الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:36 م

القوات الأمريكية غير مرغوب فيها على أرض العراق.. 2500 جندى أمريكى فى بغداد رغم انسحاب واشنطن فى 2011.. البرلمان العراقى يتخذ قرارًا بإنهاء تواجدهم ويطالب الحكومة بتنفيذه.. ويؤكد: تزعزع استقرار البلاد

القوات الأمريكية غير مرغوب فيها على أرض العراق.. 2500 جندى أمريكى فى بغداد رغم انسحاب واشنطن فى 2011.. البرلمان العراقى يتخذ قرارًا بإنهاء تواجدهم ويطالب الحكومة بتنفيذه.. ويؤكد: تزعزع استقرار البلاد البرلمان العراقى
الإثنين، 15 يناير 2024 08:00 م
كتبت آمال رسلان
بدأت الأصوات تتعالى والدعوات تتزايد لانسحاب قوات التحالف الدولي وخاصة الأمريكية من العراق، وسط ضغط شعبى ورغبة رسمية بعد أن أصبح تواجد تلك القوات قنبلة موقوتة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة فى 7 أكتوبر الماضى، حيث أصبحت القوات الأمريكية هدفا صائغا لقوات المقاومة والتى وجههت هجماتها لها عقابا على دعم واشنطن لتل أبيب فى الحرب.
 
وخلال الساعات الماضية دخل البرلمان العراقى على خط الأزمة بعد أن اعتمد قرارًا بضرورة إنهاء الوجود الأمريكي على الأراضي العراقية، واعتبر رئيس المجلس بالإنابة محسن المندلاوي في بيان له قرار خروج القوات الأجنبية مبدئيا وثابتا، مطالبا رئيس الحكومة بسرعة تنفيذ القرار.
 
وكان البرلمان خصص جلسة السبت، لمناقشة الوجود الأجنبي وتداعيات العدوان الأخير على العراق، بعد أن تقدم 88 نائبا بمقترح قانون لإخراج القوات الأجنبية من العراق، بعد استمرار انتهاكات القوات الأمريكية للسيادة العراقية، من خلال الاستهداف المتكرر ضد مقرات الحشد الشعبي وقياداته، الذي يعتبر جزءا من القوات المسلحة العراقية.
 
وأكد النواب الموقعون، أن العراق ليس فى حاجة إلى قوات أجنبية لوجود العدد الكافي من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية التي تتولى الدفاع عن الوطن وشعبه، ويطالب المقترح التزام الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة باتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في الأراضي والأجواء العراقية في موعد لا يتجاوز ثلاثة أشهر من تاريخ تشريع هذا المقترح.

وجاء في مسودة المقترح أن الأسباب الموجبة لهذا المقترح جاءت "لغرض تحقيق متطلبات السيادة الكاملة غير المنقوصة وفي ظل الالتزام المفروض على جميع السلطات الاتحادية بالحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية ومنع التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية للعراق".
 
وجاء موقف البرلمان ليعزز الموقف الحكومي الذي صدر في وقت سابق وقضا ببدء ترتيب خروج القوات الأجنبية، حيث أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بداية العام 2024 عن تشكيل لجنة ثنائية لجدولة انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وقال السوداني إنه "ليس من حق أي جهة التجاوز على سيادة العراق".
 
وتزامن التحرك البرلمانى فى العراق مع إعلان "المقاومة الإسلامية" فجر الأحد، استهداف قاعدتين أمريكيتين في سوريا بالطائرات المسيّرة، وقالت في بيان: "استمرارا بنهجنا في مقاومة قوات الاحتلال الأمريكي في العراق والمنطقة وردا على مجازر الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزة، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق قاعدتين للاحتلال الأمريكي في حقل العمر والقرية الخضراء بالعمق السوري".
 
وكانت القوات الأمريكية وجهت عدة ضربات لمواقع الحشد الشعبي خلال الأسابيع الماضية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، آخرها يوم 4 يناير الجاري عندما وجهت طائرة مسيرة استهدفت مقرا لـ"حركة النجباء" في بغداد، وأسفر عن مقتل قائد العمليات الخاصة التابع للفصيل الذي تتهمه واشنطن بتنفيذ هجمات ضد قواعد عسكرية في العراق وسوريا.
 
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا، في إطار ما يسمى بـ"التحالف الدولي لمكافحة "داعش" الذي أعلن عن تشكيله عام 2014، ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر، تتعرض القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا لهجمات متواصلة تبنى أغلبها ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق".
 
وتعرضت القواعد الأمريكية على الأراضي العراقية والسورية لما يزيد على 110 استهدافات منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث تندد الميليشيات العراقية بالدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها.
 
وغداة ضربة أمريكية في بغداد أودت بحياة مشتاق طالب السعيدي (أبو تقوى) القيادي بالحشد الشعبي، جدّدت الحكومة العراقية موقفها حيال إنهاء وجود التحالف الدولي على أراضيها، وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريحات خلال يناير الجارى إن العراق يريد خروجاً سريعاً ومنظماً للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض لكنه لم يحدد موعداً نهائياً، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.
 
وأضاف أن هناك "ضرورة لإعادة ترتيب هذه العلاقة بحيث لا تكون هدفاً ومبرراً لأي جهة داخلية أو خارجية للعبث باستقرار العراق والمنطقة"، وأن الخروج يجب أن يتم التفاوض عليه في إطار "عملية تفاهم وحوار".
 
وتابع: "لا نريد أن يكون إنهاء التحالف وكأنه عملية طرد لهذه القوات وإلا "سنشهد المزيد من اتساع ساحة الصراع في منطقة حساسة للعالم تمثل ثقلاً لإمدادات الطاقة، وأيضاً هذا الموضوع برمته هو يؤدي إلى زيادة التطرف والعنف، ليس في هذه المنطقة، في كل دول العالم".
 
وتعززت المطالب بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق، إذ قال الناطق باسم القوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في وصف نادر، إن الهجوم على مقرات الحشد الشعبى "اعتداء مماثل للأعمال الإرهابية"، وحمل التحالف الدولي مسؤولية الضربة.
 
وفى ظل المطالب العراقية ترفض أمريكا الانسحاب من العراق وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن في رسالة إلى رئيس مجلس النواب، إن القرار الذي اتخذه بتوجيه ضربة عسكرية في العراق جاء "في إطار مسؤوليته لحماية المواطنين الأمريكيين"، مؤكداً الاستعداد لـ"اتخاذ المزيد من الإجراءات، حسب الضرورة، للتصدي لمزيد من التهديدات أو الهجمات".
 
وجاء في بيان بايدن، الذى نشره البيت الأبيض: "لقد وجهت هذا العمل العسكري بما يتوافق مع مسؤوليتي في حماية مواطني الولايات المتحدة في الداخل والخارج، ولتعزيز الأمن القومي، ومصالحه الخارجية، وذلك وفقاً لسلطتي الدستورية كقائد أعلى للقوات المسلحة، وكرئيس للبلاد".
 
وأضاف أن بلاده "اتخذت هذا الإجراء الضروري والمتناسب بما يتوافق مع القانون الدولي"، معتبراً أن الولايات المتحدة "مارست حقها الأصيل في الدفاع عن النفس، كما هو منصوص في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
 
وبعد تصريحات بايدن بأيام أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، عدم اعتزامها فى الوقت الراهن سحب قواتها من العراق، وقال المتحدث باسم الوزارة، باتريك رايدر، إنه ليس لديه علم بأى خطط للانسحاب من العراق، ونوه بأن القوات الأمريكية المشاركة فى التحالف تواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة داعش، لافتًا إلى أنه لا يعلم كذلك بأى إخطار من بغداد للوزارة بشأن قرار سحب القوات الأمريكية، وأن هذه القوات موجودة فى العراق بدعوة من الحكومة.
 
وردا على ذلك قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن مسار المفاوضات مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق توقف، لكن الحوار حوله مستمر، مؤكدا أن قرار الانسحاب أو جدولة الانسحاب سيتم بعد اتمام المفاوضات، وأوضح حسين أن الأحداث الأخيرة على الأراضي العراقية غير مقبولة، حيث كانت هناك هجمات وهجمات مضادة، مؤكدا أن القوات الأمريكية والتحالف متواجدون في العراق بطلب رسمي من الحكومة العراقية، وأن الجانب العراقي هو من يحدد الحاجة إلى بقاء القوات الأمريكية.
 
ونبه حسين إلى أن خرق الوضع الأمني في العراق غير مسموح به من أي جهة، سواء كانت خارجية أو داخلية، وأن العلاقة بين بغداد وواشنطن ستستمر وأن البلدين ليسا في حالة حرب، وقال: إن الأوضاع تغيرت في المنطقة بعد الحرب على غزة، وأن هناك تشابك في الأمور الوطنية والإقليمية، موضحا أن قرار الحرب يحدده الدستور والقانون وليس هناك قرار خارج الدولة، وأن قرار الحرب قرار خطر ولسنا من دعاة الحرب حيث إن العراق بحاجة إلى الأمن والاستقرار.
 
ورغم انسحاب القوات الأمريكية فى عام 2011 بعد 9 سنوات على غزو العراق إلا أنه لازال هناك قوات أمريكية داخ العراق ومن أبرز القواعد الأمريكية في العراق قاعدة عين الأسد وتعد من أشهر القواعد الأمريكية في العراق، وتقع في محافظة الأنبار غرب العراق، وقاعدة القيارة وتقع على بعد 58 كيلومترًا، جنوب مدينة الموصل العراقية، وتعد من أكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية، وتضم مطارًا عسكريًا مهمًا.
 
وكذلك قاعدة التاجي وتقع القاعدة شمال بغداد، وتضم معسكرًا مهمًا للجنود الأمريكيين، وقاعدة الحبانية
 
وتقع القاعدة في محافظة الأنباء غرب البلاد، وشهدت تدريبات للقوات الأمريكية والتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
 
كذلك قاعدة كركوك (K-1) وتقع قاعدة كركوك شمالي بغداد، ويوجد بها قوات أمريكية، وقاعدة بلد الجوية فى محافظة صلاح الدين على بعد نحو 100 كيلو متر شمال بغداد، وتضم طائرات أمريكية وجنودًا أمريكيين، وقاعدة فكتوري تقع قاعدة فكتوري قرب مطار بغداد في العاصمة العراقية، وقاعدة ألتون كوبري وتقع في محافظة شمال غربي كركوك، على بعد 50 كيلومترًا من مدينة أربيل كبرى مدن إقليم كردستان.
 
وهناك أربعة قواعد في كردستان، وهي قاعدة قرب سنجار، وأخرى قرب أتروش، وقاعدتين آخريين في مدينة حبلجة بمحافظة السليمانية قرب الحدود الإيرانية.

print