الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:17 م

تأكيد مصري – ألماني على رفض تهجير الفلسطينيين.. وزير الخارجية: استمرار الاحتلال الإسرائيلي سبب رئيسي في حالة عدم الاستقرار.. شكرى ينتقد عجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان على غزة .."بيربوك": مصر تلعب دورا محوريا

تأكيد مصري – ألماني على رفض تهجير الفلسطينيين.. وزير الخارجية: استمرار الاحتلال الإسرائيلي سبب رئيسي في حالة عدم الاستقرار.. شكرى ينتقد عجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان على غزة .."بيربوك": مصر تلعب دورا محوريا مؤتمر وزير الخارجية سامح شكرى مع نظيرته الألمانية
الثلاثاء، 09 يناير 2024 04:00 م
كتب أحمد جمعة

جدد وزير الخارجية سامح شكري، الثلاثاء، تأكيد رفض مصر التام للإجراءات المتخذة لإجبار الشعب الفلسطيني على التهجير من غزة، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

أكد الوزير شكري أن المباحثات تناولت العلاقات المتميزة بين البلدين والأوضاع في غزة، الآثار الإنسانية المدمرة نتيجة استمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية، بالإضافة لنفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكيفية التعامل مع الأوضاع بشكل يحافظ على وحدة غزة والضفة الغربية، موضحا أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي سبب رئيسي في حالة عدم الاستقرار.

بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك رفض بلادها وبكل وضوح لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، مضيفة: الفلسطينيين لديهم أرضهم في قطاع غزة ويجب ألا يتدفقوا إلى مصر...قمت بزيارة قرية فلسطينية بالضفة الغربية يتعرض سكانها للطرد والتهجير من قبل المستوطنين الإسرائيليين ، وهي قضية مهمة".

ونوهت بيربوك ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير  إلى أن هناك توافقا مصريا ألمانيا على أنه لا يمكن التوصل لسلام إلا من خلال حل الدولتين، مؤكدة أن القاهرة وبرلين تجمعهما القلق على المنطقة وأن تتسع رقعة الصراع ويتفقان على ضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية في غزة.

وأشارت إلى أنها ناقشت مع وزير خارجية مصر الوضع الشائك في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية المحتجزين ، وكيفية التوصل لهدن إنسانية كي يتم التوصل لوقف إطلاق نار مستدام، مشيدة بالدور المصري المحوري والمساعي الحميدة التي تبذلها في هذا المجال.

وأكدت على ضرورة وجود فترات من الهدنة الإنسانية بهدف وقف إطلاق النار على المدى الطويل، قائلة : "إن الوصول لسلام لا يمكن أن يتم إلا بشكل مشترك بمشاركة الفلسطينيين ودول الجوار ويجب أن تكون هناك ضمانات للأمن والسلامة في المنطقة ، ويجب ألا يكون هناك تهديد للاستقرار للمنطقة بسبب الإرهاب ، ولا يكون هناك تهديد مباشر لوجود إسرائيل، وأن يكون هناك حق للجميع للعيش في أمن وسلام".

وأشارت إلى أنها ناقشت مع الوزير شكرى المستقبل والحل السياسي للأزمة فى غزة، مؤكدة أن معاناة السكان لا يمكن قبولها وأنه يجب وضع حد للصراع ولابد من التفكير في المستقبل ولابد من تبادل وجهات النظر في هذا الشأن.

أكدت وزيرة خارجية ألمانيا ضرورة العمل سويا بين مصر وألمانيا كي تصل المساعدات بصورة أسرع ولا تتعطل بسبب الإجراءات الإسرائيلية، موضحة أن مصر تلعب دورا محوريا في إيصال المساعدات الإنسانية ومعالجة المصابين من غزة.

وأضافت : "يجب وضع عدد من الأمور في عين الاعتبار كي ندعم المدنيين في غزة"، منوهة بأن بلادها ضاعفت المساعدات الإنسانية لغزة حيث وصلت إلى 211 مليون يورو كما قامت مؤخرا بإرسال عدد من الحضانات للأطفال الرضع ومساعدات إنسانية أخرى لكنها ليست كافية للوفاء باحتياجات 2.5 مليون مواطن في غزة وغير كافية عند الحديث عن حياة كريمة هناك.

وقالت : "إن الكثيرين لا يفهمون تضامن ألمانيا مع إسرائيل ، ولكن بالنسبة لألمانيا فالأمر واضح حيث تعرضت إسرائيل لهجوم من حركة حماس في 7 أكتوبر ويجب عليها أن تدافع عن نفسها ولكن طبقا للمعايير المقبولة"، مشيرة إلى أنها التقت خلال زيارتها إلى إسرائيل أمس مع بعض المحتجزين الذين تم تحريرهم.

أكدت رفض بلادها لتعريض المدنيين في غزة للخطر، داعية الجانب الإسرائيلي لحماية المدنيين وأن تكون العمليات العسكرية أقل حدة، مشيرة إلى أن زيارتها للعريش ورفح تستهدف الاطلاع على التعاون القائم بين السلطات المصرية ومنظمات الإغاثة الإنسانية، مطالبة بضرورة فتح المزيد من المعابر الإسرائيلية لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خاصة من الجانب الإسرائيلي.

وأعربت وزيرة خارجية ألمانيا عن تعازيها القلبية لكل من فقد أحد أفراد أسرته في هذه الحرب، مضيفة: "إن حياة وكرامة الإنسان تتمتع بنفس القدر من الأهمية."

وردا على سؤال حول استهداف عدد كبير من الصحفيين في قطاع غزة وأيضا الحديث عن اليوم التالي لوقف إطلاق النار، أكد وزير الخارجية ضرورة التركيز على وقف إطلاق النار، حيث لا يمكن الحديث عن أمور قد يفهم منها قبول استمرار هذا الوضع من الأعمال العسكرية واستهداف المدنيين وهذا الكم من القتل، بعد أن بلغ عدد القتلى 23 ألفا ثلثيهما من الأطفال، حيث فقد أكثر من 10 آلاف طفل أرواحهم والمزيد منهم تحت الأنقاض.

انتقد وزير الخارجية عجز المجتمع الدولي على المطالبة الصريحة بوقف إطلاق النار ثم التعامل مع أي قضايا أخرى في إطار الجهود التي تبذل للتعامل مع كافة العناصر المتصلة بوقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات لأكثر من مليوني مواطن يعيشون في العراء بدون مأوى ومآكل ودون رعاية صحية، واستهداف البنية الأساسية، وتدمير حوالي 70% من المباني في غزة.

وأعرب شكري عن مواساته لاستشهاد عدد من الصحفيين في قطاع غزة، مضيفا أنه اعتدنا عندما يمس صحفي أن يهب المجتمع الدولي بالإدانة والانتقاد، مضيفا: لم نسمع أي إدانة لهذا العدد من القتلى المدنيين واستهداف الصحفيين ومنع دخول الصحفيين الأجانب لقطاع غزة، ولابد من التساؤل لماذا هذا المنع والتعمد في عدم وجود الرؤية المباشرة للوضع المأساوي القائم في غزة؟."

وأكد أهمية الاستماع للأطفال الذين فقدوا أسرهم بالكامل، وأن يكون لذلك الأولوية الإنسانية ذاتها التي يجب أن نتعامل بها مع قضايا أخرى.

لفت وزير الخارجية إلى أن السابع من أكتوبر الماضي ليس بداية الصراع، ويجب ألا يتم اغفال سنوات وسنوات من الاعتداء على الحقوق الفلسطينية واستهداف الفلسطينيين المتعمد والتهجير من الأراضي وهدم المنازل وتوسيع رقعة الاستيطان الإسرائيلي، ووجود حالة احتلال معترف بها دوليا، ومطالبة بأن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

نبه وزير الخارجية إلى أن التعقيدات المتصلة بهذه القضية وضرورة النظر لها بمنظور شامل ولابد أن يركز على وقف إطلاق النار، والقضايا الأمنية، ووصول المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير، لأن كل الخطوات التي تتخذ تستهدف الدفع نحو تهجير الفلسطينيين، ولا يمكن أن يظل نحو مليوني فلسطيني محاصرين في رقعة بجنوب قطاع غزة بهذا الشكل ولا تتوفر لهم الاحتياجات الأساسية ونتوهم أن هناك جهودا تبذل لمنع التهجير.

وردا على سؤال بشأن ترتيبات ما بعد الحرب والتوصل لسلام وما هو الدور الذي ستلعبه كل من مصر وألمانيا للتوصل لحل سلمي، أكد وزير الخارجية أن ألمانيا تضطلع بدور هام على الساحة الدولية وفي الاتحاد الأوروبي يؤهلها لمسئولية تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأوضح أن البلدين لديهما قدرة على التواصل مع الأطراف المختلفة والعمل على تنفيذ حل الدولتين وهو أمر نسعى لتحقيقه ونثق أن لدينا القدرة المشتركة مع شركاء آخرين لجعل المنطقة آمنة وتعيش فيها الشعوب بشكل طبيعي، ونحن نتعامل الآن مع الأمور الآنية مثل الوضع في غزة وقضية الرهائن والاحتياجات الإنسانية لغزة وكذلك عنف المستوطنين وصولا بإقرار حل الدولتين، معربا عن تطلع مصر لاستمرار التنسيق والتشاور مع ألمانيا في إطار آلية ميونخ بشأن عملية السلام بالمنطقة، محذرا الجميع من توسيع رقعة الصراع الذي سيكون له أثر مدمر على دول المنطقة.

 

print