>>أستاذ قانون دولي مشارك بقمة المناخ: إسرائيل انتهكت عشرات المواد التي تحمي البيئة خلال حروبها
>>أستاذ قانون دولي مشارك في قمة المناخ بالامارات: يجب فرض عقوبات على إسرائيل لوقف حروبها المدمرة للبيئة
>>وتعويض الفقراء عن الاضرار مبدأ راسخ في القانون.. والتسويات الودية هي الحل
>>إسرائيل استخدمت أسلحة محرمة دولياً كالفسفور الأبيض والقنابل العنقودية
48 ساعة على بداية انطلاق مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، حيث بدأ العد التنازلى لاستضافة فعاليات قمة المناخ، والتي تحتضنها مدينة إكسبو دبي بالإمارات في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر، ومشاركة ممثلي دول العالم وحضور أكثر من 70 ألف مشارك، بما فيهم رؤساء الدول والحكومات والوزراء، وممثلين عن المنظمات المجتمع المدنى غير الحكومية، والقطاع الخاص، والشعوب الأصلية.
جرائم إسرائيل البيئية في قطاع غزة ستكون على قائمة أعمال قمة المناخ بدبى، بعد أن خلفت الحرب على مدار 49 يوما من قصف غزة أكثر من (13,300) شهيد، بينهم أكثر من (5,600) طفل، و(3,550) امرأة، وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية (201) من الأطباء والممرضين والمسعفين، كما واستشهد (22) من طواقم الدفاع المدنى، وكذلك (60) صحفيًا، فيما وصل عدد إجمالى المجازر التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى أكثر من (1,340) مجزرة، فيما بلغ عدد المفقودين أكثر من (6,500) مفقودٍ إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة فى الشوارع والطرقات ويمنع الاحتلال أحدًا من الوصول إليهم، بينهم أكثر من (4,400) طفلٍ وامرأة، فيما زاد عدد الإصابات عن (31,000) إصابة، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.
بالأرقام.. قائمة ما خلفته الحرب على غزة
وبلغت عدد المقرات الحكومية المدمرة (98) مقرًا حكوميًا، و(266) مدرسة منها (66) مدرسة خرجت عن الخدمة، وكانت آخر المدارس التى تعرضت إلى استهداف ومجازر المدرسة الماليزية بالنصيرات ومدرسة الكويت شمال غزة ومدرسة الأونروا فى مخيم البريج، فيما بلغ عدد المساجد المدمرة تدميرًا كليًا (83) مسجدًا، وبلغ عدد المساجد المدمرة تدميرًا جزئيًا (170)، إضافة إلى استهداف (3) كنائس، كما بلغت عدد الوحدات السكنية التى تعرضت إلى هدم كلى (43,000) وحدة سكنية، إضافة إلى (225,000) وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئى، وهذا يعنى أن حوالى 60% من الوحدات السكنية فى قطاع غزة تأثرت بالعدوان ما بين هدم كلى وغير صالح للسكن وهدم جزئي، واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلى على المستشفيات بشكل خاص وتهديد الطواقم الطبية، فقد خرج عن الخدمة نتيجة العدوان الإسرائيلى (25) مستشفى و(52) مركزًا صحيًا، كما واستهدف الاحتلال (55) سيارة إسعاف، فيما خرجت عشرات سيارات الإسعاف عن الخدمة بسبب نفاد الوقود
الكيان المحتل أسقط على أهالى غزة أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات
إسرائيل أسقطت على أهالى قطاع غزة أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات في إطار حربها الهمجية واسعة النطاق المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي بما يعادل قنبلتين نوويتين، وهو ما خلف وراه تلك القائمة من الخسائر البشرية والسكانية والمجتمعية، وهو ما سيكون على أولوية اجندة قمة الامارات للمناخ التي تعد محطة حاسمة ومحورية فى صياغة المستقبل المشترك للدول العربية والدول المتأثرة بالتغيرات المناخية، من أجل حشد الجهود والسعي لتحقيق توافق في آراء القادة والأفراد من مختلف أنحاء العالم، بهدف إيجاد حلول ملموسة وفعالة تحقق أهداف العمل المناخي، حيث سيركز على التصدي لتداعيات تغير المناخ.
ونتيجة استمرار الحرب وعدم وضوح الرؤية متى تنتهى – حتى كتابة تلك السطور - ليست هناك حتى الآن دراسات علمية دقيقة لآثار المتفجرات على الهواء المحيط، ولا توجد دراسات علمية لآثار هذه المتفجرات على أجساد سكان القطاع، وعلى التربة الزراعية في غزة، خاصة وأن العالم البيئي يهتمُّ بالدرجة الأولى بالبيئة لأنها مستقبل البشر أجمعين، والبيئة هي الناظم الوحيد، الذي يشترك فيه العالم، لأنها لا تعرف الحدود الجغرافية، وليست مرتبطة بأسماء الدول، وأنماط الحكومات فيها، فالكوارث تعُم على الجميع بلا استثناء، فغزة ليست منكوبة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ونفسيا فقط، بل إنها منكوبة بيئيا.
تجريد غزة من غلافها الأخضر
ورغم كل هذه الأرقام التي تم ذكرها نتيجة ما خلفته الحرب في غزة فقد أقدم المحتلون أيضا على جريمة خطيرة، وهي تجريد غزة من غلافها الأخضر، فجرافات الاحتلال، وقنابله اقتلعت عشرات آلاف الأشجار، ونزعت الخضرة عن جلد غزة، وهذه بالتأكيد جريمةٌ بيئية لا تقل خطورة عن الدمار والقتل والتخريب، فكم شجرة زيتون ونخيل وغيرها من المساحات الزراعية جرى تدميرها، فما آثار الدمار على بيئة سكان قطاع غزة وصحتهم، وأبرز الجرائم البيئية الأخرى في غزة، تلك الجرائم المتعلقة بتدمير مصادر المياه الجوفية في غزة، فغزة كما هو معروف، تشرب ماء البحر، فلم تعد هناك مصادر مائية صالحة للشرب، وعلى الرغم من ذلك فقد أقدمت إسرائيل على أمرين خطيرين؛ الأول تدمير معظم خزانات المياه في غزة، وتلويث الآبار الجوفية بالمتفجرات، مخترقة الأعماق، بادِّعاء وجود أنفاق إرهابية، فلم تعد هناك حياة بالأساس في شمال القطاع.
أستاذ قانون دولي مشارك بقمة المناخ: إسرائيل انتهكت عشرات المواد التي تحمي البيئة خلال حروبها
وفى هذا الإطار - يؤكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام والخبير في النزاعات الدولية، مشاركته في قمة المناخ (COP28) التي ستنعقد بعد يومين في الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها فرصة لتسليط الضوء على القضايا البيئية ذات الأولوية على الصعيد العالمي، موضحًا أن من أبرز بنود أجندة القمة مناقشة آليات التمويل اللازمة لمساندة الدول الأشد تضررًا من تداعيات تغير المناخ، إلى جانب البحث في سبل التكيف مع آثاره السلبية وكيفية دعم الاقتصاد الأخضر، فضلا عن قضايا الشباب والمساواة بين الجنسين فيما يتعلق بالتغير المناخي ودورهم في مواجهة هذا التحدي العالمي، بالإضافة إلى أهمية تبني الحلول القائمة على الطبيعة للتخفيف من حدة الانبعاثات والتلوث.
وبحسب "مهران" في تصريح لـ"برلماني": وتتطرق قمة المناخ (COP28) إلى أهمية إبراز الآثار البيئية الكارثية التي خلفتها حروب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين وخاصة قطاع غزة، لافتاً إلي أهمية تعرف العالم أجمع بدور إسرائيل المدمر للبيئة وتسببها في حدوث كوارث بيئية عديدة نتيجة حروبها المستمرة على غزة واستخدامها أسلحة محرمة دولياً كالفسفور الأبيض والقنابل العنقودية، موضحًا أن إسرائيل انتهكت العشرات من مواد اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية التي تحظر استخدام وسائل وأساليب القتال التي من شأنها إلحاق أضرار بالبيئة أو تدميرها، منها المادة 35 (3) والمادة 55 من البروتوكول الأول.
ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لمحاسبة إسرائيل وردعها
ووفقا لـ"مهران": أن اسرائيل انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حظر استحداث تطوير إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة، التي حظرت تماما الأسلحة الكيماوية واستخدامها ضد المدنيين، فضلا عن أن إسرائيل تسببت في دمار بيئي هائل بقطاع غزة جراء قصف البنى التحتية ومحطات معالجة مياه الصرف ومصانع الكهرباء والوقود، مما أدى لتلوث الهواء والماء والتربة، فضلاً عن وجود المئات من الجثث تحت أنقاض المباني المدمرة مما يهدد بحدوث كارثة صحية.
وشدد الخبير القانوني الدولى على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لمحاسبة إسرائيل وردعها عن ارتكاب المزيد من الجرائم البيئية بحق الشعب الفلسطيني العزل، موضحاً أنه يتعين على مجلس الأمن إصدار قرارات صارمة بحق إسرائيل تلزمها بوقف عدوانها على غزة وانتهاكاتها البيئية، وكذلك ينبغي فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إسرائيل مثل حظر تصدير تكنولوجيا أو معدات عسكرية لها، بالإضافة إلى إحالة ملف جرائمها البيئية للمحكمة الجنائية الدولية.
تعويض الدول الغنية للبلدان الفقيرة عن أضرار تغير المناخ
وأكد أستاذ القانون الدولي أنه لا بد من ردع إسرائيل ووقف إفلاتها من العقاب حتى تمتثل لقواعد القانون الدولي البيئي وتوقف حروبها غير المتكافئة التي تدمر البيئة وتهدد حياة الملايين، داعياً إلي ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها البيئية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك إلزامها بدفع تعويضات لإعادة إعمار البنية التحتية البيئية في غزة التي دمرتها حروبها غير المتناسبة".
وبين "مهران" أن فكرة تعويض الدول الغنية للبلدان الفقيرة عن أضرار تغير المناخ أساسها القانوني راسخ، حيث يعتبر الالتزام بالتعويض عن الأضرار من المبادئ الثابتة في القانون الدولي، كما يمثل هذا التعويض أقل ما يمكن تقديمه للأجيال المتضررة من تداعيات تغير المناخ، مشيراً إلى أن منح التعويضات ما هو إلا تطبيق لقواعد العدالة والمسؤولية المشتركة بين الدول، مبيّناً أن التسويات الودية بين الدول هي الحل الأمثل للتغلب على صعوبة تقبل فكرة التعويضات، معتبرًا أن التعاون الدولي ضروري لمواجهة التحديات الناجمة عن تغيّر المناخ.
الفلسطينيين يتعرضون الآن لإبادة جماعية في غزة
من جانبها، قالت نسرين التميمي رئيس سلطة جودة البيئة الفلسطينية، إن الفلسطينيين يتعرضون الآن لإبادة جماعية في غزة، فالقطاع كان يعتبر من أكبر المناطق كثافة سكانية في العالم، والآن هؤلاء البشر يعانون من نقص كل أساسيات الحياة، حيث أن أن قطاع غزة قبل أحدث 7 أكتوبر وقبل الحرب عليه كان يعاني من مشكلات بيئية وصحية نتيجة وقوعه تحت الحصار الإسرائيلي، والقطاع كان يعاني من شح المصادر المائية، وتلوث الهواء، ومن أقل حقوق الإنسان أن يعيش في بيئة نظيفة وصحية، وهذا لم يتوفر لسكان غزة ولا للفلسطينيين في الضفة.
وذكرت خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الفرد في غزة كان يحصل على أقل من 20 لتر مياه في اليوم، والأمم المتحدة قالت إن الحد الأدنى هو 100 لتر للفرد يوميا، فهذه المشكلات البيئية والصحية كانت موجودة قبل الحرب، فما بالك بالوضع الآن وكيف وصلت المستويات الكارثية للوضع، والتي سيمتد تأثيرها لسنوات على أهالى قطاع غزة.