يوما بعد يوم يزداد الوضع الإنساني فى قطاع غزة مأساوية، ففى حين تستمر إسرائيل فى عدوانها الغاشم على المدنيين، لم تتمكن المنظمات الدولية من إيقافها، فى ظل حضور دعم امريكى مطلق لتل أبيب، وفيتو حاضر لعرقلة كل محاولات مجلس الأمن الدولى إيقاف الحرب.
وتصاعدت تحذيرات المنظمات الدولية من خطورة الوضع فى غزة، و نددت كلٌّ من منظمة الصحة العالمية واليونيسف باستمرار استهداف المستشفيات في قطاع غزة، وحذرتا من التراجع الكبير في عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة.
ومنذ بداية الحرب والجيش الإسرائيلي يشن "حملة ممنهجة وشرسة"، ضد مستشفيات القطاع، خاصة في المناطق الشمالية، وإن هذه الحملة، تتراوح بين الاستهداف الجوي، والمدفعي والمحاصرة والاقتحام والاعتقال والقصف، الأمر الذي هدد حياة آلاف المرضى والجرحى في مناطق عمل هذه المستشفيات.
ووفقا لبى بى سى، إلى جانب اقتحام وتدمير مستشفيات شمالي القطاع، تفيد التقارير باستهدفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية، لمستشفيات في جنوبي القطاع، كان آخرها "مجمع ناصر الطبي" في خان يونس.
كما حولت القوات الإسرائيلية مستشفى العودة، إلى ثكنة عسكرية تحتجز بداخلها العشرات من كوادره الطبية، والمرضى والنازحين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في بيان، إن "قوات الجيش تحتجز داخل مستشفى العودة، 240 شخصا منهم 80 من الكادر الطبي و40 مريضا و120 نازحا، بلا ماء ولا طعام ولا دواء، كما منعت الحركة بين الأقسام".
من جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية أن شمال غزة أصبح تماما بدون مستشفيات قادرة على العمل، في ظل نقص الوقود والأطقم الطبية والإمدادات الصحية.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة ريتشارد بيبركورن إن المستشفى الأهلي كان الأخير القادر على العمل، لكنه أصبح يعمل الآن بالحد الأدنى.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة ريتشارد بيبركورن: "لم تعد هناك مستشفيات قادرة على العمل في الشمال".
وقال بيبركورن في غزة أن الوضع في غزة محزن وكارثي للغاية، وأضاف أن جميع المرضى في مستشفى كمال عدوان تم إجلاؤهم إما لمستشفى الأهلي أو الشفاء.
ووفق ما أكدته منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، فأن المستشفيات في القطاع تشكّل هدفاً للعملية العسكرية الإسرائيلية، ما تسبب بتوقّف الكثير منها في القطاع، وآخرها مستشفى كمال عدوان الذي خرج من الخدمة.
كما تسبب هذا الاستهداف بأوضاع مأساوية في مستشفيات أخرى، وجديد هذه الممارسات في مستشفى العودة، حيث أفادت مصادر طبية بأن القوات الإسرائيلية حوّلته إلى ثكنة عسكرية، حيث تحتجز 240 شخصاً من الكوادر الطبية والمرضى إضافة إلى نازحين مقيمين داخله.
من جهته، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن أكثر من 800 ألف فلسطيني في المناطق الشمالية لقطاع غزة محرومون من الخدمات الطبية.
وأعلنت منظمة اليونيسف أن الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر الأطراف بالمستشفيات يُقتلون داخل المستشفيات نفسها، ووصفت المنظمة غزة بأنها أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال.
كما أعلن مدير المستشفى الأهلي في غزة توقف العمل في المستشفى، بعد أن اقتحمته القوات الإسرائيلية وقامت باعتقال عدد من الأطباء والممرضين والجرحى.
وإجمالا، بات أكثر من 22 مستشفى خارج الخدمة إضافة إلى 138 مؤسسة صحية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي ونقص الوقود والعاملين.
في حين تتعرض المستشفيات التي لا تزال مفتوحة لضغوط متصاعدة وخانقة إما من جراء القصف وإما من جراء الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى الذين يصلون تباعاً إليها.
وحذر الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اليوم، من انتشار الأمراض والجوع في قطاع غزة في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار بالقطاع المحاصر.
وقال غيبريسوس، في منشور على منصة "إكس"، إن الجوع يضعف دفاعات الجسم ويفتح الباب أمام الأمراض، مضيفا أن غزة تشهد بالفعل معدلات مرتفعة لتفشي الأمراض المعدية، وحالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعفت 25 مرة عما كانت عليه قبل العدوان.
وأوضح أن مثل هذه الأمراض يمكن أن تكون مميتة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، لا سيما في ظل غياب الخدمات الصحية العاملة، مشددا على الحاجة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري.