أكد سياسيون ونواب، أن مصر حريصة على مواصلة جهودها واتصالاتها التى لا تنقطع من أجل دعم ونصرة القضية الفلسطينية، والتى تبلورت فى بدء سريان الهدنة الإنسانية المؤقتة رسميا، برعاية مصرية قطرية أمريكية، كانت مصر فيها عنصر رئيسي، وتأمل من خلالها للتوصل لهدنة دائمة ترتكز على إحياء مسار السلام واستعادة الاستقرار من جديد بالمنطقة، وتحتفظ فيها بالحق الفلسطينى فى حصوله على حياة آمنة، ووقف مخطط التهجير القسرى.
ويحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على التأكيد فى مختلف مشاركاته بالمحافل الدولية ولقاءاته، وآخرها مباحثاته مع رئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا، على أن هناك حاجة إلى التحرك بشكل مختلف وهو الاعتراف بدولة فلسطينية ودخولها الأمم المتحدة وهو يعكس مسئولية وجدية من المجتمع الدولى ودفع السلام، وأهمية تقديم المجتمع الدولى مساعدات تكفى إعاشة المدنيين الذين يعانون فى القطاع، وأن تكون هناك مناطق آمنة وسط وشمال قطاع غزة، والتحذير من أن دفع المواطنين الفلسطينيين إلى الخروج خارج قطاع غزة أمر خطير لن نقبل.
وقال النائب عمرو درويش، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن مصر تفرض كلمتها فى نصرة القضية الفلسطينية أمام الجميع، مشددا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يحرص فى مختلف أحاديثه وآخرها أمس بستاد القاهرة واليوم فى لقاؤه مع رؤساء وزراء أسبانيا وبلجيكا، بكل ثقة وقوة تأتى لتؤكد أنها ترتكز على دعم شعبى مطلق تجاه قراراته حول الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها.
وأضاف فى تصريح خاص، أن تأكيده بقدرة مصر على الوقوف أمام كافة الخيارات التى من شأنها القضاء على القضية الفلسطينية يؤكد قوة الدولة المصرية وقدرتها فى اتخاذ كل القرارات التى من شأنها حفظ هيبة مصر فى المجتمع الدولى وأن تحافظ على القضية الفلسطينية، فهى تنظر للتهجير القسرى كخط أحمر وهو ما يعنى أنها ستقف بكل إمكانياتها وقوتها مع الشعب الفلسطينى.
وأبدى " درويش" فخره واعتزازه بفعاليات مؤتمر "تحيا مصر وفلسطين" مشيرا إلى أن ما شهده من كلمات وفعاليات تعكس أنه مما لا يدع مجال للشك بأن القضية الفلسطينية تم إحياؤها من جديد بدعم لا يتوقف من مصر وقيادتها السياسية التى ستظل خلفها حتى الحصول على كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وثمن ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل، بدء الهدنة الإنسانية المؤقتة رسميًا والتى جاءت بفضل الوساطة المصرية بالاشتراك مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية وما يصحبها بالتزامن من انطلاق قوافل المساعدات، وتشمل 130 ألف لتر وقود و4 شاحنات غاز بجانب 200 شاحنة للغداء والدواء والماء والإغاثة، وذلك كله بجهود مصرية خالصة، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى بعث برسائل هامة وسط حشد ضخم من المصريين فى مؤتمر تحيا مصر وفلسطين باستاد القاهرة، والتى كانت ليلة الهدنة.
وأوضح "الشهابى" فى تصريح خاص، أن مجهودات القيادة السياسة المصرية فى القضية الفلسطينية واضحة تمامًا، فهى ليست مجهودات بنت اليوم بل لـ75 عاما، مؤكدا أنها دائما السند والشقيقة الكبرى للشعب الفلسطيني، وتصدرت وحدها أمام المخطط الصهيو غربى، الذى كان يستهدف التطهير العرقى والتهجير القسرى بإعلان خلو الأرض من شعبها الفلسطينيين وإقامة دولة غزاوية فى سيناء، مشيرا إلى أن الموقف المصرى القوى والحاسم أوقف وأجهض هذا المخطط والذى عمل على عدم إنهاء كفاح القضية الفلسطينية بتهجير مواطنيها من أرضهم.
وأشار إلى أن مصر راعت مفاوضات كبيرة للوصول لتهدئة الأوضاع، وكانت هى العنصر الحاسم فى ذلك حتى توصلت إلى الهدنة بين أطراف الصراع، مؤكدا أن رسائل الرئيس أكدت الموقف التاريخى لمصر مع القضية وأنها صاحبة الموقف الحاسم فى إنقاذ نضال القضية الفلسطينية من أن تذهب أدراج الرياح، وأن تكون أرض بلا شعب، كما أن تهجير الفلسطينيين يختلف تمام عن استضافة 9 ملايين لاجئ، لذلك يظل التهجير خط أحمر وهو ما سيسجله التاريخ لمصر وقائدها، الذى لن يتخلى عن الشعب وظل معبر رفح مفتوح لدعم شعبها.
وأضاف رئيس حزب الجيل، أنه من أهم رسائل الرئيس بالأمس هو إعلانه أن قضية فلسطين هى قضية مصر الأولى وستبقى فى ضمير كل مصرى والدليل أن مصر قدمت 70% من المساعدات الغذائية والإغاثية والدوائية لشعبها، لافتا إلى أنه لأول مرة يقف رئيس مصر ليربط مصر بفلسطين، ويهتف "تحيا مصر وفلسطين"، والتى كانت رسالة قوية لكل أصحاب المخططات المعادية، ففلسطين لن تذهب كما يحلمون ومصر لن تتخلى عن حلم الوصول لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس.
واعتبر الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن بدء سريان الهدنة الإنسانية ودخولها حيز التنفيذ، برعاية مصرية قطرية أمريكية، يكشف ثمار الجهود المصرية المكثفة الرامية لإرساء السلام فى المنطقة، والتى تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية القضايا وهدفها وقف نزيف الدماء وتحقيق حل عادل وفق الاتفاقيات الدولية وحدود الدولتين، مؤكدا أن جهود الدولة المصرية حيال الأزمة الفلسطينية لايجرؤ أحد المزايدة عليها، وتعكس تلك الهدنة جهود القيادة السياسية والدولة المصرية بكافة مؤسساتها للحفاظ على أشقائنا فى غزة وحقوقهم الأصيلة فى التمتع بالحياة الآمنة فى بلادهم.
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد يجيد استخدام الدبلوماسية لحل أحلك الأزمات المعضلة التى تعجز دول عظمى عنها وهدنة غزة خير شاهد، موجها التحية والاعتزاز للرئيس عبد الفتاح السيسى على جهوده المخلصة ومواقفه الإنسانية الراسخة حيال الأزمة الفلسطينية وحفظ سلام المنطقة وفى القلب منها الدولة المصرية، مشيدا بالموقف الإنسانى الراسخ للرئيس، الذى يمثل نموذجا ونبراسا للتضامن العربى فى مواجهة الأزمات والظروف الصعبة.
وقال إن مؤتمر أمس كان رسالة تضامن شامل وصوت جهورى من أرض مصر لتأكيد أن غزة فى القلب، وهى مساندة قوية وتعضيد معنوى إلى جانب دور مصر الرائد على كافة المستويات والاصعدة، لافتًا إلى أن كلمة الرئيس السيسى فى مؤتمر" تحيا مصر وفلسطين" كانت رسالة قوية لقائد يحرص على اسمى معانى الإنسانية وفى ذات الوقت يقبض بيد من فولاذ لتحقيق الأمن القومى المقدس غير قابل للمساس، ولا مجال تهويد لقضية الأشقاء.
وأكد "خليل"، أن حزب المصريين الأحرار يصطف قيادة وأعضاء مع القيادة السياسية المصرية لما تراه من قرارات أو مساعٍ وأنها على استعداد تام للمشاركة الفعّالة فى أى جهد يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وتحقيق السلام والأمان فى المنطقة، مشددا أن الدولة المصرية تولى جهود ومساعى واسعة إزاء الأزمة الفلسطينية حفاظا على سلام المنطقة ووقف شلال الدماء والدفع لتحقيق حل دائم للقضية مع احتفاظ المواطنين بالعيش الآمن على أراضيهم.
ومن جانبه أكد حزب الحرية المصري، أهمية موقف مصر الداعم والراسخ فى دعم القضية الفلسطينية منذ بداية الصراع، مؤكدا أن اصطفاف الشعب المصرى بفعالية "تحيا مصر.. استجاب. شعب تضامنا مع فلسطين" يرسل رسالة واضحة للأشقاء اننا معهم وسنظل معهم وبجانبهم دائما.
وأضاف الحزب، أن حجم المساعدات الإنسانية التى ذكرها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته مقارنة بإجمالى المساعدات، يؤكد أن مصر لن تدخر جهدا للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، وستظل الدولة المصرية فى دعمها حتى نصل إلى حل جذرى وقاطع لهذه الأزمة.
وتابع الحزب، "تأكيد الرئيس السيسى أن مصر لم تغلق معبر رفح يؤكد أننا لن نتخلى عن القضية أو عن إخواننا ولكن قضية للتهجير القسرى موضوع آخر، فمصر لم ولن تقبل به خاصة بعد الإعلان عن هذه المخططات بشكل واضح وصريح".
وأكد الحزب، أنه يتمنى بجميع قياداته إنهاء هذا الصراع وعودة الحياة إلى قطاع غزة مجددا، دون حرب وقصف، واللجوء إلى طاولة الحوار ووضع المجتمع الدولى الأمور فى نصابها الصحيح وأن يعاقب كل من أخطأ وتسبب فى قتل الأبرياء وإبادتهم وعقابهم عقابًا جماعيا.
بينما تشير النائبة الدكتورة عايدة نصيف، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وعضو البرلمان الدولى، أن موقف مصر دائماً واضح وصريح أمام العالم أجمع، بأنها لن تتوانى فى حقها فى الدفاع عن حدودها المصرية، وردع أية محاولات للمساس بأمنها القومى تحت أى مسمى أو دعوة كانت.
وقالت نصيف فى بيان لها على هامش مشاركتها فى مؤتمر "تحيا مصر فلسطين"، الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الخميس فى استاد القاهرة الدولي، إن مصر كانت وما زالت وستظل داعمة للقضية الفلسطينية كونه واجب وطنى عربي، انطلاقا من المسؤولية التى تقع على عاتقها كونها الشقيقة الكبرى لدول الوطن العربي.
ولفتت أمين سر لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ إلى أن القيادة السياسية المصرية وخلفها الشعب استطاعت إفشال مخطط تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم، وصد محاولات الكيان الصهيونى لتصفية القضية الفلسطينية وإجلاء الشعب الفلسطينى من أراضيه فى الضفة الغربية وقطاع غزة إجبارًا أو بالإبادة الجماعية التى شاهدها الجميع.
وأشادت نصيف بجهود مصر الرامية فى توفير وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثات والوقود والمستلزمات الطبية لسكان قطاع غزة، وتحملها معاناة وثمن هذه التضحيات، إذ تصدت لعمليات القصف التى شنها الاحتلال الإسرائيلى بالقرب من معبر رفح لرفض مرور تلك المساعدات، لكن الجهود المصرية وإصرار مصر كان له الرد الأكبر، ومرت أطنان المساعدات للأشقاء فى غزة، واستقبلت المستشفيات المصرية الأطفال الفلسطينيين ومرضى السرطان لتلقى العلاج.
واستنكرت عضو البرلمان الدولى صمت المجتمع الدولى ومنظمات حقوق الإنسان الدولى أمام جرائم الكيان الصهيونى الوحشية فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل، مثمنة الجهود المصرية فى التوصل إلى هدنة إنسانية فى غزة، إلى جانب العمل للوصول إلى حلول إلى وقف إطلاق دائم للنار، والعمل على وقف الاقتتال وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه الشرعية وفقًا للقوانين والمواثيق الدولية.