حالات الغش
ظاهرة الغش داخل لجان الثانوية العامة ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع، فلم يقتصر الأمر عند انتشار حالات الغش وتأثر منظومة التعليم فقط، بل أن الأمر يرتقى لأبعاد أخرى تتمثل في ضياع مستقبل بعض المهن خاصة المهن الدقيقة، كمهنة الأطباء والمهندسين وغيرها من المهن التي تحتاج إلى كفاءة ومؤهلات محددة، لأنه تخص حياة الملايين.
وفي هذا السياق، هاجمت النائبة ألفت المزلاوى، عضو مجلس النواب، منظومة التعليم، حيث وصفت امتحانات الثانوية العامة بإنها قائمة على الغش، وهذا ما انعكس بشكل واضح على النتائج المتدنية لطلاب كليات الطب الحكومية في مصر، خاصة كليات طب الصعيد، لافتة إلى أن هناك معلومات متداولة عن رسوب أكثر من 60% من طلاب كلية الطب بجامعة أسيوط"، فضلا عن رسوب 61% من طلاب الفرقة الأولي بطب سوهاج".
وقالت عضو مجلس النواب، خلال تصريحات صحفية، إن هناك معلومات تم تداولها عن اتخاذ الكويت قرار بوقف الابتعاث للتخصصات الطبية فى الطب البشرى، طب الأسنان، الصيدلة فى مصر، موضحة أن سمعة الطب المصري بخير في كل أركان الدنيا الأربعة وقبل أن نضرب هذه السمعة في مقتل من الضروري أن نتخذ كافة التدابير الاحترازية لقطع الطريق عن انحراف أهم المهن وأقدسها وأكثرها ارتباطا بالإنسان وحياته وبقائه.
طالبت "المزلاوى"، بصدور قرار عاجل من المجلس الأعلى للجامعات يُقر فيه ويقرر إجراء اختبارات أوليّة آليه للطلاب المتقدمين للدراسة بكليات الطب، وعدد من الكليات الكبري، على غرار ما يحدث في كليات الفنون الجميلة والتربية الرياضية والموسيقي فدراسة الطب ليست أقل من ذلك وتحتاج إلى قدرات حقيقية بعدما بات المجموع لا يعبر عن الجدارة والقدرة العقلية.
في حين، قال النائب حمدى أبو خشيم، عضو مجلس النواب، إن ظاهرة الغش التي تتكرر كل عام دراسي لاسيما في امتحانات الثانوية العامة، ظاهرة يجب القضاء عليها، لأنها لم تعد واقعة تمر مرور الكرام، بل تظل كارثة تهدد مجتمعنا لسنوات قادمة، لأن الأزمة تكمن في خريجي هذه الكليات الذين اعتادوا على الغش وسرقة مجهود زملائهم، لذا فإن تلك الظاهرة تسهم في تشكيل جيل كامل بمؤهلات مزيفة، مما يضر سوق العمل وكل المهن على المستوى البعيد.
وأوضح عضو مجلس النواب، خلال تصريحات خاصة لموقع"برلماني"، أن هناك مهن دقيقة للغاية مثل مهنة الطب التي تعد من أرقى وأعظم المهن، وتمس حياة الملايين، لكن على الرغم من ذلك نجد هناك زيادة كبرى في معدلات الرسوب بكليات الطب بعدد من الجامعات على مستوى الجمهورية، الأمر الذى يضع علامات استفهام عديدة أمام هذه الظاهرة.
كما قالت النائبة حنان يشار، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن المشكلة الرئيسية تكمن في الأسرة قائلة أوجه اللوم لأولياء الأمور، حيث انتشرت ثقافة أننا نريد أبناؤنا أن يحصلوا على أعلى الدرجات، بأى طريقة دون الإهتمام بلجوء الطلاب إلى الغش لتحقيق هذا الهدف.
وطالبت النائبة حنان يشار، بضرورة وجود رقابة مشددة على المواقة الإلكترونية، وتطبيقات الهاتف المحمول، وفلترة المواقع التي يتصفحها الطلاب خاصة في ظل إنتشار جرائم الإنترنت، والإبتزاز الإلكتروني والغش الإلكترونى، وغيرها من الجرائم المنشره خلال هذه الأيام.
وأضافت عضو تعليم البرلمان، بضرورة وجود تعاون بين كافة الوزارات والأجهزة المعنية، من وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للإعلام ووزارة الثقافة وغيرهم من كافة المعنيين للقيام بحملة توعية مكبرة لأولياء الأمور والطلاب حول خطورة الغش في الإمتحانات بجانب تشديد الرقابة على المواقع الإلكترونية وحجب دخول الطلاب إليها وعدم السماح لهم بالدخول للمواقع والتطبيقات المسئولة عن تسريب الإمتحانات.
وشددت النائبة حنان يشار على ضرورة تغليظ الإجراءات في الرقابة والمتابعة خاصة قبل إمتحانات الثانوية العامة حتى لا يحدث ما حدث من وقائع غش جماعى في السنوات السابقة وضرورة أن تكون إجراءات القبول بالجامعات أن تكون معتمدة على أكثر من عامل وهى المجموع بإمتحانات الثانوية العامة وإجراء مقابلة شخصية للطالب بجانب تطبيق إختبار قدرات قبل الإلتحاق بكافة الكليات وليس بعضها فقط مثل الكليات الرياضية والفنية.
