من قطاع غزة الفلسطينى وعلى بُعد 370 ميلا تقع مدينة العريش المصرية، تلك المدينة التى لطالما شهدت أوجاع وجراح الفلسطينيين الذى قطعوا الأميال لتلقى العلاج، بعد أن نالت منهم ضربات الاسرائيلين الوحشية داخل القطاع المُحاصر.
وخلال السنوات الأخيرة، كانت مدينتى رفح والعريش هما الملجأ الأمن، بعد أن تقطعت بسكان القطاع كل السبل، فتأتى مصر بقراراتها الإنسانية لفتح أبوابها للمصابين لتلقى العلاج على الأراضي المصرية.
ومنذ الأمس وبناء على تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتقديم كافة أوجه الدعم الصحي للأشقاء فى قطاع غزة، تم استقبال أول مجموعة من الأشقاء الفلسطينيين المصابين في أحداث غزة، وذلك من خلال معبر رفح.
وهذه ليست المرة الأولى التى تفتح فيها مصرأبوابها لمصابى القطاع، فهذه هى المرة الثالثة فى عهد الرئيس السيسى، والخامسة منذ الحرب الإسرائيلية الغاشمة الأشهر على قطاع غزة بين العامين 2008 و 2009.
وفى الحرب التى شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة في 27 ديسمبر 2008 تحت مصطلح "الرصاص المصبوب" واستمرّت 21 يومًا، قامت مصر منذ اليوم الأول بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة خلال معبر رفح، كما سُمح للجرحى والمصابين بدخول مصر لتلقي العلاج.
وفى عام 2012 شن جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة في 14 نوفمبر 2012 حربا المعروفة بأسم "عامود السحاب" واستمرت ثمانية أيام، واعلنت وقتها جميع مستشفيات محافظة شمال سيناء مهيأة لاستقبال أى مصابين قادمين من قطاع غزة ،علاوة على توفير 10 سيارات بمعبر رفح لنقل المصابين.
وفى 2014 شن جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة في 8 يوليو 2014 حربا تحت مسمى "الجرف الصامد واستمرت خمسين يومًا، ووضعت مصر 30 سيارة إسعاف لنقل الجرحى الفلسطينيين إلى مستشفى العريش بمنطقة سيناء، ووفرت 11 طبيبا فى المعبر لتقديم الإسعافات الأولية للجرحى.
وقالت وزارة الصحة أنذاك أن المصابين تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عامًا، وأن إصاباتهم ما بين جروح وكسور متفرقة، فيما تم إدخال نحو 16 طنًا من المساعدات المصرية المقدمة للفلسطينيين إلى قطاع غزة.
اشتباكات غزة-إسرائيل و هي اشتباكات اندلعت في 28 سبتمبر 2018، شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في التظاهرة الـ 27 من مسيرات العودة الكبرى، وأطلقوا عليها «جمعة انتفاضة الأقصى» وواجهتها قوات الاحتلال فتح الرصاص عليها، وامرت القيادة المصرية بفتح أبواب المستشفيات المصرية للجرحى الفلسطينيين لتلقي علاجهم منذ بداية تصاعد الأحداث مع مسيرات العودة، وقدم وقتها سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير دياب اللوح، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، والأجهزة المعنية نظير جهودهم في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، و تم "رفع درجة الاستعداد القصوى في مستشفيات العريش، والشيخ زويد، ورفح…وتجهيز 7 سيارات إسعاف بطواقمها الطبية لمعبر رفح لنقل المصابين".
وفى 7 مايو 2021 نشبت الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية ومواجهات عنيفة استمرت 14 يوما، وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي تعليمات الى السلطات بفتح معبر رفح للسماح للمصابين الفلسطينيين بالعبور لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، وتم تجهيز 11 مستشفى في مصر بينها ستة في القاهرة تضم 900 سرير ويعمل فيها 3600 من أفراد الطواقم الطبية، لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.
فيما جرى تكليف عدد من الأطقم الطبية للعمل في مستشفيات العريش العام، وبئر العبد، والشيخ زويد، للتعامل العاجل مع المصابين، كما تواجدت سيارات الإسعاف بالقرب من معبر رفح تمهيدا لنقل باقي الدفعات من المصابين، وتواجدت 165 سيارة إسعاف تساهم في دعم مصابي قطاع غزة؛ منهم 50 سيارة مجهزة برعاية مجهزة وتنفس صناعي تتواجد على معبر رفح لاستقبال المصابين.