دخلت الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل يومها الثالث، بإجراءات إسرائيلية أكثر وحشية، ففي ظل الفضيحة التي منى بها جهاز الاستخبارات الإسرائيلى ومن بعدها فشل قوات جيشها في ترتيب الصفوف، لم تتمكن تل أبيب من مواجهة حماس على مدار 36 ساعة حظت خلالها بخسائر فادحة للمرة الأولى منذ عقود، حيث تجاوز عدد قتلاها الـ800 قتيل فضلا عن ألاف الجرحى، وأدى وجود الأسرى الإسرائيليين داخل حدود قطاع غزة إلى عجز اسرائيلى لقصف القطاع.
كل هذا دفع تل أبيب إلى اتخاذ قرار بتجويع قطاع غزة، حيث أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الاثنين، بفرض حصار كامل على قطاع غزة، وقال يوآف غالانت إن الحصار الجديد سيكون تاما "لا كهرباء. لا ماء. لا وقود"، وجاء قرار وزير الدفاع الإسرائيلي عقبة جلسة تقييم في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش بمنطقة بئر السبع، وقال في بيان: "كل شيء سيكون مغلقا.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري، اليوم الإثنين، إن بلاده استدعت عدداً قياسياً من جنود الاحتياط بلغ 300 ألف جندي، للرد على هجوم حماس من قطاع غزة، على جبهات متعددة وأنها "مستمرة في الهجوم".
وتقصف الطائرات الإسرائيلية أهدافاً في قطاع غزة منذ هجوم يوم السبت المفاجئ، بينما تقاتل قواتها البرية لاستعادة السيطرة على تجمعات سكنية وبلدات حدودية اجتاحها مسلحون فلسطينيون.
وتسبب القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة في تدمير 6 مساجد، و3 مصارف و4 مدارس، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم الإثنين، أن "طائرات الاحتلال دمرت بالكامل أربعة مساجد في مدينة غزة، ومسجداً في خان يونس، وآخر في بيت لاهيا".
وأشارت إلى أن القصف طال حتى اللحظة 3 مصارف في قطاع غزة، لافتة إلى "قصف طائرات الاحتلال أربع مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ودمرتها تدميراً جزئياً".
وارتفعت، حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع، إلى 493 قتيلاً، و2751 جريحاً، إضافة إلى دمار كبير في المنازل والبنايات السكنية، والممتلكات، والبنية التحتية.
وقال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية إن العدوان على شعبنا لا يمكن أن ينتج سلامًا لإسرائيل ولا طمأنينة للإسرائيليين، وإن المخرج من شلال الدم وقف العدوان أولا، وخلق أفق سياسي مُستند إلى قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية".
وأضاف اشتية - خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته في رام الله - أنه "منذ زمن ونحن نقول للعالم إن سياسة الحكومة الإسرائيلية ستؤدي إلى تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، سواء أكان ذلك في غزة أو القدس أو بقية الأراضي الفلسطينية".
وتابع: "أمس الأول، رأيناها تتفجر في قطاع غزة، هذه الأحداث وما يترتب عليها هي نتاج سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تمارس أبشع صنوف العدوان والقتل، والاستيلاء على الأراضي، والاعتداء على المقدسات، وما يرافقها من إرهاب المستعمرين وممارساتهم البشعة.. وإسرائيل هي دولة عدوان واحتلال، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يُدافع عن نفسه، وقد أوضحنا ذلك لكل الذين لا يرون إلا بعين واحدة".
وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجري اتصالات مع زعماء العالم، إقليميا ودوليا، هدفه وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، موضحا أنه تم التواصل مع السفارة الفلسطينية بالقاهرة، ومع قيادة مصر الشقيقة من أجل إدخال المساعدات من خلال معبر رفح، كما تم التواصل مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف لإيصال المساعدات الطبية من خلالهم أيضا، وقد تم أمس الأول فتح باب التبرع بالدم من خلال مراكز متخصصة في المستشفيات في الضفة الغربية والقدس.
ولفت إلى أن وزارة الخارجية الفلسطينية تتابع مع السفارات الفلسطينية حول العالم شرح وتوضيح تفاصيل العدوان والموقف الفلسطيني، وتجنيد الرأي العام للجم العدوان الإسرائيلي، مُشددا على أن هناك مجازر تُرتكب وعائلات كاملة تمت إبادتها، كما تم صباح اليوم قصف مدارس "الأونروا".
ونتيجه للقصف الاسرائيلى أعلن الجناح العسكرى لحماس أن القصف الإسرائيلي ليلة الأحد وصباح الاثنين، على قطاع غزة، أدى إلى مقتل 4 من أسرى اسرائيل بالإضافة لآسريهم من مقاتلي كتائب القسام.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام : "قصف الاحتلال الليلة واليوم على قطاع غزة أدى إلى مقتل 4 من أسرى العدو واستشهاد آسريهم من مجاهدي القسام".
وعلى الصعيد الدولى قامت الولايات المتحدة بتحريك حاملة طائرات، وسفنا، ومقاتلات جوية إلى منطقة شرق المتوسط، مؤكدة أنها سوف توفر لإسرائيل المزيد من المعدات والذخائر.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد"، وصواريخ كروز، وأربع مدمرات صواريخ تتجه إلى المنطقة علاوة على إرسال مقاتلات جوية أمريكي.
ومن المتوقع أن ترسل واشنطن المزيد من المساعدات العسكرية إلى إسرائيل في الأيام القليلة المقبلة، وفقا للبيت الأبيض الذي أضاف أنه يعمل على ضمان ألا يستغل أعداء إسرائيل الموقف الراهن في تحقيق التفوق.
قال الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس،حازم قاسم، أن قرار الرئيس الأمريكي جون بايدن، بإرسال دعم إضافي من المساعدات العسكرية لإسرائيل، تُعد بمنزلة مشاركة فعلية في العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني.
كما أكد قاسم، أن الهدف الرئيسي من إرسال الولايات المتحدة الأمريكية لتلك المساعدات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، هو ترميم المعنويات التي تصدعت وانهارت بعد عملية طوفان الأقصى التي باغتت وفاجأت الجيش الاحتلال.
ويبدو أن الحرب الدائرة ستطول مع احتمالات فتح جبهات جديدة، خاصة بعد أن قام حزب الله اللبناني بـ"إطلاق 12 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى وجبل الشيخ"، فيما يحاول عدد من الفاعين الدوليين الوصول إلى تهدئه بين الطرفين.