أشاد عدد من السياسين بكلمة الرئيس خلال مؤتمر تحيا مصر وفلسطين، الذى أقيم اليوم للتأكيد على الجهود المصرية المبذولة لدعم الاشقاء في فلسطين وعلى وجه التحديد في غزة، بعد التوصل إلى هدنة إنسانية، تبدأ خلال الساعات القليلة القادمة، مؤكدين أن الشعب المصري يقف صفا واحدًا خلف القيادة السياسية لدعم الأشقاء وحماية الأمن القومى المصرى.
في البداية قالت الدكتورة دينا هلالي، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمؤتمر تحيا مصر وفلسطين، عكست ما تضعه الدولة المصرية من أولوية قصوى للتعاطي مع القضية الفلسطينية والوقوف جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطينى الشقيق، مشيرة إلى أنها جسدت حالة التلاحم التي اصطف عليها الشعب المصري بمختلف أطيافه من أجل تقديم كل أشكال الدعم لتترجم في تقدم مصر 80% من حجم المساعدات التي وصلت إلى غزة، بما يؤكد حالة المسئولية والتضامن التي نحرص على تحملها من أجل مؤازرة أبناء قطاع غزة.
وأضافت هلالي، أن حديث الرئيس أكد توحد المصريين جميعا من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، سواء على المستوى الرسمي أو من خلال جمعيات – منظمات - حياة كريمة - تحيا مصر"، وذلك على الرغم مما تمر به مصر من تحديات، لافتة إلى أن الدولة لم ولن تدخر جهدا فى سبيل تلبية احتياجات 2.3 مليون إنسان تحت الحصار من مياه وقود وأغذية وكافة المساعدات، كما أنها تحرص على دعوة كافة الأطراف لتقديم المزيد والمزيد لأهالي فلسطين لتقديم أكبر حجم من المساعدات في ظل تلك الظروف.
وأكدت عضو مجلس الشيوخ، أن كلمة الرئيس حملت رسالة قاطعة وواضحة لأي محاولات خبيثة تزايد على موقف مصر، بتأكيد أن معبر رفح لم يغلق أبدا ولن يغلق أبدا فى وجه مساعدات تدخل القطاع بينما كانت هناك إجراءات أخري من الجانب الآخر لدخول "المساعدات"، مشددة أن القيادة السياسية تحمل الحقوق المشروعة لقضية فلسطين على عاتقها وتحرص على مختلف المستويات والأبعاد للانتصار لها، والتي تنوعت بين المساعدات والسعي لدفع مسار السلام والوساطه من أجل تهدئة الأوضاع، لتتكلل باتفاق الهدنة الإنسانية المؤقت من خلال صفقة تبادل الأسرى ويتطلع الجميع إلى أن تقود هذه الهدنة الإنسانية إلى تحقيق هدنة دائمة وسلام دائم.
وأشارت هلالي، إلى أن مصر ترفض بشكل قاطع لا عدول فيه، تهجير الفلسطينيين، سواء بالنزوح داخليًا أو بالتهجير خارج أراضيهم لاسيما إلى الأراضي المصرية في سيناء، وتؤمن أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يكمن في تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وفقًا للمرجعيات الدولية المعتمدة، مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، مشددة أن الدولة المصرية لن تتوقف عن دعم القضية الفلسطينية بكل طرق الدعم، وستواصل جهودها في كافة المحافل الدولية بوقف العدوان ووقف إطلاق النار، وحتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره اعتبر المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي عكست ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية والتي ترتكز على أن السلام هو خيار الإنسانية، وعلى أنه لا مجال للقبول بمؤامرة تهجير الفلسطينيين سواء على الأراضي المصرية أو في أي مكان، فمصر تؤمن بصمود الشعب الفلسطيني المرابط على أرضه والذي لن يتزعزع عنها مهما واجه، لافتا إلى أن أن الدور الدبلوماسي المصري لم ينقطع منذ اندلاع الأزمة الأخيرة لتكثيف الجهود من أجل توحيد الجبهة الإقليمية والدولية للحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء، وتوضيح مفهوم القضية الفلسطينية وحقوقها في ضوء القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.
وأضاف «العسال»، أن كلمة الرئيس السيسي خلال مؤتمر «تحيا مصر وفلسطين»، أكدت للجميع على أن فلسطين هي قضية مصر الأولى التي لم ولن تتخلى عنها وستظل في صدارة الدفاع عنها ومساندتها حتى حصولها على حقوقها كاملة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، والتي أكدت على ما عملت عليه مصر من خلال عقد أول قمة دولية بالقاهرة بمشاركة دولية وإقليمية واسعة من أجل الحصول على إقرار دولي بضرورة وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، التي تصدرت فيها القائمة بنسبة تصل ل80%، كما أن مصر خصصت مطار العريش الدولي لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج بإجمالي 158 رحلة جوية.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أنها أكدت على الموقف المصري الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريا، سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن حفاظا على عدم تصفية القضية والإضرار بالأمن القومي لتلك الدول بالتوازي والذي ستتصدى مصر له بحسم باعتبارها خط أحمر، مؤكدًا أن مؤتمر «تحيا مصر وفلسطين» يضاف لسجل المواقف التاريخية الداعمة للأشقاء.
وأشار العسال، إلى أنها سلطت الضوء على وجود فارق كبير بين استضافة 9 ملايين من الضيوف وبين تهجير الفلسطينيين فالأمر مختلف، في القطاع إذ أنها تهدد بتصفية القضية الفلسطينية برمتها -فإذا تركها أهلها فلن يعودوا لها مرة آخرى- مؤكدا أن الدور المصري لا مجال للمزايدة عليه بأي شكل لاسيما في ظل جهودها التي لا تنقطع على كافة المستويات لدعم أهالي غزة واستقبال الحالات الحرجة وحديثي الولادة لعلاجهم.
من جانبه ثمن المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حضوره مؤتمر "تحيا مصر" لدعم فلسطين، قائلا: نأتي اليوم تكليلا لنجاح الجهود المصرية في إرساء الهدنة التي تم التوصل إليها بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، والتواصل السريع والعاجل الذي استمر منذ اندلاع شرارة الحرب الصعبة التي عاشتها فلسطين على مدار الأيام الماضية.
وأكد الجندي، في بيان له، أن الرئيس السيسي كان حريص خلال كلمته على إظهار الآليات التي تعاملت بها الدولة المصرية تجاه إدارة الأزمة وذلك بمزيج من الحسم في القرار والمرونة في التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات، والتوضيح أمام الرأي العام العالمي بالموقف المصري وكافة الجهود المضنية والتي وصفها الرئيس بـ"خلية إدارة أزمة".
ولفت أن الدولة المصرية لن تدخر أي جهدا في توصيل كافة المساعدات الإنسانية والامدادات لقطاع غزة والتي وصلت حوالي 12 الف طن نقلتهم 1300 شاحنة، منهم "8400" طن قدمتها الدولة المصرية، من خلال الهلال الأحمر المصري، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وصندوق تحيا مصر، بما يبلغ 70% من إجمالى المساعدات، مشيرا إلى أن هذه الأرقام تبرز حجم الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية للقضية الفلسطينية ودعم أشقائها.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن مصر ستظل في طليعة المساندين للفلسطينيين، وكتب تاريخ كفاحها، مقرونا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصرى بالدم الفلسطينى على مدار عقود سابقة شهدت تاريخ مطول من العلاقات والصداقات والروابط التاريخي والتي اعتبرت فيها مصر أن قضيتها العربية الأولى هي القضية الفلسطينية وحملت على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق أشقائها.