شهدت دول أمريكا اللاتينية منذ بداية عام 2023 انتشار كبير فى فيروس انفلونزا الطيور، وما زاد الأمر سوءا هو إصابة الثدييات وبعض الأشخاص بالفيروس، وخاصة فى دول مثل الأرجنتين وأوروجواى والأكوادور.
وظهرت المئات من أسود البحر نافقة على سواحل أوروجواى، والعديد منها مصاب بأنفلونزا الطيور، وأوصت الحكومة بتجنب الاتصال بين البشر والحيوانات الأليفة مع الحيوانات المصابة بهذا المرض دون علاج.
ومنذ الأسابيع الأولى من فصل الشتاء، لم تتوقف الحيوانات النافقة عن الظهور في رمال شواطئ اوروجواى، وفي الأيام الأولى، أشارت تقارير من الحكومة ومنظمات حقوق الحيوان إلى أن الأغلبية كانت من طيور البطريق ماجلان، التي تهاجر من جنوب الأرجنتين إلى البرازيل بحثا عن درجات حرارة أفضل ولكن في الآونة الأخيرة، ظهرت أسود البحر وتم اكتشاف أولى حالات أنفلونزا الطيور، حسبما قالت صحيفة انفوباى الارجنتينية.
وأفادت وزارات البيئة والثروة الحيوانية والزراعة ومصايد الأسماك والصحة العامة في اوروجواى، عن تأكيد إصابة أنفلونزا الطيور (أنفلونزا الطيور H5) لدى أسود البحر وسجلت حالات مماثلة محتملة، وفي البيان المشترك الذي أصدروه أوصوا السكان بتجنب الاتصال المباشر للأشخاص والحيوانات الأليفة مع هذه الحيوانات.
وتم العثور على أول شخص مصاب بأنفلونزا الطيور على شاطئ سيرو (مونتفيديو)، ثم تم العثور على ثلاث حالات أخرى في بونتا دل إستي، وثلاث حالات أخرى في سيوداد دي لا كوستا (كانيلونيس)، وثلاث حالات أخرى في كابو بولونيو (روشا)، والحالة المتبقية في أراشانيا (روشا)، ولا تزال نتائج عدة مسحات أخرى في انتظارها.
وفى الاكوادور، تحقق السلطات فى احتمال تفشي مرض انفلونزا الطيور في جزر جالاباجوس بعد اكتشاف "عدة طيور مريضة بشكل واضح" في الجزء الشمالي من الأرخبيل.
وأشارت وزارة البيئة في نشرة إلى أن "مديرية حديقة جالاباجوس الوطنية تقوم بتعبئة قارب إلى جزيرة جينوفيسا من أجل أخذ عينات من الطيور وإجراء التحليلات المقابلة"، مضيفة أن جزيرة وولف المجاورة تخضع أيضا للرقابة، ونصحت الهيئة الزائرين "بعدم الاقتراب أو التقاط" أي حيوانات مريضة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "لااونيبرسال" الفنزويلية.
وشددت الوزارة على أن جزر جالاباجوس، التي صنفتها اليونسكو كموقع للتراث العالمي لما تحتويه من حيوانات ونباتات فريدة، تعد موطنا لـ "حوالي 78 نوعا من الطيور المستوطنة والمحلية، والتي يهاجر الكثير منها إلى السواحل القارية لتتغذى".
وفي انتظار النتائج لم تتأثر الإكوادور حتى الآن بتفشي أنفلونزا الطيور الذي أودى هذا العام بحياة آلاف الطيور وأسود البحر على سواحل جارتها بيرو وكذلك سواحل تشيلي وأوروجواى والأرجنتين والبرازيل.
ويثير تأقلم الفيروس مع الثدييات مثل أسود البحر قلق منظمة الصحة العالمية، التى حذرت فى يوليو من أن هذا قد يؤدى إلى انتشار المرض إلى البشر، حيث حذر فريق من خبراء المنظمة العالمية لصحة الحيوان (جيتي) من أن الحيوانات في القارة القطبية الجنوبية قد تكون معرضة لخطر كبير إذا انتقل فيروس أنفلونزا الطيور إلى هناك.
وأشار الفريق إلى أنه على مدى ثلاث سنوات، تطورت عدوى أنفلونزا الطيور عن طريق انتقالها بشكل رئيسى بين الطيور البرية والدواجن، إلى أن وصلت إلى إصابة الثدييات مثل أسود البحر والمنك، الذى سجل انتشارًا عالميًا.
وفي أكتوبر من العام الماضي تم اكتشافه في كولومبيا، وفى العام الجارى انتشر الفيروس بين الثدييات فى تشيلى وبيرو والبرازيل وأوروجواى والأرجنتين في أنواع مختلفة من الحيوانات.
وفي البيرو وتشيلي، تم تسجيل نفوق أكثر من 500 ألف طائر بحري و25 ألف أسد بحري، بحسب تقرير العلماء، وتمثل الخسائر 36% من سكان البجع البيروفي و 13% من طيور البطريق همبولت في تشيلي.
وفي الأرجنتين، حيث أُعلنت حالة الطوارئ الصحية في فبراير الماضي، تفشى المرض بين الطيور البرية والدواجن، و في أغسطس، بدأ تأكيد تفشى المرض في أسود البحر التي تعيش في مستعمرات على طول ساحل المحيط الأطلسي، من سواحل مقاطعة بوينس آيرس إلى تييرا ديل فويجو.
ويخشى الخبراء على مستقبل الحيوانات في القارة القطبية الجنوبية، حيث يعيس أكثر من 100 مليون طائر والتى تنجب أطفالها هناك وفي الجزر المجاورة، وتسبح العديد من الثدييات البحرية في المياه المحيطة مثل البطريق الإمبراطور.