ما تاريخ إسرائيل إلا سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين تتوجه بين الحين والآخر بمجزرة دموية تضاف إلى سجلها الإجرامى على مر العصور، ورغم الصدمة التي أصابت العالم بعد مجزرتها في مستشفى المعمداني بقطاع غزة مساء الثلاثاء والتي أودت بحياة 1000 فلسطيني، والتي حولت أجساد النساء والأطفال والعجزة إلى أشلاء متناثرة، إلا أنها لم تكن الأولى لجيش الاحتلال الاسرائيلى.
مذبحة دير ياسين
ومجازر إسرائيل لم تبدأ مع إقامة دولتها اليهودية واغتصاب أرض فلسطين، بل حتى قبل ذلك وفى عهد الانتداب البريطاني، منها مذبحة دير ياسين التي شهدها غرب القدس يوم 9 أبريل 1948، ونفذتها الجماعتان الصهيونيتان: الإرجون وشتيرن.
تلك المجزرة حدثت رغم مرور أسبوعين فقط على توقيع معاهدة سلام بين أهالي القرية ورؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة، لتخرق المذبحة عهود السلام ويقوم اليهود بالمجزرة ليلاً ورغم بسالة المقاومة، فالتعزيزات التي وصلت للقوات الصهيونية من القيادة، جعلتها تحكم قبضتها على هذه القرية، ففجّرت كل منازلها، وقتلت غالبية سكانها بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، لتكون الحصيلة ما بين 250 و360 ضحية، وتجاوزت عمليات القتل للتعذيب البشع ولتقطيع الأطراف واغتصاب الفتيات أمام أهاليهنّ.
مذبحة اللد:
ولم يمضى شهران على دير ياسين لتحل مجزرة جديدة في يوليو 1948، وهى مذبحة اللد وأسفرت عن استشهاد 426 شخصا، عندما انتفض سكان مدينة اللد القريبة من رام الله على الغطرسة الإسرائيلية، فما كان من الوحدات التابعة لقوات البلماخ الخاصة بمنظمة الهاجاناه إلّا أن اجتاحتها في 11 يوليو 1948، وأخرجت جميع الرجال الذين يتجاوز عمرهم 16 سنة، لتعدمهم بالرصاص الحي، وبعد ذلك بدأت تطلق الرصاص على كل من يتحرك، فكانت النتيجة تناثر الجثث في الشوارع.
مذبحة كفر قاسم:
وهى المذبحة التي نفذها حرس الحدود الإسرائيلي في 29 أكتوبر 1956 ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل في قرية كفر قاسم راح ضحيتها 49 مدنيًا عربيًا: منهم ثلاثة وعشرين طفلًا دون الثامنة عشر، حاولت حكومة إسرائيل بقيادة بن غوريون التستر على المجزرة ومنع نشرها.
مجزرة خان يونس:
في نوفمبر 1956 نفذ الجيش الاسرائيلى مجزرة خان يونس حيث اجتاحت المحافظة بالقطاع وقتلت أزيد من 500 فلسطين، خلّفت هذه المذبحة جرحاً عميقاً في الذاكرة الفلسطينية لأنها أودت بحياة منضمين إلى مختلف الفصائل الفلسطينية المقاتلة، فضلاً عن مقاتلين عرب شاركوا أصحاب الأرض معركتهم ضد الاحتلال، وقد استمرت المجزرة لتسعة أيام كاملة.
مجزرة بحر البقر:
مجزرة بحر البقر هى هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية في صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر، أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.
مخيم عين الحلوة:
مخيم عين الحلوة هو أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وهو قريب من مدينة صيدا اللبنانية.. شنت القوات الإسرائيلية بقوة قوامها 1500 جندي تؤازرهم 150 آلية عسكرية، تحت أنوار القنابل المضيئة دمروا وخربوا جميع أنحاء المخيم. وقُصفت دون تمييز الأحياء السكنية في المخيم وسوق الخضار ، وفُرض حصاراً حول المخيم، و استمر الحصار حتى ساعة متأخرة من النهار، أسفرت هذه المجزرة عن تفجير 14 منزلاً على رؤوس ساكنيها وتفجير متجرين واعتقال 150 بين كهل وشاب وطفل وامرأة، وإصابة 15 شخصاً من سكان المخيم بين جريح وشهيد.
مذبحة الأقصى الأولى:
حدثت مذبحة الأقصى الأولى في مسجد الأقصى بمدينة القدس في أكتوبر عام 1990، عندما حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس بما يسمى للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس بمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المتطرفون اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، مما أدى إلى مقتل 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً.
مذبحة الأقصى الثانية 1996:
مذبحة الأقصى الثانية كما وتسمى انتفاضة النفق. حدثت هذه المذبحة بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى في سبتمبر 1996 حيث وقعت اشتباكات عنيفة الفلسطينيين و الشرطة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال في كافه أرجاء فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، وقد أسفرت هذه المواجهات العنيفة عن استشهاد 51 فلسطينيًا وإصابة 300.
مذبحة الأقصى الثالثة:
حدثت في سبتمبر 2000 حيث قام شارون بزيارة إلى المسجد الأقصى الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون تدنيس لأرض المسجد الطاهر وقام شباب فلسطيني بالتصدى له لإفشال الزيارة، وفى اليوم التالى، قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة وجرت مواجهات في ساحات الأقصى أسفرت عن أروع مذبحة في تاريخ الإنسانية راح ضحيته 250 فلسطينيا بين شهيد وجريح، وأبرزهم الطفل محمد الدرة.
مجزرة جنين 2 أبريل 2002
بدأ اقتحام المخيم فى 2 أبريل واستمرت هذه المجزرة حتى 14 ابريل 2002 ، قامت فيها القوات الاسرائيلية قوامها 20 ألفاً من قوات الاحتياط وأكثر من 400 دبابة وناقلة جنود ومجنزرة وقصف الجوي واستخدام شتى أنواع المدفعية والصواريخ بقتل العُزل والاعتقال العشوائى بطرق مهينة وتعذيب المعتقلين، و منع وصول الأغذية والدواء للمحاصرين والمصابين، ومنع تسليم جثث الشهداء لذويهم مع القصف العشوائي لمنازل ومباني المدينة، وزاد شراسة الهجمة المقاومة الشديدة للفلسطينيين مما دفعهم الى تكثيف القصف.
الحرب على غزة
خرق الجيش الإسرائيلي الهدنة الموقعة بينه وبين حركة المقاومة الفلسطينية حماس، ليبدأ غاراته على قطاع غزة في 2008، وقد خلّف القصف الجوي والبحري والأرضي قرابة 1400 شهيد فلسطيني، استعملت القوات الإسرائيلية الأسلحة المحرمة دولياً في عمليات القصف، ولم تفرّق بين المدنيين ورجال المقاومة، كما لم ترضخ لكل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وقد استمرت هذه العملية العسكرية من 27 سبتمبر إلى 18 يناير، حيث تعتبر العملية العسكرية الأعنف في عدد الضحايا الفلسطينيين منذ 1948.