أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن دعم عسكري إضافي لإسرائيل التي هي بالفعل أكبر متلقي للمساعدات الخارجية الامريكية في اعقاب الهجوم المباغت الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر، كما أرسل طلب ميزانية طارئة إلى الكونجرس، يطلب فيه حزمة أمن قومي تزيد قيمتها عن 105 مليارات دولار كمساعدات لإسرائيل وأوكرانيا، أيضا بعث بخبراء عسكريين من البنتاجون للمساعدة في خطة الاجتياح البري على راسهم "سفاح العراق".
كما تم إرسال حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد إلى المنطقة لإظهار الدعم للإسرائيليين، وقال رئيس مجلس النواب المنتخب حديثاً، مايك جونسون، إنه يعتقد أن مشروع قانون المساعدات المستقل - الذي يلغي الالتزام تجاه أوكرانيا يمكن أن يوافق عليه مجلس النواب في وقت ما هذا الأسبوع.
ووفقا لصحيفة الاندبندنت، قال جونسون: "سنطرح مشروع قانون مستقل لتمويل إسرائيل هذا الأسبوع في مجلس النواب – أعلم أن وزملائنا الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لديهم إجراء مماثل”.
وأضاف: "هناك أشياء كثيرة تحدث في جميع أنحاء العالم يتعين علينا معالجتها، وسنفعل ذلك لكن في الوقت الحالي، ما يحدث في إسرائيل يحظى بالاهتمام الفوري، وأعتقد أنه يتعين علينا فصل ذلك وإنجازه".
أكثر من 260 مليار دولار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
اعتبارًا من فبراير العام الماضي، منحت الولايات المتحدة إسرائيل 158 مليار دولار، ومنذ الحرب العالمية الثانية، قدمت الولايات المتحدة مساعدات لإسرائيل منذ عام 1948، أكبر من أي دولة أخرى.
وبعد تعديله ليتناسب مع التضخم، يقدر إجمالي المساعدات الأمريكية لإسرائيل بين عامي 1946 و2023 بنحو 260 مليار دولار، وفقا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
و جاء في تقرير خدمات الإغاثة الكاثوليكية الصادر في شهر مارس من هذا العام: "في الوقت الحاضر، تقريبًا كل المساعدات الثنائية الأمريكية لإسرائيل هي في شكل مساعدة عسكرية؛ ومن عام 1971 إلى عام 2007، تلقت إسرائيل أيضًا مساعدات اقتصادية كبيرة".
الولايات المتحدة متحالفة بشكل وثيق مع إسرائيل حيث أصبح الرئيس هاري ترومان أول زعيم عالمي يعترف بإسرائيل، وتظل إسرائيل الحليف الأول لامريكا في الشرق الأوسط كما يصفها محللون أمريكيين.
في عام 2021، نشرت مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهي مؤسسة فكرية للشؤون الدولية، مقالًا يفيد بأن جميع المساعدات الحديثة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل تقريبًا يتم تقديمها كمنح للأسلحة.
كما أنها تتلقى 500 مليون دولار للبحث والتطوير ونشر أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية الإسرائيلية المشتركة؛ ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة المضادة للصواريخ تفيد بشكل كامل تقريبًا الاحتياجات العسكرية الإسرائيلية.
طلبت إدارة ترامب 3.3 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي (FMF) للسنة المالية 2021 (من 1 أكتوبر إلى 30 سبتمبر) لإسرائيل - أي 59% من ميزانية التمويل العسكري الأجنبي العالمية المطلوبة، مما يعني أن إسرائيل تتلقى تمويلًا أمريكيًا أكثر من جميع الدول الأخرى مجتمعة.
وفي عهد باراك أوباما، وقعت الولايات المتحدة مذكرة تفاهم ثالثة مدتها عشر سنوات تحدد المساعدات العسكرية لإسرائيل، والتي ألزمت الولايات المتحدة بإرسال 38 مليار دولار من عام 2019 حتى عام 2028.
وجاء في التقرير أن الكونجرس خصص 3.8 مليار دولار لإسرائيل للسنة المالية 2023، بالإضافة إلى 98.58 مليون دولار لبرامج الدفاع التعاوني وغير الدفاعية الأخرى وأرسلت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 4.8 مليار دولار لإسرائيل في عام 2022.
وسلمت الولايات المتحدة أجزاء كبيرة من تقنياتها العسكرية الأكثر تقدما، مثل عدد من الطائرات المقاتلة من طراز إف-35.
إسرائيل تنفق ضعف المتوسط الدولي على الدفاع
تنفق إسرائيل ما يقرب من ضعف المتوسط الدولي – 4.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي – على الدفاع وأصبحت بدعم من الولايات المتحدة مصدرًا رئيسيًا للأسلحة، حيث اشترت الولايات المتحدة ما قيمته أكثر من 1.5 مليار دولار من المعدات العسكرية الإسرائيلية الصنع في عام 2019.
المساعدات العسكرية الأمريكية تشكل حوالي 16% من إجمالي ميزانية الدفاع لإسرائيل، والتي جاءت في المرتبة الثامنة في القائمة العالمية لأفضل المنفقين العسكريين مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي العام الماضي.
وجاء أعلى مستوى للإنفاق في إسرائيل كجزء من الناتج المحلي الإجمالي على الجيش في عام 1975 عندما أنفقت البلاد 30.5 % على الدفاع. وبالمقارنة، أنفقت أوكرانيا في العام الماضي 33.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.
أمريكا قدمت 10 مليارات دولار للقبة الحديدية
ومنحت الولايات المتحدة إسرائيل حوالي 10 مليارات دولار لإنشاء نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، بحسب ما ذكرته صحيفة يو إس نيوز.
بين الأعوام المالية 1974 و2002، كانت إسرائيل هي المتلقي الأول من المساعدات الأمريكية، حيث كان العراق أو أفغانستان أكبر المستفيدين بين عامي 2003 و 2020. وخلال تلك السنوات السبعة عشر، ظلت إسرائيل في المراكز الثلاثة الأولى.
وكانت إسرائيل أكبر متلقٍ مرة أخرى في عام 2021، حيث تلقت 3.31 مليار دولار، ولكن وسط الغزو الروسي، احتلت أوكرانيا المركز الأول في العام الماضي، حيث تلقت 12 مليار دولار مقابل 3.18 مليار دولار لإسرائيل للسنة المالية 2022.
تكشف الأرقام الأولية أن إجمالي المساعدات الأمريكية العالمية لعام 2022 بلغ أعلى مستوياته منذ عام 1951 بأكثر من 60 مليار دولار.
الوضع في أمريكا من الحرب في غزة ليس داعما 100% لإسرائيل، كتب السيناتور بيرني ساندرز المرشح الرئاسي السابق لانتخابات 2016 و2020 على موقع اكس: " تقدم الولايات المتحدة 3.8 مليار دولار سنويًا لإسرائيل. ويجب على إدارة بايدن والكونجرس توضيح ذلك .. لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وتدمير إرهاب حماس، ولكن ليس من حقها استخدام الدولارات الأمريكية لقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في غزة".