على مدار السنوات الماضية اتخذت الدولة العديد من الإجراءات وبرامج الحماية الاجتماعية لدعم الفئات والأسر الأولى بالرعاية إلى جانب التوسع في شبكات الأمان الاجتماعي، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات رئاسية لرفع مستوى المعيشة في القرى المصرية، كما تبنت الدولة الكثير من الجهود التنموية، وقدمت التعويضات وقت الأزمات، حيث تم تقديم 5.4 مليار جنيه دعما نقديا غذائيا وعلاجيا للأسر المتضررة من فيروس كورونا، وذلك على مدار عامين، بدءا من مارس 2020 وحتى يونيو 2022، وقد استفاد من ذلك الدعم نحو 21 مليون مواطن .
برامج الحماية الاجتماعية، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، لم تقتصر فقط على صرف الدعم النقدي للأسر الأولى بالرعاية، بل امتدت أيضا لإعفاء أبناء الأسر المستفيدة من برنامج "تكافل وكرامة "فى مختلف المراحل التعليمية من دفع مصروفات الدراسة، وتحمل تكلفة التعليم المدرسي، كما يتم أيضا تحمل المصروفات للطلاب غير القادرين وغير الحاصلين على الدعم النقدي بإجمالي 6.6 مليون طالب مدرسي، وكان 74% من المستفيدين من البرنامج سيدات، كما يتم إدراج الأسر المستفيدة من «تكافل وكرامة » إلى خدمات التأمين الصحي وأيضا الاستفادة من منظومة دعم الخبز والسلع التموينية.
ونجحت الدولة في تنفيذ برامج الحماية الاجتماعية للارتقاء بتحسين معيشة الفئات الأكثر احتياجا ووصل إجمالي المخصصات المالية لبرامج الحماية الاجتماعية في الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2022/ 2023 نحو 363.4 مليار جنيه، واستفادة 393.2 ألف أسرة من معاشات الطفل والمساعدات الضمانية بتكلفة تقدر بنحو أكثر من 2 مليار جنيه عام 2012/ 2022 ، كما بلغ عدد المستفيدين من الدعم النقدي خلال عام 2022 نحو 5.2 مليون أسرة.
وفى إطار العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وسد الفجوات التنموية الجغرافية والعمل على توفير الموارد في الريف والحضر وتعزيز الشمول، حرصت الدولة على مدار الـ 9 سنوات على توطين التنمية لتقليل التعاونيات الجغرافية في كال المجالات، ومنذ عام 2018 نجحت الدولة في تقليص الفجوة الاقتصادية بين المناطق الحضرية والريفية، وانخفضت معدلات الفقر في المناطق الريفية بدرجة أكبر مما كانت عليه في المناطق الحضرية حيث انخفضت من 38.4% في عام 2017/2018 الى 34.78% عام 2019.202 بانخفاض 3.6% مقارنة بانخفاض 1.6% في المناطق الحضرية ويعنى ذلك تقليل الفرق بين الفقر في المناطق الريفية مقابل الحضرية من 13.8 % الى 11.8 % ، كما تم تخصيص مبلغ 500 مليار جنيه عام 2021 لتطوير 4500 قرية في جميع أنحاء البلاد على مدار 3 سنوات لسد الفجوة الحضرية الريفية وتقليل الهجرة الداخلية الى المدن الكبيرة بحثا عن الفرص والحياة للأفضل.
كما جاءت المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" المشروع القومي لتنمية الريف المصري الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في 15 يوليو 2021، وكان قد تم إطلاق المرحلة التمهيدية في يناير 2019 للارتقاء بالظروف المعيشية للمواطن المصري في إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر، كما تهدف هذه المبادرة إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات " الجوانب الصحية والاجتماعية والمعيشية .
واستهدفت المرحلة الأولى من المبادرة تطوير القرى الأكثر فقرا، وفي يناير 2019 تم إطلاق مبادرة "حياة كريمة" واستهدفت 375 قرية في 14 محافظة باستفادة 4.5 مليون مواطن، وأن الهدف هو تطوير شامل للريف وفى يوليو 2021 تم إطلاق المشروع القومي لتطوير قرى مصر باستهداف 4500 قرية بـ22 محافظة باستهداف 60 مليون مواطن يسكنون الريف المصري، وأن التكلفة التقديرية للمشروع نحو أكثر من تريليون جنيه، ويتم تنفذ المشروع على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى خلال 2012 _2023 لـ 52 مركزا والمرحلة الثانية خلال 2023_2025 والمرحلة الثالثة خلال 2025 _ 2027 وتستهدف 71 مركزا.
واهتمت الدول بالفئات المهمشة والأسر الأولى بالرعاية والأشخاص ذوى الإعاقة، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات وبرامج الحماية الاجتماعية للارتقاء بمستوى معيشة هؤلاء الفئات، ونفذت وزارة التضامن الاجتماعي العديد من برامج الحماية الاجتماعية وتم إطلاق برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة " في مارس 2015 ليغطي جميع أنحاء الجمهورية، حيث يستهدف الأسر التي لديها أطفال بمراحل التعليم المختلفة حتى المرحلة الثانوية أو الصغار مما يحتاجون للرعاية والمتابعة الصحية ضمن فئة برنامج "تكافل"، وأيضا كبار السن 65 عاما فأكثر وغير القادرين على العمل ومن ليس لهم مصدر دخل ثابت ضمن فئة برنامج "كرامة" حيث يستفيد منه الأسر تحت خط الفقر، التي لديها أطفال، والسيدات المعيلات من الأرامل والمطلقات والمهجورات، والأيتام، وذوي الإعاقة، وكبار السن من الفئات الأولى بالرعاية.
وجاء إطلاق برنامج "تكافل وكرامة " بهدف تقديم المساعدات النقدية للأسر الفقيرة والأكثر احتياجا والأشخاص ذوى الهمم، لتحسين مستوى معيشة هؤلاء الأسر، بالإضافة إلى مد شبكة الحماية لتشمل الفئات التي ليس لديها القدرة على العمل والإنتاج، مثل كبار السن 65 سنة فأكثر أو ممن لديهم عجز كلى أو إعاقة، بجانب أيضا صرف مساعدات نقدية للطلاب من أبناء الأسر المستفيدة من البرنامج، حيث يتم صرف دعم نقدى شهريا للأسر المستفيدة من "تكافل وكرامة" بمتوسط شهري من 620-740 جنيها شهريا لكل أسرة، بالإضافة إلى أن كل من يحصل على "تكافل وكرامة " له الحق فى مجانية التعليم، وله الحق أيضا فى الدعم الغذائي ودعم الخبز، وأن نصيب كل أسرة من الدعم قد يصل إلى 1200 جنيه شهريا، مما يعكس استراتيجية الدولة نحو توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لمساعدة الأسر البسيطة على تحسين جودة حياتهم، ويتم صرف دعم بقيمة 75 جنيها للطفل أقل من 6 سنوات من أبناء أسر تكافل وكرامة، و100 جنيه للطالب في المرحلة الابتدائية و125 جنيها للطالب في المرحلة الإعدادية، و175 جنيها للطالب في المرحلة الثانوية، كذلك استمرار صرف دعم نقدى للطلاب فى المراحل الجامعية بقيمة 200 جنيه شهريا، حيث كان يقتصر الدعم حتى سن 18 عاما، إلا أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية جاءت لاستمرار دعم الطلاب حتى الانتهاء من دراستهم الجامعية