تظل القاهرة التاريخية من أهم المزارات الأثرية التى تروى عن حقب زمنية فريدة، لذا عكفت الدولة على وضع خطة تطوير لهذه المزارات الهامة وكان على رأسها سور مجرى العيون وحصن بابليون، أحد أهم المزارات التاريخية بالعاصمة، حيث عانت هذه المناطق الآثرية من كافة صور الإهمال، لكن اليوم تشهد بداية جديدة لاستعادة عظمتها مرة أخرى، فقد افتتح الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، عددا من المواقع الأثرية والتراثية التى شهدت الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة، رافقه خلالها اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة.
وقد أشاد عدد من أعضاء مجلس النواب، بتحركات الدولة فى ملف إنقاذ القاهرة التاريخية التى تعد أقوى رد حول كافة الادعاءات والشائعات التى اُثيرت حول شن الحكومة حملات لهدم المقابر والأضرحة التاريخية والأثرية.
الدولة أنقذت سور مجرى العيون من الإهمال وأعادت عظمته من جديد
وفى هذا السياق، قالت النائبة نورا على، رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، إن الدولة نفذت خطة تطوير وإنقاذ لعدد من المزارات الأثرية الهامة لكن أهمها كانت عملية التطوير والترميم التى تم تنفيذها بسور مجرى العيون، الذى يعد من الآثار التاريخية التى شهدت سلسلة من الإهمال والتدنى على مدار سنوات، ليتم إنقاذه ويستعيد عظمته ورونقه كأثر تاريخى وهام يروى عن حقبة زمنية فريدة.
وأوضحت رئيس لجنة السياحة، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، أن خطة ترميم وصيانة سور مجرى العيون شملت إزالة التعديات التى طالته سنوات ماضية وساهمت فى تشويه وطمس عظمة الحرم الأثرى له، كما تضمنت الأعمال معالجة وتنظيف الأحجار، وصيانة الأشغال الخشبية والأرضيات بالممرات الداخلية وتأهيل السلالم، ورفع كفاءة محيط الأثر.
كما أشادت رئيس لجنة السياحة، بتشكيل لجنة لمعاينة حريق مسجد هلال الأثرى المعروف بمسجد "البيه" بقرية كوم النور مركز ميت غمر بالدقهلية، مؤكدةً أن ذلك يعكس عن اهتمام الدولة بالمزارات الأثرية والتاريخية بمختلف المحافظات على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن هذا المسجد هو أحد أهم المساجد الأثرية بالدقهلية، لما يميزه من طابع معمارى وفنى فريد وبنى سنة 1270هـ 1853.
الدولة عكفت على إنقاذ المزارات الأثرية
فى حين أشارت النائبة أمانى الشعولى، أمين سر لجنة السياحة بمجلس النواب، على أن مصر نجحت فى انقاذ وتطوير عدد من المناطق الاثرية المهملة، بعد أن نال منها الإهمال لمدة عقود كثيرة، ومن بينها مشروع تطوير هضبة الهرم وعدد من مناطق القاهرة التاريخية خاصة إنها من أهم وأكبر المدن التراثية فى العالم، حيث أنها مدينة حية تتميز بثراء نسيجها العمرانى، والتى شملت الفسطاط، ومنطقة القلعة، والدرب الأحمر، والنواة الفاطمية، لكن من بين هذه المشروعات الهامة كان تطوير سور مجرى العيون الذى استهدف خلال المرحلة الأولى تنفيذ 79 عمارة سكنية، بارتفاعات مختلفة، على مساحة 95 فداناً.
وأكدت النائبة أمانى الشعولى، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، أن الدولة المصرية عكفت على مدار العامين الماضيين بالتحرك فى ملف تطوير المزارات الأثرية الهامة، وكان من بينها افتتاح طريق الكباش وموكب نقل المومياوات الملكية، الذى لقى بظلاله على تعافى القطاع السياحى وقفزة فى الإيرادات الناتجة من السياحة لصالح خزينة الدولة.
كما أكد النائب رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب، أن ملف تطوير القاهرة التاريخية يعكس جهود الدولة فى هذا الملف الشائك الذى لم يتم المساس به منذ عقود، حتى تحولت بعض هذه الأماكن إلى مناطق مهجورة ومأوى لـ"اللصوص"، لذا فإن الخطة التى تنفذها الدولة فى استعادة بعض المناطق التاريخية الهامة، انجاز كبير لا يمكن إغفاله، مثلما نراه اليوم من الجولة التفقدية التى شملت سور مجرى العيون و"حصن بابليون" حيث تم تطوير الجزء الجنوبى من الحصن الموجود أسفل الكنيسة المعلقة.
وأوضح عبد الستار، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، أن هذه الجهود الرامية لاستعادة جمال القاهرة التاريخية، تنافى كافة الادعاءات التى يثيرها البعض حول إقدام الحكومة على هدم المقابر والأضرحة التاريخية والأثرية، حيث امتدت هذه الجهود لمنطقة وسط البلد كما نرى خلال الفترة الأخيرة من ترميم واستعادة جمال بعض المبانى، وتدشين فندق كبير بمجمع التحرير ليخدم بعض الأنماط السياحية، يكشف كيف نجحت الدولة فى خطتها لاستعادة عافية القطاع السياحى من كافة الجوانب على الصعيد الترويجى واستحداث أنماط جديدة لجذب أسواق مختلفة عن الأسواق التقليدية لمواكبة التغيرات التى طرأت على الخريطة العالمية .
الدولة جادة فى تطوير القاهرة التاريخية لجذب مزيد من السياح
ومن جانبه أشاد النائب هانى خضر، عضو مجلس النواب، بتفقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، عدد من المناطق الأثرية فى القاهرة وعمليات الترميم التى تتم بها، لافتا إلى أن ذلك يأتى فى إطار اهتمام الدولة الكبير بترميم الآثار.
وأوضح خضر، أن تفقد رئيس مجلس الوزراء لعدد من المناطق الأثرية بالقاهرة لمتابعة أعمال الترميم التى تتم بها يدحض كل الادعاءات المثارة حول إقدام الحكومة على هدم المقابر والأضرحة التاريخية والأثرية، مؤكدا أن الدولة حريصة كل الحرص على ترميم الأماكن الأثرية، خاصة بالقاهرة التاريخية، والنهوض بقطاعى السياحة والآثار لجذب مزيد من السياح وجلب العملة الصعبة.
وكان قد أجرى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، جولة تفقدية افتتح خلالها عددا من المواقع الأثرية والتراثية التى شهدت الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة، رافقه خلالها اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة.
وعقب إزاحة الستار لافتتاح مشروع ترميم برج مأخذ سور مجرى العيون الأثرى، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، استمرار الدولة فى تنفيذ العديد من المشروعات التى تسهم فى استعادة الوجه الحضارى لمختلف مناطق القاهرة التى تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والتراثية عبر مر العصور، والعمل على إتاحة الفرصة لمثل تلك المواقع فى جذب المزيد من حركة السياحة الوافدة لها للتعرف عن قرب على تاريخ هذه المواقع التى سجلت مشاهد لحضارات متعاقبة.