يوما بعد يوم، يزداد قلق الديمقراطيون بشأن ما إذا كان رئيسهم جو بايدن قادر على البقاء فى البيت الأبيض لفترة ثانية. ويخشون أن تكون نهايته السياسية على يد مرشح حزب ثالث ينجح فى سرقة أصوات منه.
وقالت صحيفة ذا هيل إن استطلاعات الرأى الجديدة التى تظهر أن الرئيس جو بايدن متساو أو متخلف عن العديد من المرشحين الجمهوريين فى سباق الانتخابات الرئاسية، يثير مخاوف الديمقراطيين بشأن احتمال أن يسرق مرشح من حزب ثالث فى الانتخابات المقررة فى نوفمبر 2024.
وتوضح الصحيفة أن الديمقراطيين طالما شعروا بالقلق من أنه فى حال تقارب السباق، فإن مرشحا عن حزب ثالث يمكن أن يكون الفارق بين الفوز والهزيمة فى المعارك التى تشهد تنافسا قويا مثل جورجيا وأريزونا وويسكونسن وحتى فلوريدا.
إلا أن الاستطلاعات الجديدة تفاقم عدم الارتياح من أن مرشح حزب الشعب اليسارى كورنيل ويست أو أى منافس وسطى مدعوم من المستقلين يمكن أن ينتهى به الأمر كمفسدى لأصوات بايدن.
وتعد جماعات اليسار من بينه هؤلاء الذين يعربون استيائهم، ويجادلون بأن المرشحين الوحيدين الذين لديهم فرصة فى الفوز بالبيت الأبيض هما إما بايدن أو المرشح الجمهورى المنتظر.
وقالت رانا إكسبتنج، المدير التنفيذى لحركة MoveOn، إن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 هى خيار ثنائى بين جو بايدن والمرشح الجمهورى، ووجهت انتقاداتها لحركة (لا تصنيف)، التى شهدت تدفق فى الهجمات من كافة الأطراف على الحزب الديمقراطى فى الأسابيع الأخيرة. وقالت إن هذا السبب هو ما يجعلهم يشعرون بالقلق بأنه بالرغم من اللحظة الفريدة والخطيرة للخطر على الديمقراطية، فإن حركة "لا تصنيف" تظل عازمة على المضى قدما فى الطرح المتهور لمرشح ثالث فى عام 2024.
وأظهر استطلاع للرأى أجرته شبكة "سى إن إن"، ونشرت نتائجه الأسبوع الماضى، المشكلة التى يواجهها بايدن. ففى حين أن الاستطلاع افترض أن الرئيس البالغ من العمر 80 عاما سيكون مرشحا، فإن اليمقراطيين يلتفون حول فكرة أن أشخاص من الخارج يمكن أن يلحقوا الضرر بفرصه.
ووفقا للاستطلاع، فإن 67% من الناخبين الذين يعرفون أنفسهم كديقراطيين أو يميلون لليسار، قالوا انهم سيفضلون شخص أخر سوى بايدن كمرشح. بينما أشارت بيانات أخرى إلى مشكلة محتملة، فبايدن لايس متقاربا فقط مع الرئيس السابق دونالج ترامب، ولكن أيضا مع مرشحين أقل بروزا مثل حاكمة كارولينا الجنوبية السابقة نيكى هالى الذى تفوقت عليه بفارق عدة نقاط.
وأظهرت استطلاعات أخرى استياء عميقا حول عمر بايدن، حيث قال أغلبية من الناخبين فى استطلاعين حدثين لأسوشيتدبرس وول ستريت جورنال إن بايدن كبير فى السن ليسعى لتولى فترة ثانية.
وتقول ذا هيل إن القلق بشأن حملات الحزب الثالث تنامت فى ظل ضعف أداء بايدن النسبى فى استطلاعات الرأى.
وبينما شعر الديمقراطيون بالاطمئنان عندما لم يترشح منافس بارز لبايدن فى السباق التمهيدى، إلا أن المخاوف من أن شخص لا يحظى بثقل كبير يمكن أن يترشح كخيار لحزب آخر قد تزايدت مع استعداد المرشحين لعام الانتخابات العامة.
وأكد السيناتور الديمقراطى المعتدل عن ولاية وست فرجينيا جو مانشين احتمالية شن حملة رئاسية مستقلة تحت مسمى حزب بلا تسمى "No Labels"، وسط تحذيرات ديمقراطية جدية من أن محاولة الترشح للرئاسة عبر حزب ثالث يمكن أن تساعد الرئيس السابق دونالد ترمب فى استعادة الرئاسة عام 2024.
وقال مانشين، الذى اشتبك مع الرئيس جو بايدن بشأن الإنفاق الفيدرالى وقضايا أخرى، إنه لم يقرر ما إذا كان سيتراجع أم لا، وقال: "دعونا نرَ ما سيحدث، إنه مبكر جدا."
وعلى مدار التاريخ الأمريكى، سيطر الحزبين الديمقراطى والجمهورى على سباق الانتخابات الأمريكى، فيما عدا ثلاث استثناءات مؤثرة، كان الأول فى عام 1865، عندما حصل المرشح الثالث ميلارد فيلمور عن الحزب الأمريكى على 21.5% من الأصوات. والثانى فى عام 1968، عندما حصل جورج والاس عن حزب المستقلين الأمريكيين على 13.5% من الأصوات. بينما حصل المرشح روس بيرو المستقل على 19% من الأصوات فى انتخابات عام 1992 التى تنافس فيها كلا من بيل كلينتون وجورج بوش الأب.