وسط الأدخنة المتصاعدة من القصف الوحشى في قطاع غزة والمستمر منذ أكثر من 75 يوما، بدأت تلوح في الأفق مؤشرات تمهد الطريق لهدنة قريبة في القطاع، بعد أن بلغت إسرائيل لمعدل خسائر غير مسبوق في صفوفها، وتعرض قادتها لضغوط دولية بسبب الوضع الإنسانى الذى خلفته الحرب، فيما الضغط الأكبر يأتي من أهالى الرهائن لدى حركة حماس والذين توعدوا مؤخرا بملاحقة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى قضائيًا.
جهود الوساطة المصرية القطرية مستمرة دون توقف منذ أن انهارت الهدنة الأولى التي انطلقت في 24 نوفمبر والتي استمرت لمدة أسبوع أتاحت الإفراج عن 80 رهينة كانوا محتجزين في قطاع غزة في مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية تفاصيل العرض الذى قدمته إسرائيل لهدنة جديدة، وألمحت الصحف الإسرائيلية إلى حصول الجهات المسئولة عن ملف التفاوض في تل أبيب ضوء أخضر، لإجراء صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وقال موقع والا الإسرائيلي نقلا عن سياسيين إسرائيليين ومصدر غربي مطلع، كشف عن عرض قدمته حكومة نتنياهو على حركة حماس عبر الوسطاء يقضي بهدنة تمتد لمدة أسبوع على الأقل، لقاء الإفراج عن 40 محتجز إسرائيلي.
من جهتها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن إسرائيل باتت مستعدةً لإطلاق أسرى فلسطينيين وصفتهم بالمهمين، حتى ممن أدينوا بعملياتٍ أسفرت عن مقتل إسرائيليين، لافته إلى أن إسرائيل تواجه ضغطا داخليا متزايدا خاصة من عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس، لإبرام صفقة تبادل جديدة، وإطلاق سراح من تبقى في قطاع غزة، في ظل فشل الخيار العسكري حتى الآن في تحرير الرهائن.
كذلك كشفت مصادر أمريكية لموقع أكسيوس، أن إسرائيل تعرض وقف القتال في غزة لمدة أسبوع واحد على الأقل في إطار صفقة جديدة مقابل إطلاق سراح 40 رهينة إسرائيلية محتجزين فى غزة، وأشار الموقع إلى أن الافتراض الذي قدمه الإسرائيليون هو الأول الذي تقدمه منذ انهيار اتفاق الشهر الماضي الذي أدى إلى وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام والإفراج عن أكثر من 100 رهينة.
وقال مسئولون إسرائيليون، وفقا لأكسيوس، إن الاقتراح يظهر أن إسرائيل مصممة على إعادة الانخراط في مفاوضات جادة من أجل إطلاق سراح مزيد من الرهائن، حتى مع قول حماس إنها لن تستأنف المفاوضات طالما استمر القتال.
واليوم عبرت كل من إسرائيل وحركة حماس استعدادهما لهدنة جديدة، وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هيرتسوغ، إن إسرائيل مستعدة لهدنة في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن، ووفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، قال مايكل، أنه "من السابق لأوانه القول ما إذا كان هناك اتفاق"، مشيرا إلى أن "مطالب حماس أكبر مما كانت عليه في الهدنة السابقة".
وأضاف: "كانوا يأملون وقفا دائما لإطلاق النار، لكنني آمل أنه تحت ضغط ما نقوم به على الأرض، بالإضافة إلى الضغط من الوسطاء، سيوافقون على التوصل إلى اتفاق"، وتابع الدبلوماسي الإسرائيلي: "لكن من السابق لأوانه تأكيد ذلك في هذه المرحلة".
ويأتي ذلك عقب تصريحات رئاسية من تل أبيب قال فيها يتسحاق هيرتسوغ :"يمكنني أن أكرر حقيقة أن إسرائيل مستعدة لهدنة إنسانية أخرى ومساعدات إنسانية إضافية من أجل تمكين إطلاق سراح الرهائن"، وتابع يتسحاق: "المسؤولية تقع بالكامل على عاتق رئيس حماس في غزة يحيى السنوار وقيادة الحركة".
فيما قالت حركة حماس، إن وفدا من الحركة يضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إلى مصر لإجراء مفاوضات بشأن إعلان هدنة محتملة، وقالت حركة حماس، في بيان، إن هنية وصل إلى القاهرة "لإجراء مفاوضات مع المسئولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والعديد من الملفات الأخرى".
وقالت الخارجية الأمريكية، إنه يمكن التوصل إلى هدنة إنسانية ممتدة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح المحتجزين، وتابعت الخارجية الأمريكية، أن واشنطن سترحب بقرار يدعم تلبية الاحتياجات الإنسانية لغزة ولكن تفاصيل القرار مهمة.
وأوضحت الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تعمل مع زملاء في مجلس الأمن لحل قضايا معلقة متعلقة بمشروع قرار خاص بغزة.