ملابس لاعبى كرة القدم، تعد جزءا أصيلا لا يتجزء من قوانين اللعبة، التي أقرها الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" وهى المنوطة بتحديد قواعد وقوانين ممارسة اللعبة، ومن هذه القواعد شروط انتقاء ملابس اللاعبين، حيث هناك شروط وقواعد مخصصة بالزى الذى يرتديه كل نادٍ حول العالم، ومن أبرز تلك القوانين هي الألوان المحددة لكل فريق، بحيث يُحدد طقم رئيسى وطقم احتياطي، ومع التطور الهائل الذي تعيشه كرة القدم، بات من مسلّمات اللعبة أن يكون لكل فريق أزياء خاصة به، مع ألوان معروفة للجميع.
ووفقًا لقوانين لعبة كرة القدم، يجب أن يكون زي كل فريق مكون من قميص وشورت مع جوارب بألوان خاصة لا تشابه ألوان الفريق الخصم، على أن يرتدي حارس المرمى لونا مختلفا كليا، ويُسمح بارتداء قطع إضافية مثل واقى الرأس والأنف، وواقى الساق والتي يشترط أن تكون خفيفة الوزن، ناعمة ومبطنة وألا تشكل أي نوع من الخطر على الخصم واللاعبين الأخرين في الملعب، ونفس الحال بالنسبة لواقي الذراع إن أراد اللاعب ارتداءه، ولا يقف الأمر عند اللون فقط، فقد أصبحت الشركات تتفنن في إنتاج تصميمات للقميص الذي بات أحد مصادر الدخل الرئيسة التي تدرّ أرباحا هائلة سواء للاتحادات أو الأندية واللاعبين وللشركة المصنعة أيضا.
رحلة تطور ملابس لاعبي كرة القدم بين النسيج المتقدم والتكنولوجية الذكية
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على رحلة تطور ملابس لاعبين كرة القدم بين النسيج المتقدم والتكنولوجية الذكية، فقد بدأت قصة القمصان عام 1891، وحينئذ كانت تُصنع من الجريسيه "مادة لتفصيل الملابس الضيقة القابلة للتمدد حسب حجم الجسم وتتكون من الصوف أو القطن"، وفي الوقت ذاته كانت السراويل طويلة تغطي الركبة وفضفاضة، وفرض الاتحاد الدولى عقوبات على من يقوم من اللاعبين بخلع الملابس أثناء المباراة، خلال الاحتفال بالهدف، حيث يُعاقب عليه القانون بمنح اللاعب المُخالف بطاقة صفراء، وكذلك في حال خلع الشورت، ويجب على اللاعب وضع القميص داخل الشورت، وهذا يُعد من الأمور التي على اللاعب الانتباه إليها أثناء مجريات اللعب - بحسب أستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى محمد أسعد العزاوي.
بادئ ذي بدء - تتجه ملابس لاعبي كرة القدم نحو مستقبل مليء بالابتكارات التكنولوجية، حيث تسعى الشركات المصنعة إلى تحسين أداء اللاعبين وراحتهم، حيث تظهر التقنيات المتقدمة في تصميم الملابس لتلبية احتياجات الرياضيين وتعزيز أدائهم على أرض الملعب، وتشمل هذه التحولات النسيجية المتقدمة التي تسهم في تحسين التهوية وإدارة الرطوبة، مما يقلل من التعرق ويحافظ على راحة اللاعبين خلال المباريات الطويلة، كما يتم استخدام مواد ذكية تتفاعل مع درجة حرارة الجسم لتوفير تحكم دقيق في الحرارة – وفقا لـ"العزاوى".
الاتحاد الدولى وافق على ارتداء "جهاز يراقب ضربات القلب خلال المباريات"
مع تطور التكنولوجيا، قد يتم دمج أجهزة الاستشعار في الملابس، مما يسمح بمراقبة البيانات الحيوية للاعبين مثل نبضات القلب ومعدل التنفس، هذا ما يعزز بدوره التحليل الفعّال للأداء ويساعد في تحديد أفضل استراتيجيات التدريب، ولا يقتصر التطور على النواحي التكنولوجية فقط، بل يمتد أيضًا إلى تصميم الملابس وأنماطها، فقد تشهد ملابس اللاعبين في المستقبل توظيفاً للتصاميم الذكية التي تعزز حركة اللاعب وتحسن أدائه، وبشكل عام، يُتوقع أن يكون مستقبل ملابس لاعبي كرة القدم مزيجًا من التكنولوجيا المبتكرة والتصاميم المتقدمة، مما يساهم في تحسين أداء الرياضيين وجعل تجربة اللعب أكثر فعالية وراحة – الكلام لـ"العزاوى".
وقد وافق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق "آي اف إي بي" وهي الجهة الرسمية التي تحدد قوانين اللعبة على بحث إمكانية السماح للاعبي كرة القدم بارتداء "جهاز يراقب ضربات القلب خلال المباريات"، ومن المقرر أن يتم تكوين مجموعة استشارية من الخبراء في المجال الطبي، والمجال الرياضي من مدربين، ولاعبين سابقين للاشراف على هذا الموضوع، ومن بين المقترحات - استخدام شريحة الكترونية تتبث في قمصان اللاعبين لتراقب أداء القلب، مسافة الركض، والتغيرات التي تطرأ على وظيفة الجسم، وتنقل هذه البيانات إلى جهاز "كمبيوتر" يحذر من احتمال وقوع أي مشكلة طبية – طبقا لأستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى.
ودمج أجهزة الاستشعار في الملابس لتحسين أداء اللاعبين وراحتهم
يأتي هذا بعد حادث تعرض له لاعب نادي "بولتن" الإنجليزي "فابريس موامبا "بعد أن أصيب بأزمة قلبية في الملعب العام الماضى، أضطر بعدها إلى اعتزال اللعبة، والدليل على ذلك وفي نفس المقام نلاحظ اليوم ارتداء العديد من اللاعبين ما يشبه الـ"sports bra" أسفل القمصان، وفي حقيقة الأمر هي ليس حمالة للصدر رياضية يرتديها اللاعبون فقط، ولكن هي قطعة متطورة للغاية من التكنولوجيا تساعد الأندية وهؤلاء اللاعبين في التطور والوصول لأعلى المستويات.
والقطعة هى عبارة عن جهاز تتبع في الأساس يجمع المعلومات والإحصائيات من أداء اللاعب في المباريات والتدريبات، والتي يتم تغذية نظام خاص بها عبر الحاسب الآلي، ومعظم الأندية الآن تستخدمها، وبحسب وسائل إعلام دولية كشفت في تقرير أن 75% من فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى رأسها الثنائي العملاق ليفربول ومانشستر يونايتد، تستخدم نظام جمع الإحصائيات، بالإضافة لمنتخبات كبرى كإنجلترا، وصيف أوروبا ورابع العالم، والبرازيل، وصيف كوبا أمريكا والأكثر تتويجاً بكأس العالم.
أهمية التقنية والتكنولوجيا في عالم الرياضة
وفي ضوء ذلك يقول جييرمي باسوس، المعد البدني للمنتخب البرازيلي، يقول إن التقنية إضافة مهمة وسلاح ساعده كثيراً، "تعطيني الفرصة لمراقبة الفريق عبر الآيباد، وتساعدني في تقديم معلوماتي للمدرب في التدريبات، تساعد في التحكم بالتدريبات"، وكذا بعض المدربين يهتمون كثيراً بالأرقام والإحصائيات، وتلعب دوراً في الاختيارات الخاصة بهم، مثل مارسيلو بيلسا، المدير الفني لليدز، والذي يعتمد على التقنية، الأمر الذي أكده العالم في صفوف النادي توم روبنسون.
وقال روبنسون مع "ذا أتلتيك": "إذا كنت لاعباً في صفوف ليدز الآن فيجب أن تكون مهتماً بالتقنية، غير ذلك لن تستطيع إخراج أفضل ما تملك أو تندمج مع المنظومة الحاضرة هنا"، وفي نهاية المطاف أصبح العلم ولغة الأرقام أداة مهمة في العصر الحالي، والرياضة هي الأخرى استفادت من التطور التكنولوجي الرهيب، والـ"Sport Bra" هي من أحدث الأدواء في ذلك المجال.
وأخيراً يقول المدرب الرياضى، هاشم جميل: "الرياضة لم تعد تقليدية فقد انتهى زمن القوة البدنية، والطرق الكلاسيكية، فأصبح المدربون يتبعون أساليب علمية في التدريب، بوجود أحدث المعدات والأجهزة الذكية، التي تقدم إحصائيات عن اللاعب محترفا كان أم هاويا، وبيانات حول قدرته وفعاليته ونقاط قوته وضعفه، والشركات العالمية بعد أن كانت تتنافس في إنتاج الأحذية والكرات والملابس والآلات، انتقلت إلى المجال التكنولوجي في المنظومة الرياضية ككل، للعب أو الحكم بهدف جعل الممارسة أكثر عطاء وعدالة، ونقل الرياضة إلى مستقبل أكثر تطورا".