يشكل الأمن القومي المصري، أهمية كبيرة خاصة في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تعصف بدول الجوار، لذا يأتي هذه الملف الشائك في مقدمة الملفات الواردة بالبرامج الانتخابية لكافة المرشحين للانتخابات الرئاسية، في ظل هذه التحديات الكبيرة في أعقاب الحرب على غزة.
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية، إن ملف الأمن القومي من أهم الملفات التي يجب تناولها بدقة وحسم داخل كل برنامج انتخابي لكافة المرشحين الرئاسيين، لافتًا أن الوطن يتعرض لقدر كبير من التحديات والمخاطر بصورة لافتة، يجب التعامل معها بكل جدية ينطبق على كل مرشح رئاسي.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، خلال تصريحات خاصة، أنه لابد أن يكون لكل مرشح رؤية مختلفة وإدراك كامل بحجم التحديات والمخاطر، من خلال صيفة مطروحة تكون تفصيلية لمواجهة هذه التحديات بمعنى صياغة خطط استباقية لكيفية التعامل مع المخاطر، مشيراً إلى أن هناك مخاطر آنية قادم من المحيط الإقليمي المضطرب الذى يشمل الحرب على غزة أزمة السودان وليبيا، لذا فإن مصر امام تحدى صعب يستلزم عليها أن تضع ملف الأمن القومي قبل الملف الاقتصادي، على الرغم من أهمية الوضع الاقتصادي الراهن، خاصة أنه يلامس الملايين من المواطنين، لكن بعد الحرب على غزة بات استقرار مصر السياسي والداخلي أهم الأولويات التي يجب ان يضعها كل مرشح رئاسي أمامه، من خلال تفعيل دور الهيئات ومجلسي النواب والشيوخ، من أجل تحقيق ذلك.
واتفق مرشحو الرئاسة، على أهمية ملف الأمن القومي، فمن جانبه قال المرشح الرئاسي حازم عمر، في تصريحات حاسمة من قبل: "لن أقامر على مستقبل 105 ملايين مواطن، وحساباتى دقيقة جدا"، مؤكدا أهمية العلاقات المصرية مع دول العالم والتي يجب أن تتسم بالطابع الاستراتيجي والشامل.
وشدد المرشح الرئاسي حازم عمر، أنه سوف يوظف علاقاته الخارجية لخدمة الوطن وليس من أجل مصالحه الشخصية، مؤكدا أن قضايا الأمن القومي تسير وفق ثوابت للدولة المصرية التي يشترك فيها عدة مؤسسات قديمة وضاربة بجذورها في التاريخ، وهذه الأمور لم تكن في يد شخص بمفرده.
في حين قالت حملة المرشح الرئاسي فريد زهران، إن الأزمة في غزة حتمت علينا أن تكون ملفات الأمن القومي المصري في المقدمة، وتحتم علينا أيضًا أن ننظر في الداخل المصري لنرى أماكننا ومواقعنا في هذا الاصطفاف الوطني.
وأكدت حملة فريد زهران، أن البرنامج الانتخابي كان حريصًا أن نرد الأمر لأهله ونأخذ برأي الخبراء فأصبح لدينا ملف كامل عن كيفية حل الازمات في مختلف الملفات.
وقد أعلن "زهران" عن ن موقفه الداعم للشعب الفلسطيني ورفض التهجير بشكل قاطع، والتأكيد على رفض الانتهاكات والجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
في حين تناول البرنامج الانتخابي للدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، على أهمية ملف الأمن القومي المصري، مؤكدا أنه لا يمكن أن يتنازل أو يفرط عن حبة رمال واحدة من أرضه، كما أن الشعب المصري يرفض مخطط التهجير القسري الذى يقوده الكيان الصهيوني.
وأوضح "يمامة"، أن لا حل للقضية الفلسطينية إلا بحل الدولتين.. وذلك هو الضمان الوحيد لضمان السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هي قضية إيمانية وعقيدة ثابتة بالنسبة إلى المسلمين؛ فتلك القضية ليست قضية سياسية فقط.