تواصل الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جهودها المكثفة من أجل تعريف العالم بالقضية الفلسطينية وتأكيد حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، حيث التقى الرئيس السيسي، رئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا، بيدرو سانشيز وألكسندر دى كرو، خلال زيارتهما إلى القاهرة، والتى تتزامن مع دخول الهدنة الإنسانية فى قطاع غزة حيز النفاذ بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من الحرب فى قطاع غزة، والتى خلفت قرابة 15 ألف شهد غالبيتهم من المدنيين العزل.
ويؤكد عدد من أعضاء مجلس النواب أن هذه الزيارة تعكس حجم الجهد الدبلوماسى الذى بذلته الدولة المصرية منذ بدء الحرب بهدف خفض التصعيد، وهى الجهود التى تبلورت فى قمة القاهرة للسلام، وما تبعها من اتصالات مصرية ـ أوروبية عالية المستوى، وصولاً إلى تنسيق مصرى ـ قطرى، كان له سبب رئيسى فى الوصول إلى تفاهمات بين الفصائل الفلسطينية وسلطات الاحتلال، حيث ترتكز الزيارة الحالية، والتى تأتى ضمن جولة شرق أوسطية، على بناء تفاهمات أكثر شمولاً تؤدى بدورها إلى تمديد الهدنة الانسانية المؤقتة، وتفتح الباب أمام استئناف عملية السلام والتفاوض على مبدأ حل الدولتين.
"عربية النواب": موقف مصر الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين يحظى بتأييد دولى كبير
وفى هذا السياق، أكد النائب أحمد فؤاد أباظة، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن موقف مصر الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين خارج قطاع غزة يحظى بتأييد دولى كبير وواسع النطاق، مشيداً بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه مع رئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا، والتى أكد فيها أن دفع المواطنين الفلسطينيين إلى الخروج خارج قطاع غزة أمر خطير ونقله للرئيس الأمريكى جو بايدن قائلا: بايدن أكد لى أنه لن يسمح بتهجير قسرى خارج القطاع وتم تأكيد الأمر مع رئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا.
كما أشاد "أباظة" فى بيان له، بتأكيد الرئيس السيسى خلال هذا اللقاء وقوله الواضح والحاسم "لن نسمح بالتهجير القسرى للفلسطينيين وإحنا استقبلنا 9 ملايين مواطن، وده أمر نتيجة ظروف مختلفة لناس عندهم مشاكل أمنية فى بلادهم فى سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق، لكن القطاع أمر مختلف خالص، وده أمر لن نسمح به أو نقبله للتهجير أو تصفية القضية الفلسطينية."
وأكد النائب أحمد فؤاد أباظة، أن الرسائل الواضحة والحاسمة من مصر حول ملفات الحفاظ على أمن مصر واستقرارها وحماية حدودها والرفض وبشكل قاطع التهجير القسرى للفلسطينيين، مشيراً إلى أن رؤية مصر تجاه دعم ومساندة القضية الفلسطينية والأشقاء الفلسطينيين أصبحت واضحة أمام العالم كله، وهى تتمثل فى اعتبار مصر لهذه القضية بمثابة قضية وطنية لها أولوية قصوى فى سياسات مصر إقليمياً وعربياً ودولياً، وأن مصر قيادة وحكومة وبرلماناً وشعباً لن يهدأ لها بال ويغمض لها جفن إلا بتحقيق حلم الفلسطينيين والمصريين والعرب فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لكامل التراب الفلسطيني.
وكيل "أفريقية النواب": مصر أكدت للعالم رفضها للتهجير القسرى والوقف الفورى للعدوان ضد الفلسطينيين
ومن جانبه، اعتبر الدكتور محمد سليم، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى أكد فيها أن هناك توافقاً وتفاهماً حقيقياً تجاه رفض التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية وأن المرحلة الآتية هى مرحلة احتواء للتصعيد الموجود ومحاولة تهيئة بيئة مناسبة وإدخال مساعدات بمثابة دليل قاطع على نجاح مصر فى استمرار تواجه القضية الفلسطينية فى صدارة المجتمع الدولى.
وقال "سليم"، إن الرئيس السيسى بعث للعالم كله من خلال هذه التصريحات الواضحة والحاسمة مجموعة الرسائل العاجلة وفى مقدمتها تأييد المجتمع الدولى لرؤية مصر التى رفضت فيها وبشكل قاطع أية محاولات للتهجير القسرى للفلسطينيين سواء إلى سيناء أو الأردن، مؤكداً أن الرسالة الثانية تتمثل فى تجديد مصر لمطلبها للوقف الفورى للاعتداءات الوحشية من جيش الاحتلال الاسرائيلى والرسالة الثالثة تتمثل فى حث مصر للمجتمع الدولى بجميع دوله ومنظماته بالإسراع فى إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة.
وأكد الدكتور محمد سليم، الأهمية الكبيرة لتأكيد الرئيس السيسى لرئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا، أن مصر بكل تواضع قدمت حتى الآن ما يقرب من 70 أو 75% من المساعدات التى قدمت للقطاع رغم ظروفنا الاقتصادية ومهم جدا أن يدخل المجتمع الدول مساعدات تكفى لإعاشة 2.3 مليون فلسطيني، مطالباً من مختلف دول العالم بصفة عامة والدول الكبرى والغنية بصفة خاصة الإسراع فى تقديم جميع أنواع الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى الذى يعانى معاناة كبيرة وغير مسبوقة فى تاريخ البشرية جمعاء من نقص فى الغذاء والدواء والرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها، بعد تدمير جيش الاحتلال للعديد من المستشفيات والمؤسسات التعليمية والمبانى الحكومية والمنازل داخل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
كما أشاد الدكتور محمد سليم بتأكيد الرئيس السيسى وقوله بالنص: المعبر لم يغلق ولن يغلق وذلك لنسمح بدخول المساعدات وخروج الرهائن والأسرى والجنسيات الأجنبية من كل الدول الصديقة ومن لها رعايا داخل القطاع من أكثر من 30 دولة، ومن جانبنا لم نعطل أبدا خروج الرعايا، لأن الأمر كان مرتبطا بموافقة الجانب الإسرائيلى على خروج الرعايا.