمثل قيمة كبيرة مثل "كشك المحمل الأثرى" بمحافظة القاهرة والذى كان يشهد نقل كسوة الكعبة المشرفة من مصر إلى أرض الحجاز.
وتقدمت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزير السياحة والآثار، بشأن الإهمال الذى يتعرض له "كشك المحمل" الأثرى بمحافظة القاهرة.
وقالت سليم، فى طلب الإحاطة: "تلقيت خلال الفترة الأخيرة، عدد كبير من شكاوى المواطنين، حول الإهمال الشديد الذى أصاب "كشك المحمل" المسجل كأثر تاريخى بمحافظة القاهرة والذى كانت تخرج منه كسوة الكعبة المشرفة على مدار عشرات السنين.
وأضافت، أن ذلك الكشك يقع أسفل سور قلعة صلاح الدين فى الطريق القادم من عند مسجد السلطان حسن والمؤدى إلى ميدان السيدة عائشة، ومنه كانت كسوة الكعبة تخرج كل عام، حيث كانت تصنع فى دار الكسوة بالخرنفش، وتنقل بعدها للكشك لتنطلق منه فى موكب المحمل، وظل على هذا الحال حتى عام 1962، متابعة: "فهو يعد واحد من أكثر الذكريات الخالدة فى ذاكرة التاريخ المصرى، نظرًا لما كان يصاحب ذلك الحدث الشريف سنويًا حالة الاحتفاء والأفراح غير المسبوقة، فكان فى عهد الخديوى إسماعيل مكان تحت سور القلعة اسمه "مصطبة المحمل" أو "كشك المحمل"، يشهد الاحتفال الرسمى، بحضور فرسان الجيش المصرى، ومدفعيته ثم يقبل الخديوى كسوة الكعبة وتبدأ رحلتها".
وتابعت: "هذا المكان القيم أصبح للأسف يعانى الإهمال الشديد الذى يصل لدرجة الخراب الكامل، رغم أنه مسجل أثر لدى هيئة الآثار المصرية، ولا يجوز بقائه على هذا الحال المهدم والمحترق ما يجعله مأوى للمنحرفين".
واستكملت: "وأرى أن ذلك الأثر الهام، يستحق منا إعادته الحياة مرة ثانية والاستفادة منه بشكل يفيد أهالى المنطقة ويجعله مكان عظيم مثلما كان طول الوقت على مدار التاريخ".
يأتى هذا إلى جانب مطالبات بإعادة إحياء وتسليط الضوء عن عدد من المناطق السياحية الهامة بالقاهرة والمحافظات لتكون مقصد سياحى وطالبت النائبة نورا على، رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، بتسليط الضوء على حديقة فريال بمحافظة بورسعيد، مشيرة إلى أن هذه الحديقة كانت ملتقى الملوك والأمراء وشاهدة على مرحلة تاريخية من عمر مصر، فعلى هذه الأرض كان المسرح الذى شهد الاحتفالية التاريخية لافتتاح القناة التى حضرها ملوك وأمراء أوروبا، وسميت بهذا الاسم نسبة للأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق الأول.
من جانب آخر، قالت النائبة نورا على، إن منطقة وسط البلد من أهم المناطق والأحياء السياحية القديمة، ذات طراز خاص، لذا لابد من تسليط الضوء عليها وإحيائها من خلال إطلاق أعمال تطوير الهدف منها الحفاظ على الطراز المعمارى والتاريخى لجذب أنماط معينة من السائحين، خاصة المقيمين داخل مصر.
فيما طالب المهندس هانى العسال، عضو مجلس الشيوخ، بوضع خطة ترويجية جديدة للسياحة المصرية توجه لدول تجمع بريكس، فى ظل ما تمتلكه مصر من فرص كبيرة عقب انضمامها إلى المجموعة لزيادة العوائد السياحية من هذه الدول وفتح أسواق سياحية جديدة، بما يسهم فى جذب مزيد من الحركة السياحية للمقصد السياحى المصرى، ولا سيما فى ظل تطلع الدولة المصرية لجذب 30 مليون سائح بحلول 5 سنوات، مؤكدا على أهمية تفعيل برامج سياحية وفعاليات مشتركة بين دول التجمع، مع اتباع سياسات سعرية مرنة وقادرة على المنافسة مع الخدمات السياحية المناظرة.
وأضاف العسال، أن مصر تمتلك أنماط سياحية متنوعة تؤهلها لزيادة حجم السياحة القادمة والوافدة لمصر، لاسيما ما تحظى به من مقومات طبيعية عديدة تؤهلها للتميز فى مجال السياحة الاستشفائية حيث يوجد بها العديد من العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المعدنية والكبريتية، مشددًا على ضرورة الاهتمام بهذه المواقع لجذب شريحة أكبر من سائحى السياحة الاستشفائية حتى يمكن للسائح الاستمتاع بالمقومات السياحية فى مصر أثناء تواجده للاستشفاء، علاوة على غيرها من المنتجات ومنها المؤتمرات والدينية والترفيهية والثقافية وغيرها، خاصة مع ما تعمل عليه الدولة من جهود لتعزيز أنماط وأنشطة سياحية واعدة وجديدة مما يؤدى إلى إثراء التجربة السياحية للسائح بتقديم تنوع غنى من المقومات والأنشطة السياحية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن انضمام مصر لتجمع البريكس سيعزز تواجدها بشكل اكبر على الساحة العالمية، خاصة وأن تجمع "بريكس"، يضم أكبر تجمع اقتصادى سياسى يدافع عن مصالح الدول الإفريقية، مما يحقق لمصر ميزة فى تواجدها فى هذا التحالف القوى، نظرا لعلاقاتها بالدول الافريقية، ودفاعها المستمر عن مصالح هذه الدول، كما أنه يُعَد تأكيدًا على متانة العلاقات الاقتصادية والسياسية الجيدة بين مصر ودول التكتل، وعلى مكانتها الاقتصادية والجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هو ما يصب فى صالح تحسين عدد من المؤشرات الاقتصادية المحلية، علاوة على أن وجود مصر كدولة عضو ببنك التنمية التابع لتكتل البريكس سيمنح فرصًا للحصول على تمويلات ميسرة لمشروعاتها التنموية.
فيما قال النائب عمرو هندى، عضو مجلس النواب، إن سياحة الصحراء من أهم الأنماط السياحية التى بجب استغلالها لنتمكن من تحقيق استراتيجية الدولة فى جذب ملايين من السائحين سنويا، وزيادة الحصيلة الدولارية، موضحا أن سياحة الصحراء التى تتضمن سياحة السفارى الموجودة فى مصر منذ وقت بعيد، والتى قد تستغرق من ساعة إلى ساعتين، أو قد تستغرق عدة أيام داخل الصحراء، من أنواع السياحية التى يجب عليها شريحة كبيرة من الوافدين إلى مصر.