الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:18 ص

الانتخابات الأمريكية 2024.. صعود ترامب يربك حسابات بروكسل.. الاتحاد الأوروبى يترقب الاستطلاعات.. لاجارد: فوزه المحتمل تهديد واضح لمصالحنا.. ووزير ألماني: تعزيز قدراتنا أفضل استعداد لـ"الولاية الثانية"

الانتخابات الأمريكية 2024.. صعود ترامب يربك حسابات بروكسل.. الاتحاد الأوروبى يترقب الاستطلاعات.. لاجارد: فوزه المحتمل تهديد واضح لمصالحنا.. ووزير ألماني: تعزيز قدراتنا أفضل استعداد لـ"الولاية الثانية" دونالد ترامب
السبت، 27 يناير 2024 05:00 م
فاطمة شوقى
احتمالات فوز مرتفعة يحظى بها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية المرتقبة فى الولايات المتحدة ، حيث تشير غالبية استطلاعات الرأى إلى تقدمه وبنسب كبيرة عن منافسه الرئيس الحالى جو بايدن، وهو ما يضع دول الاتحاد الأوروبى فى حالة من الترقب لاستشراف مستقبل العلاقات بين بروكسل وواشنطن فى حال فوز ترامب.
 
 
وفى تقرير لها، علقت صحيفة لابانجورديا الإسبانية على مسار الانتخابات الأمريكية واحتمالات فوز ترامب، لافتة إلى تمتعه بقاعدة عريضة من المؤيدين الجمهوريين الذين يمكن أن يساعدوه فى استعادة البيت الأبيض، وذلك بعد فوزه فى الانتخابات التمهيدية فى نيو هامبشاير، وارتفاع أسهمه لنيل بطاقة الترشح رسمياً عن الحزب الجمهورى.
 
ولا تتنبأ استطلاعات الرأى فقط بإمكانيات حقيقية لعودة ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن أيضا على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، قال سياسيون وقادة أعمال لصحيفة نيويورك تايمز أن النخبة العالمية تعول بالفعل على انتصار القطب الجمهورى.
 
 

قلق أوروبي

 

فى مواجهة هذا السيناريو، تتزايد الأصوات التى تحذر من عودة ترامب فى أوروبا، ووصفت رئيسة البنك المركزى الأوروبى، كريستين لاجارد، الفوز الانتخابى المحتمل لترامب بأنه "تهديد واضح" إلى أوروبا.
 
 
 
وقال لاجارد فى تصريحات صحفية قبل أيام على هامش منتدى دافوس: "إذا تعلمنا الدروس مما حدث، أعنى من الطريقة التى تصرف بها السيد ترامب فى السنوات الأربع الأولى من ولايته، فمن الواضح أن هذا يمثل تهديدًا.. فقط بالنظر إلى التعريفات التجارية، والالتزامات تجاه منظمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، ومكافحة تغير المناخ كافية"، مع الإشارة إلى أنه "فى هذه المجالات الثلاثة وحدها، فى السابق، لم تكن مصالح أمريكا متسقة مع مصالح أوروبا".
 
وانتقدت لاجارد، ترامب، خاصة فيما يتعلق بالتعريفات التجارية. ومع ذلك، فإن تصريحاتها الأخيرة قاسية على نحو غير عادى فى موقفها كرئيسة للبنك المركزى الأوروبى - وهو الدور الذى لا يرتبط عادة بالسياسة.
 
بدوره، أعرب وزير المالية الألمانى، كريستيان ليندنر عن اعتقاده بأن أوروبا القوية هى أفضل رد على الفوز المحتمل للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية 2024.
 
وقال ليندنر: "أعتقد أننا نتحدث بشكل أكثر من اللازم عن دونالد ترامب فى أوروبا.. أن أفضل استعداد لولاية ثانية لترامب كرئيس هو تعزيز القدرة التنافسية الأوروبية"، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون أوروبا شريكا على قدم المساواة - سواء فيما يتعلق بالوضع الاقتصادى أو توزيع الأعباء بشكل عادل فى حلف شمال الأطلسى (ناتو).
 
بدوره، قال رئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دى كرو، فى خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبى منتصف يناير، أن أوروبا ستكون وحيدة أكثر من أى وقت مضى، إذا عاد شعار "الولايات المتحدة" مع ترامب".
 
وقال ديفيد فيلب، مدير مكتب صندوق مارشال الألمانى، إنه يجب على أوروبا أن تستعد لسيناريو ترامب الثانى، ويجب أن تصبح القارة لاعبا قويا على المستوى العسكرى، كما أنه يجب عليها أن تكون قادرة على التعامل مع القضايا الأمنية فى جوارها، وبالإضافة إلى ذلك، يصر على أن أوروبا يجب أن تعزز نفسها اقتصاديا للتحضير لتدابير الحماية المحتملة فى إدارة ترامب الثانية.
 
وفى المقام الأول من الأهمية، فيما يتعلق بأوكرانيا، فإن المخاوف من ظهور إدارة ترامب ثانية كبيرة، خاصة التى تخص تصريحات المرشح المسبق حول ما إذا كان سينهى الحرب والمساعدات متناقضة.
 
ويعتقد سودها ديفيد فيلب أنه بغض النظر عمن سيفوز فى نوفمبر، فإن أغلب الأمريكيين مقتنعون بأن أوروبا لابد أن تتحمل عبئاً أكبر فيما يتصل بالمساعدات العسكرية وإعادة إعمار أوكرانيا، لأن البلاد تقع فى القارة. الأوروبية.
 
 

خلافات الناتو

 

وفى العواصم الأوروبية، تشكل علاقة ترامب مع حلف شمال الأطلسى مصدر قلق أيضًا. خلال إدارته الأولى، كان من الصعب منعه من التخلى عن التحالف العسكرى، وفى يناير، قال ترامب لوسائل الإعلام إنه لن يدعم سوى حلفاء الناتو الأوروبيين الذين "يتعاملون بشكل مناسب" مع الولايات المتحدة عسكريا، وقال "لقد استغل حلف شمال الأطلسى بلادنا، واستفادت الدول الأوروبية منه".
 
ويرى جوزيف برامل، الخبير فى السياسة الأمريكية، أن ترامب يرى فى أوروبا عدوا، لذا يجب على أوروبا أن تقدم نفسها كلاعب موحد، ويراهن برامل على المال من أجل توحيد المصالح المختلفة فى القارة القديمة: فهو يعتقد أنه من الضرورى التعاقد على ديون مشتركة، ودعم الدول الفردية مالياً وفرض شروط عليها فى المقابل.

print