فرضت مصر إرادتها في إدخال مستلزمات طبية وأدوية إلى قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 15 يوما، أدى إلى نزوح نحو مليون مواطن، وتدمير البنية التحتية بشكل كامل، وانهيار في المنظومة الصحية، عبر معبر رفح البري.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، فمصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية منذ السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، وحتى الآن، سواء على مستوى الرئيس السيسي أو وزارة الخارجية والجهات المعنية.
وحذرت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.
ودعت مصر إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرةً من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على مستقبل جهود التهدئة.
ودعت جمهورية مصر العربية الأطراف الفاعلة دولياً، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
وبخصوص المساعدات تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، الذي أعرب عن حرصه على مواصلة التشاور مع السيد الرئيس بشأن مستجدات التصعيد في قطاع غزة والمواجهات العسكرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في ضوء التطورات المتسارعة التي تمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي، وقد استعرض الجانبان الاتصالات والتحركات الدائرة على المستويين الدولي والإقليمي للحث على استعادة التهدئة وخفض التوتر، مؤكدين أهمية تجنب توسيع دائرة الصراع، وإتاحة المجال للجهود الدبلوماسية، لحماية المدنيين ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة، وفي هذا السياق تقدم السكرتير العام بالشكر للسيد الرئيس على الجهود التي تقوم بها مصر، ودورها المقدر على صعيد بذل المساعي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وقد أعلنت مصادر أمنية مصرية مطلعة، أن مصر رفضت مرور رعايا أمريكيين من معبر رفح من غزة إلى مصر، إلا باتفاق يلزم بوصول المساعدات إلى أهالي غزة.
وأشارت المصادر، وفقًا للقاهرة الإخبارية، إلى أن مصر رفضت أن يكون معبر رفح مخصصًا لعبور الرعايا الأجانب فقط، مؤكدًة أن الموقف المصري واحد وهو اشتراط وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وقالت شهود عيان، إن رعايا أمريكيين وقفوا وقتا طويلا أمام المعبر في انتظار العبور للجانب المصري، إلا أن مصر لم توافق ليعود الرعايا الأمريكيين.
ونجحت الجهود المصرية في فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية المصرية والدولية للشعب الفلسطيني، حيث بدأت اليوم السبت، دخول أولى قوافل الإغاثة إلى قطاع غزة ، وذلك بالتأثير على الموقف الدولي والأمم المتحدة.
وبدأت نحو 20 شاحنة في العبور من خلال البوابة الرئيسية لمعبر رفح، حيث ستكون الأولوية للشاحنات المحملة بالمستلزمات الطبية والغذائية، وجاء دخول الشاحنات وسط فرحة عارمة من قبل عمال الإغاثة، وسائقي الشاحنات.
وتبذل مصر جهود حثيثة لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر معبر رفح رغم القصف الإسرائيلي لمناطق على الجانب الفلسطيني منه، حيث حذر وزير الخارجية، سامح شكري، من توسيع رقعة الصراع الجاري بشكل يهدد استقرار المنطقة وأمن وسلامة شعوبها.
وقامت الدولة المصرية خلال وقت وجيز بتجهيز وإعادة إصلاح الطريق عند معبر رفح من الجانب الفلسطيني تمهيدا لإدخال المساعدات لقطاع غزة، ويأتي فتح المعبر بعد جهود حثيثة بذلتها القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتنسيق الكامل الأطراف المعنية.
وتحركت فعليا الشاحنات في طريقهما إلى قطاع غزة، وذلك بعدما عبرت معبر رفح، حيث تم تفريغ عدد من الشاحنات المصرية، كما تنتظر المئات من الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والدوائية أمام معبر رفح، استعدادا لعبورها إلى داخل قطاع غزة، وذلك بعد ورود العديد من المساعدات سواء العربية أو الدولية.
كما تحركت آليات فلسطينية إلى داخل معبر رفح البري، تمهيدا لتفريغ شاحنات المساعدات التي عبرت من الجانب المصري إلى داخل القطاع.
كان عدوان الاحتلال الإسرائيلي الشامل والمتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية أسفر حتى كتابة هذه السطور، عن سقوط 4218 شهيدا، و13400 جريح، وذلك وفقا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.