على أوتار متوازية بإيقاع متجانس، تعزف الدولة المصرية لتؤكد للعالم قوة حضورها فى الملفات كافةً، وبالقوة نفسها، فلم تغفل يوما قضية أو محور، تحرص على المتابعة الدؤوب لجميع القضايا التى تهم الداخل والمنطقة والمجتمع الدولى على حد سواء.
يُعد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP28، "قمة المناخ cop28" المنعقد حاليا فى دبى، أحد المنابر التى تخاطب مصر العالم من خلالها هذه الأيام، فكانت لمصر مشاركة مميزة، تمثلت فى وفد رفيع المستوى فى مقدمته الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجناح مميز فى المنطقة الخضراء، إضافة لمشاركة مصرية فاعلة فى العديد من الأنشطة المقامة على هامش اجتماعات كوب28.
رسائل مصر
بعثت مصر، بعدة رسائل، من خلال كلمات الرئيس السيسى أمام القمة ، التى شدد فيها على ضرورة تكاتف المجتمع الدولى لمواجهة تغير المناخ، وقال مدافعا عن الدول النامية" إننا نتعامل مع كوارث مناخية تفوق قدرة كثير من الدول"، وهى رسائل تمثل امتدادا لخارطة الطريق التى وضعتها خلال انعقاد cop27 ، فى شرم الشيخ ، والجهود التى تواصلت عقب القمة ولمدة عام، من أجل خفض الانبعاثات الكربونية وتوحيد الجهود الإقليمية والدولية فى هذا الصدد، كما أشار إلى أن الدولة المصرية حرصت خلال قمة المناخ "كوب 27" فى شرم الشيخ على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار المناخية.
وقد أشاد المشاركون فى قمة المناخ فى دبى بجهود الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف على مدار العام الماضي انطلاقاً من قمة شرم الشيخ في نوفمبر 2022، والتي ركزت على الموضوعات التي تهم الدول النامية بشكل عام والأفريقية على وجه الخصوص، خاصة ما يتعلق بتعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولي، فضلاً عن تأكيد ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ.
وأكدت مصر من خلال مشاركتها فى أعمال قمة المناخ فى دبى، أهمية توحد الجهود من أجل إنقاذ الأرض من مخاطر الاحتباس الحرارى، ورفع قدراتها اللازمة للتحول إلى الطاقة الخضراء، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسى أيضا خلال المباحثات التى عقدها مع عدد من رؤساء الدول والحكومات.
مشاركة ناجحة
بجناح كبير يعرض فيه العديد من القصص التي تؤكد نجاح مصر في التعامل مع قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاعات المختلفة، إضافة إى عدد من الفعاليات المصرية بالتعاون مع القطاع الخاص، والجامعات، وعدد من المنظمات الأممية.
وبرزت خلال فعاليات القمة جهود مصر على صعيد مكافحة تغير المناخ، وتم استعراض آخر مستجدات تنفيذ الخطط والقرارات التي أسفرت عنها قمة المناخ في شرم الشيخ العام الماضى، كما طرحت مصر خلال القمة "حلول مناخية للحفاظ على السلام"، وقدمت عددا من الفعاليات الخاصة بتسريع الشراكة مع الأطراف المختلفة بها لتحقيق التكامل بين مواجهة تغير المناخ وصون التنوع البيولوجي، ومبادرة "العمل من أجل التكيف مع المياه والقدرة على الصمود AWARE".
كما تشارك مصر بقائمة للمشروعات الخضراء الذكية وفى هذا السياق أيضا تشارك وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المنسق والمبعوث الوزاري لمؤتمر المناخ COP27، وتركز على تمويل المناخ وآليات التنفيذ، والدفع بموضوع التمويل المناخي وتوصيل أصوات الدول الأطراف.
تفعيل لقرارات cop27
ومن ناحية أخرى، جاءت مبادرات cop28 ، تفعيلا للقرارات التي أثمرت عنها النسخة السابعة والعشرين COP27 في شرم الشيخ نوفمبر الماضى، لعل من أبرزها صندوق الخسائر والأضرار، لدعم دول الدول النامية الخاسر الاكبر فى قضية المناخ رغم أن مساهمتها فى الانبعاثات الكربونية تعد الأقل، ما يفرض على الدول الكبرى تعويض تلك الدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ والتي تقع في الخطوط الأمامية لمواجهة الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.