تربط العديد من الدراسات العلمية والطبية المتخصصة في علوم التغذية ومجال علم النفس والسلوك بين تأثير الغذاء على السلوك الإجرامى، وكانت آخر هذه الدراسات تتحدث عن مدى تأثير الغذاء على السلوكيات الإنسانية بنسبة تفوق الـ 30% من الأسباب الأخرى المتعلقة بالظروف المحيطة والبيئة، وهذه نسبة ليست بالقليلة أبداً، فتصور أن هذه السلوكيات العدوانية والمتطرفة أخلاقياً يلعب الغذاء غير المتوازن فيها بنسبة الثلث من بقية الأسباب الأخرى.
فعلى سبيل المثال – لا الحصر - انخفاض مستوى المنجنيز يؤدي بشكل مؤثر على العاطفة حباً ورحمة وشفقة وإحساساً بالناس، وكذلك نقص فيتامينات "بي" يؤدي إلى اختلال الاتزان الانفعالي، وسرعة الغضب، والميل إلى الهياج والمشاجرات، وكذلك خذ مثلا نقص السكر السريع الناتج عن زيادة الأنسولين في الجسم يسبب شعوراً بالجوع، وهو السلاح الأخطر على الإطلاق، بعض التجارب الميدانية أثبتت أن تغيير الطعام وإضافة المكملات الغذائية استطاعت أن تغير في السلوك الإجرامي، وتقلص في السلوك المعادي للمجتمع.
هل أكلك له علاقة بالجريمة؟
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على إشكالية في غاية الأهمية تتعلق بمدى تأثير الغذاء على السلوك الإجرامي حيث يشكل السلوك الإجرامي مشكلة اجتماعية وجريمة تهدد أمن المجتمعات وتؤثر على جودة الحياة، وتعتبر العوامل المؤثرة في تطور السلوك الإجرامي موضوعًا للبحث والدراسة المستمرة، ومن المعروف أن تناول نظام غذائي متوازن له أهمية حيوية للحفاظ على صحة جيدة، كما أنها إحدى متع الحياة الاجتماعية العظيمة، ويأتي الغذاء كعامل محتمل يمكن أن يؤثر على السلوك الإجرامي، حيث تشير بعض الأبحاث إلى وجود ترابط بين نوعية الغذاء والسلوك الإجرامي - بحسب أستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى محمد أسعد العزاوي.
في البداية - تذهب نظرية الفيلسوف الياباني "ميتشيو كوشي" إلى القول بوجود علاقة وطيدة بين الجريمة ونوعية النظام الغذائي، بل إن الانحرافات السلوكية سببها النظام الغذائي الفاسد الذي يعتمده الإنسان في حياته اليومية حيث يقول: "غالبا ما يربط علماء الاجتماع بين مشكلات، مثل: الجريمة وإدمان المخدرات وانحرافات الأحداث، وبين التفكك الذي لحق بالأسرة الحديثة، وبين تزايد عدد الجرائم، والاضطرابات النفسية، والعقلية، غالبا ما تنشأ من التحول الذي شهدته العائلة البشرية في القرن العشرين من نمط حياة ريفي، يخطو عن التحول الهائل نحو الصناعة، الى نمط حياة مديني ومجتمع صناعي، الأمر الذي أسهم، في تفكك الأسرة وتفشي المشكلات الاجتماعية" وفقا – "العزاوى".
الدراسات العلمية ربطت تأثير الغذاء على السلوك الإجرامي
بينما كانت التغيرات تحدث على النظام الغذائي، كانت هناك أيضا تبدلات حيوية أشد تأثيرا نجمت عن التحول الشامل من الأنماط الغذائية التقليدية الى النظم الغذائية الصناعية الحديثة، فمنذ فجر البشرية، درج معظم الناس على اتباع نظام غذائي طبيعي يحقق لهم التوازن مع البيئة، بحيث إن أسلافنا، في أنحاء العالم كانوا من المواظبين على تناول المنتجات الزراعية الخاصة بالإقليم الذي يقطنون فيه، كالحبوب الكاملة والخضر الفصلية الطازجة، البقوليات كافة، فاكهة الموسم، بعض المنتجات الحيوانية، وفي العادة كانت الكميات التي يتناولونها أقل بكثير من الكميات التي يتناولها البشر في الوقت الحاضر، واستمر ذلك النمط سائدا في العصر القديم حتى حصول التطورات التكنولوجية التي واكبت الثورة الصناعية، ذلك من خلال هدم أنماط التغذية والحياة العائلية التي دامت لقرون عدة – الكلام لـ"العزاوى".
وعلى ضوء ما ورد، حيث سنتناول في دراستنا لهذا المقال ثلاثة نقاط نتناول في الأول منها أهم الدراسات التي تؤكد وجود ترابط بين نوعية الغذاء والسلوك الإجرامي، أما في الثاني فسنوضح فيه تأثير الغذاء على سلوك السجين، أما الثالث فكان من نصيب الصعوبات التي تواجه تحسين الغذاء بالنسبة للمجرمين الشباب في إنجلترا كالتالى:
أهم الدراسات التي تؤكد وجود ترابط بين نوعية الغذاء والسلوك الإجرامي
إن الاقتراح بأن النظام الغذائي قد يؤثر على السلوك ليس جديدًا، فمن خلال أوائل القرن التاسع عشر، كان التفكير السائد هو أن العدالة الجنائية تخدم الردع من خلال المشنقة أو السجن الذي يشتمل على الأشغال الشاقة والعزلة والحد الأدنى من النظام الغذائي، إلا أن حركة الإصلاحيين رفضت ذلك في المملكة المتحدة، ومن أبرز هؤلاء هم "هوارد" و"بنتهام" و"الكويكرز" مثل إليزابيث فراي، عنف المشنقة، وقد دعا "الكويكرز" على وجه الخصوص إلى ضرورة إعادة المجرم من خلال إعادة بناء الرجل روحيًا ومعنويًا وجسديًا – طبقا لـ"العزاوى".
وفي عام 1818 ميلادية - أسسوا جمعية تحسين انضباط السجون، وفي غضون 20 عامًا، كانت هذه المجموعة الأكثر تأثيرًا في إصلاح السجون في المملكة المتحدة، وفي عام 1821م، دافعوا عن أهمية النظافة والتعليم الديني والتغذية الكافية والتصنيف، وفي دراسة أخرى حيث حصلت مؤسسة العدالة الطبيعية الخيرية على تعاون مع وزارة الداخلية البريطانية لإجراء دراسة تجريبية لاختبار ما إذا كان سوء التغذية سببًا للسلوك المعادي للمجتمع، حيث يتطلب هذا تصميمًا تجريبيًا صارمًا وتم إجراؤه في - HMYOI Aylesbury - لقد وجدنا أن السجناء اتخذوا خيارات غذائية سيئة مما أدى إلى تناول الكثير منهم وجبات غذائية أقل من المعايير الحكومية.
تجربة على مساجين في بريطانيا
فأردنا معرفة ما حدث لسلوكهم عند استعادة هذه العناصر الغذائية، فاستخدمنا المكملات الغذائية كنظير لنظام غذائي أفضل، لأنها توفر إمكانية التحكم بالعلاج الوهمي، وعلى أساس عشوائي، حيث لم يكن المتطوعون أو موظفو السجن أو الباحثون في السجن يعرفون من يحصل على أي نوع، تم إعطاء 231 متطوعًا إما علاجًا وهميًا أو كبسولات حقيقية تحتوي على المتطلبات اليومية من الفيتامينات على نطاق واسع من المعادن والأحماض الدهنية الأساسية، وبالفعل تمت مراقبة عدد الجرائم المثبتة التي ارتكبها كل مشارك قبل وأثناء تناول المكملات الغذائية، وكانت النتيجة أن أولئك الذين تلقوا العناصر الغذائية الإضافية ارتكبوا جرائم أقل بنسبة 26.3% مقارنة بالعلاج الوهمي، وهو ما كان ذا دلالة إحصائية.
فأولئك الذين تناولوا المكملات الغذائية الحقيقية لمدة أسبوعين على الأقل ارتكبوا جرائم أقل بنسبة 37% وهذا مايشير إلى أنها (ذات دلالة إحصائية عالية)، مثل العنف، في حين ظل أولئك الذين تناولوا الأدوية الوهمية ضمن الخطأ المعياري، وبالتالي لم يظهروا أي دليل حقيقي على التغيير في ميلهم إلى الإساءة، وبلغت القوة الإحصائية للدراسة 92% مما يدل على أن حجم الدراسة كان كافيا لمعالجة الفرضية التي تم اختبارها - ومن ناحية أخرى - تشير دراسات عديدة إلى وجود ارتباط بين التغذية والسلوك الإجرامي، يُعتقد أن تناول أنواع غذائية غير صحية قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة العقلية والنفسية، مما قد يزيد من احتمالية الانخراط في سلوكيات إجرامية.
تجربة أخرى على مساجين في الولايات المتحدة الأمريكية
ففي دراسة أجريت في عام 1983م، تم إجراء دراسة متسلسلة زمنية لـ 3000 حدث مسجون على مدى 24 شهرًا في كاليفورنيا مع تغيير غذائي أكثر محدودية حيث تم استبدال الأطعمة المكررة والسكرية والأطعمة الخفيفة والمشروبات المتاحة للنزلاء بعصائر الفاكهة غير المحلاة والفشار، وتم الإبلاغ عن انخفاض عدد الأعمال المعادية للمجتمع الخطيرة بنسبة 21%، على مدى فترة 12 شهرًا، وانخفاض الاعتداءات بنسبة 25 في المائة، وانخفاض استخدام أدوات تقييد الحركة بنسبة 75%، وانخفاض حالات الانتحار بنسبة 16%، وفي دراسة أخرى، وجدوا أن تناول اللحوم بأنواعها والأجبان والبيض والخبز والمربيات والسكر الأبيض بشكل مبالغ فيه مرتبط عند الطلاب بفظاظة السلوك وقسوة الأخلاق والسلوكيات المدمرة لممتلكات الغير واللامبالاة والتقلبات المزاجية السريعة.
انتقاد مثل هذه الدراسات الغذائية لهذا السبب
وفى الحقيقة - تم انتقاد مثل هذه الدراسات الغذائية لعدم قدرتها على إثبات وجود علاقة سببية ولافتقارها إلى ضوابط العلاج الوهمي - وعلى سبيل المثال - قد يؤدي نقص بعض العناصر الغذائية كالفيتامينات والمعادن إلى تدهور في الوظائف العقلية والعاطفية، مما يمكن أن يؤثر على اتخاذ القرارات والتحكم في الانفعالات.
ومن جهة أخرى - وفي دراسة مثيرة للجدل حول دور الغذاء في الإجرام، قال عالم أميركي أن تناول المجرمين الخارجين من السجون، للسمك الذي يحتوي على أحماض "أوميجا-3" الدهنية، المفيدة للصحة، أو تناول المكملات الغذائية الحاوية لتلك الأحماض، يخفف من سلوكهم العدواني، ويخفض من احتمالات عودتهم الى السجون مجددا، وقال الدكتور أدريان راين البروفسور في علم الجريمة، وطب الأعصاب وعلم النفس بجامعة بنسلفانيا الاميركية امام المؤتمر البرازيلي الرابع للمخ والسلوك والعواطف، أن "أحماض أوميجا-3" الدهنية تظهر تحسينات في وظائف المخ وتقلل من السلوك العنيف.
تناول المكملات الغذائية
وقال "راين" أنه حلل نتائج اختبارات على الاطفال والكبار، منها دراسة عام 2002م على 231 من المسجونين البريطانيين الشباب الذين قلت لديهم انماط السلوك العنيف بنسبة 35 في المائة على مدى 5 اشهر، بعد تناولهم مكملات غذائية تحتوي على أحماض "اوميجا-3" الدهنية لمدة اسبوعين على الأقل، كما حلل دراسة أخرى أجريت عام 2005م على اطفال تراوحت اعمارهم بين 8 و11 سنة، خفّ سلوكهم العدائي بعد تناولهم لـ "أوميجا-3".
وفي دراسة أخرى حيث تشير أحدى الأبحاث المنشورة مؤخرًا في مجلة -Brain and Behavio - إلى أن النظام الغذائي يمكن أن يكون مسؤولاً عن زيادة معدلات العدوان لدى الفتيات المراهقات، فعندما شملهم الاستطلاع حول العادات الغذائية والعدوانية، اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا نظامًا غذائيًا غربيًا، تم تعريفه على أنه نظام "غني بالوجبات الخفيفة واللحوم الحمراء والدواجن وعصائر الفاكهة الصناعية والمشروبات الغازية والحلويات" كانوا أكثر عرضة للسلوك العدواني، ومن آليات التأثير، فيمكن أن تؤثر العوامل البيوكيميائية المرتبطة بالغذاء على السلوك الإجرامي، وعلى سبيل المثال، انخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ فقد يرتبط باتخاذ قرارات سيئة وزيادة في التوتر والعدوانية، وبعض الأطعمة قد تؤثر على إفراز هذه المواد الكيميائية وبالتالي تؤثر على السلوك.
دراسات أجريت على متعاطى الكحول
ومن جانب أخر - أظهرت الدراسات التي أجريت على متعاطي الكحول ومدمني الهيروين وجود صلة بين عادات الأكل السيئة والمشاكل النفسية، حيث تتميز الأنظمة الغذائية لمتعاطي المخدرات والأطفال مفرطي النشاط وغيرهم بتناول كميات كبيرة من السكر والأطعمة المصنعة والمكررة والأطعمة السريعة، كما ثبت أن التمارين الرياضية تعمل على تحسين المواقف والسلوك العقلي.
علاوة على ذلك، يؤثر الضوء واللون على التغذية والسلوك، وهكذا تشير مجموعة كبيرة من الأدلة إلى أن النظام الغذائي، والمعادن السامة، والمضافات الغذائية، وعدم كفاية العناصر الغذائية، والحساسية الغذائية، وعدم ممارسة الرياضة، وسوء الإضاءة يمكن أن تساهم جميعها في السلوك الإجرامي، وتتزايد الأدلة على أن اتباع نظام غذائي جيد يحدث فرقًا إيجابيًا عند العمل مع بعض المجرمين.
ويوصي أحد الباحثين في جميع القضايا الجنائية، بضرورة فحص النظام الغذائي والتمثيل الغذائي للجاني قبل اختيار العلاج، وخاصة بالنسبة للأحداث الجانحين لأول مرة، ومن العوامل المؤثرة التي لاحظها الباحثون أن الغذاء ليس هو العامل الوحيد الذي يؤثر على السلوك الإجرامي، فالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية تلعب دورًا هامًا أيضًا، فقد يكون هناك تفاعل بين هذه العوامل وتأثيرها المجتمعي.
تأثير الغذاء على سلوك السجين
إن عددًا كبيرًا جدًا من الشباب في السجون يتبعون نظامًا غذائيًا سيئًا، ويفتقرون إلى التغذية، ومن المثير للقلق أن الأبحاث تشير إلى أن أكثر من نصف المواد الغذائية المتاحة للشراء في بعض السجون في المملكة المتحدة والولايات المتحدة "تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر"، وقد قيل أيضًا أنه في الولايات المتحدة، تم وصف طعام السجون بأنه: "ضئيل، وكئيب، وغير لذيذ"، لكن لا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو، يُقال إن سانت أنجيلو دي لومباردي في إيطاليا بها أحد أفضل السجون تغذية في العالم، حيث يعمل السجناء على إنتاج الفواكه والخضروات العضوية ويتركونهم أكثر صحة مما كانوا عليه عند دخولهم.
يمكن أن يؤثر سوء التغذية على التركيز والتعلم، وقد يؤدي إلى نوبات من السلوك العنيف أو العدواني وفي السجن يمكن أن يساهم النظام الغذائي السيئ أيضًا في زيادة معدلات سوء الصحة العقلية والجسدية مقارنة بعامة السكان، ولمعالجة هذه المشكلة، تهدف استراتيجية جديدة للحكومة البريطانية إلى تزويد الشباب بنصائح غذائية صحية عند وصولهم إلى السجن، حيث سيتم تزويد النزلاء حتى سن 21 عامًا بالإرشادات الغذائية حتى يتمكنوا من اتخاذ اختيارات مستنيرة بشأن وجباتهم الغذائية.
تأثيرات نقص الفيتامينات والمعادن على السلوك
وإن كمية الطعام المتوفر في السجون وقيمته الغذائية والخيارات الغذائية التي يتخذها السجناء لها تأثير كبير على نوعية حياة السجين، ويمكن أن يؤدي استهلاك الأطعمة عالية المعالجة والسكرية إلى ارتفاع وانخفاض مفاجئ في كمية الجلوكوز في دم الشخص، وهذا يمكن أن يسبب التعب، والتهيج، والدوخة، والأرق، بل إنه عامل خطر للاكتئاب خاصة عند الرجال ولقد ثبت أن اتباع نظام غذائي يتكون من الأطعمة الكاملة يمكن أن يوفر الحماية ضد الاكتئاب.
ويمكن أن يؤدي نقص الفيتامينات والمعادن إلى عدد من المشكلات، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الحديد والمغنيسيوم والزنك إلى زيادة القلق وانخفاض الحالة المزاجية وضعف التركيز، مما يؤدي إلى نقص الانتباه واضطراب النوم، لذلك فالمطلوب هو أوميغا 3 لتحسين الأداء المعرفي.
ومن ناحية أخرى فقد أدركت السياسات الحكومية الأخيرة مشكلة المواد المضافة والمحتوى العالي من السكر في الطعام، مع فرض ضريبة السكر والتحركات لمعالجة استخدام الملونات، والتي وجد أن لها تأثير سلبي على السلوك وفرط النشاط، ومن الأمثلة الحديثة على استعداد حكومة المملكة المتحدة للتدخل في قرارات الشراء للشباب هو حظر بيع مشروبات الطاقة لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا.
الصعوبات التي تواجه تحسين الغذاء بالنسبة للمجرمين الشباب في إنجلترا
تقترح هيئة الصحة العامة في إنجلترا أن توفير نظام غذائي متوازن يكلف 5.99 جنيهًا إسترلينيًا للشخص الواحد يوميًا، ومع ذلك، فإن بعض السجون لديها ميزانيات غذائية منخفضة تصل إلى 1.87 جنيه إسترليني للشخص الواحد في اليوم، ولكن توفير نظام غذائي متوازن للمجرمين الشباب سوف يظل ممارسة مكلفة، في وقت حيث تعاني أجزاء أخرى من خدمة السجون من نقص الأموال، ومع ترك ضباط السجون ذوي الخبرة الخدمة واحتجاج زملائهم المتبقين على مستويات العنف غير المقبولة، سيكون من الصعب تحقيق تحسين النظام الغذائي للشباب في السجن.
ولكن إذا كان للمملكة المتحدة أن تقترب من كسر دائرة العودة إلى الإجرام، فيتعين عليها أن تلبي الاحتياجات الأساسية للشباب في السجون وأن تحترم حق الإنسان الأساسي في التغذية الكافية، ومن النصائح الحكومية التي تقدمت بها الحكومة في المملكة المتحدة للسجناء الشباب هي شيء واحد وهو الطعام الصحي، فأولئك الموجودين في السجن يحتاجون إلى طعام صحي للاختيار من بينها إذا أرادوا أن يكون لديهم أي أمل في البقاء بصحة جيدة في السجن.
خلاصة القول:
على الرغم من وجود بعض الدراسات التي تشير إلى ارتباط بين الغذاء والسلوك الإجرامي، إلا أن الموضوع ما زال يحتاج إلى المزيد من البحث والتحليل، قد يكون لتحسين نمط الحياة وتناول غذاء صحي دور في الحد من احتمالية الانخراط في السلوك الإجرامي، ولكن هذا يجب أن يُنظر إليه كجزء من نهج شامل للوقاية من الجريمة وتحسين الظروف الاجتماعية والنفسية.